آراء

ملاحظات عن الهجرة

مسعود زورو
طبعا اكيد تغير مسقط راس في مرحلة البلوغ بنسبة لجميع حدثا مميز, مهما حاولنا ان نقدم الى هذا العمل فمن غير ممكن ان نستعد لها نفسيا, لردود التحديات اليومية الذي نواجهها ,لان التجربة حياة غير كافية لتحدي على الحالة التي يتعرض عليها المهاجر في شكل يومي,,مثلا لم نتعلم ان نستلم من الدوائر الحكومية الذي عشنا فيها مثل رسائل وما شابهها من الدوائر الحكومية او من القطاع الخاص ,ولم نتعلم على الكيفية الرد بشكل خطي,, سرعان ما نرى في بلد الجديد ونواجه مثل هذه حالات بشكل روتيني يومي ,كثيرا من الناس ينتابهم الكأبة مجرد ان يستلم رسالة دون ان يرى في مضمونها, اكيد في بعض الحالات نكون امام صدمة , يرافق الهجرة خسائر كثيرة لا تعد ولا تحصى مثلا ترك البيئة, فقدان منازل واصدقاء واقارب كل هذا يؤدي الى الشعور بفقدان اجمل ما عندهم, كثيرا لا نعرف قيمة اشياء التي تحت يدينا الا بعد مهاجرتها كل تلك الامور يؤدي الى اضعاف في الشخصية وخجل من نفسه ان يجعل نفسه حديث على الالسنة , وهذا المشاكل تجعل الحياة صعبة
وكثيرا من الناس يفقدون ايضا مكانتهم الاجتماعية وهويته المهنية , فمثلا استاذ المدرسة او تاجر له سمعة طيبة, او موسيقي الذي له جمهوره وهناك امثلة كثيرة,,,سرعان ما يصيبو هؤلاء صدمة نفسية
ما علينا ان نواجه تلك تغيرات في مجالات مختلفة ان نتعلم لغة جديدة ,طبعا اطفال دون سنة 15 لا يواجهون مشكلة تعلم لغة ولكن ماذا سيفعل الرجل الذي بلغ من العمر 30 او 40 او 50 طبعا يؤدي الى ضغط نفسي وقد يتطور الى ازمة ,ما يكون رد الفعل, طبعا رد الفعل يختلف من شخص لأخر, يمكن ان يتخذ شكل الحرمان,العزلة,الاسقاط,الشعور بالذنب ويرافقها الاعراض الجسدية الناجمة عن الاضطرابات النفسية.
المهاجر يعاني من اخطر مشكلة في البداية لان الحصول على اقامة في البلد الجديد,ثم مرحلة تعلم لغة,ثم البحث عن وظيفة,تعرف على اشخاص واصدقاء جدد,كل هذا يتطلب كثير من الطاقة ,طبعا غير مشاكل صحية قد تؤدي الى تفاقم الوضع الصحية غير اضطرابات الجسدية,ومن اعراضها مثلا فقدان الوزن او العكس,اضطرابات قلبية وعائية,اضطرابات الفكر,ارتفاع او هبوط السكر,طبعا المنحدر من خلفية اجتماعية معينة مثلا خلفية عشائرية,او ثقافية معينة,او حسب عادات وتقاليد التي تكون فيها,فكيف يمكنه التأقلم مع النظام الاجتماعي جديد,الذي يتساوة فيها الرجل ما المرأة ,كيف يكون علاقة ما بين الوالدين وابنائهم ,فمثلا اقول على النفسي اتذكر ان والدي عاقبني على شيئ وجدته من وجه نظري انا على صواب!,بينما والدي رأني على الخطأ ,فعقابي كان مشي الى المسافة طويلة جدا طبعا في الصيف ,عندها كنت في 14 من العمر,,,نعم الحرية الشخصية (المانيا على سبيل الميثال) مصانة والمساوة بين الرجل والمراة مضمونة بقوانين ,كل هذا يتطلب من المهاجر استعداد كاملا للتغيروالمرونة,لاندماج في البيئة الجديدة,ثم هناك حالة اخرى مثلا هناك امراض النفسية تظهر عندما يستقر المريض ,على حسب الميثال الصدمات الذي تعرض لها الانسان من خلال حياته مثل السجن او التعذيب او الحرب وا تعرض لأضطهاد ,اغتصاب وغيرها كل هذا يترك اثار عميقة في الانسان وسرعان ما تبرز على السطح عندما يستقر المهاجر في البيئة الجديدة ويشعر بالاستقرار,فتبرز هذه الاعراض من الامراض على شكل خوف , صدمة ما بعد ضغط PTSD
مثلا العائلة التي تحافط على تركيبها كما كان في الوطن ليحافط على اولاده ,كثيرا ما يتفكك تلك العائلة ويدب الخلاف بين افراد البيت الواحد لسبب اختلاف الرأي بين الأب والأبن,فيترك الابن البيت ويعيش مفرده طبعا بعد خناق طويل ودخول جهات ما يسمى حماية الاطفال والشباب دون السن البلوغ.
ما علينا هو ان نتصور المستقبل كيف يكون لا ان نتجه الى الماضي كيف كان,عندما ينتابنا شعور بالهدوء والسيطرة على النفس في بعض الحظات لنحلل السبب الهجرة الجالية الكوردية من كوردستان سوريا!!
هل لتحسين وضع الاقتصادي!! او هروب من الطاغية والنظام السياسي السائد!!,فلو بنظرة عابرة!! نرى بأن جاليتنا لم تتحس ظروفهم المعيشة ,وعلى مدى اكثر من عشرون عاما وهم يعودون الى وطنهم باستمرار,اي زيارة لأهل مع ورقة عدم تعرض من جهات مختصة(لا نتحدث على شكل فردي)بل على شكل جماعي …الخ
فلا ينطبق علينا تلك نظريتتين تقليدتين في الهجرة ,فلم يبق سوى النظرية ثالثة الا وهو اننا غير مقبولون اجتماعيا,,الهجرة التي حصلت في اخر ثلاث سنوات كانت ملفتة لنظر,,,أهو تغير ديمغرافية للمنطقة!!,,ماذا كان رد النخبة السياسية من هذا الهجرة !!,من الذي ساعد وسهل طريق الهجرة !!,تلك كل الاسئلة لم اجد جوابا واضحا لها,,(ان اليهود كانو على ترحال دوما ,,حتى بحثو ووجدو ارضا وفي النهاية استقروا).
اما نحن لنا ارض ولا نستقر ,اجل ان انسان كوردي مدفوع الى العمل بحكم غرائزه,فأذا اخذ جميع اقاربه واصدقائه معه فهو ,,غريزة القطيع,,التي تدفعه اليهم, واذا سافر وحده فتلك ,,الغريزة لا اجتماعية ,الحقيقة ستبقى دائما هدف القليل من الناس وستبقى في انتظار هؤلاء القلة بصبر وهدوء يبدو لنا اننا منسحبون من الامام ولكن الحقيقة نحن مدفوعون من الخلف ,لو نظن اننا نسلك طريق الهجرة لأشباع رغباتنا وتحقيق اهدافنا مثل الذي يدق مسمار في الماء او مثل الذي يملأ الماء في طنجرة مثقوبة,سيعلم هؤلاء المهجريين اي هزيمة محتومة ينتظرهم ,ان فرح المهاجرين ومرحهم ناجم على انهم لا يرون الفشل والحسرة ,لكن الفشل والحسرة يكون في البلد المضيف .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى