آراء

من السليمانية إلى أنقرة: فجر سلام جريء في الشرق الأوسط

عاكف حسن

في خطوة تاريخية، يستعد حزب العمال الكردستاني (PKK) خلال الأيام المقبلة لتسليم دفعة من سلاحه في مدينة السليمانية بإقليم كردستان العراق، في مشهد يحمل في طياته بارقة أمل لانفراجة قد تغير مسار الصراع التركي-الكردي.

رغم غياب وسيط دولي رسمي، تتعاظم المؤشرات الإيجابية مع تأكيد التفاؤل الصادق من قبل قيادتين كُرديتين بارزتين:
القائد الفذ مسعود بارزاني، ورئيس إقليم كردستان، نيجيرفان بارزاني، اللذين عبّرا عن إيمان راسخ بأن المرحلة المقبلة ستشهد تطورات جريئة وشاملة.

لقاء خاص مع القائدين: رؤية متفائلة للسلام

قبل أسبوعين، حظيت بفرصة لقاء القائدين الكبيرين، مسعود بارزاني ونيجيرفان بارزاني، حيث عبّرا لي شخصيًا عن تفاؤلهما هذه المرة بطريقة لم أشهدها في السابق. كانت كلماتهم تحمل ثقة واضحة بأن الظروف الحالية، إقليمياً وسياسياً، قد تهيئ أرضية صلبة لسلام جريء وشامل.

هما لا يرون الأمر مجرد خطوة رمزية، بل يعتقدان أن هناك تحركات وتفاهمات عميقة خلف الكواليس تدفع نحو تغيير حقيقي يلامس جوهر القضية الكردية في تركيا والمنطقة. هذا التفاؤل ينبع من رؤية سياسية واعية وتحليل دقيق للمتغيرات الإقليمية والدولية التي تفرض واقعاً جديداً.

🔁 دروس من السلفادور: السلام الممكن

تجربة جبهة FMLN في السلفادور، التي خاضت حربًا أهلية مريرة قبل أن تضع السلاح جانبًا وتتجه نحو العمل السياسي المؤسس بدعم دولي، تقدم نموذجًا يُحتذى به.

اليوم، يُبرز PKK مبادرة تعكس إدراكًا أن السلام هو السبيل الأمثل لتحقيق الحقوق، وأن العمل السياسي وحده قادر على بناء مستقبل مستقر.

عوامل تؤكد جدية السلام القادم:
• التحولات الإقليمية العميقة في الشرق الأوسط، التي تحفّز تركيا على تبني مواقف أكثر جدية وحكمة في التعامل مع قضاياها الداخلية.
• وجود توجه جدي لتعديل الدستور التركي بما يكفل حقوق الأكراد الإدارية والثقافية، وهو مطلب يتماهى مع مبادرات PKK.
• تسليم السلاح في السليمانية خطوة رمزية وجريئة تعكس الالتزام بالتغيير.
• حضور سياسي شرعي عبر حزب الديمقراطية (DEM)، الذي يمثل صوت الكرد السلمي داخل البرلمان التركي.
• تفاؤل واعٍ وصادق من القائد مسعود بارزاني ورئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني، مما يضفي ثقلًا سياسيًا ومصداقية عالية على الخطوة.

️ التحديات التي لا تزال قائمة:
• غياب وساطة دولية رسمية قد يضعف من ضمانات الاستمرارية.
• ضرورة توفر إرادة سياسية تركية ثابتة للتعامل مع هذه المرحلة الجديدة.
• خطر التشويش والتدخل من القوى المتشددة التي قد تعرقل مسار السلام.

🎯 خلاصة القول:

إن الظروف الجديدة في الشرق الأوسط تُجبر الأطراف على إعادة النظر، وتدفع تركيا لأن تكون أكثر جدية مما سبق، مما يجعلنا نؤمن بأننا أمام سلام جريء وليس مجرد هدنة مؤقتة.

لحظة نادرة تلتقي فيها النوايا الصادقة بالفرص السياسية والقيادة الحكيمة، وقد يكون هذا السلام القادم صفحة مشرقة تُطوى فيها فصول العنف، ويُفتح فيها باب الحوار والأمل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى