آراء

هل ستتّعظ إدارة PYD من تجارب الأنظمة الدكتاتورية ؟

هيئة التحرير

بقلم :إسماعيل رشيد

في ظلّ استمرار تقاعس المجتمع الدولي عن وضع حدٍّ لمأساة الشعب السوري، وعدم تنفيذه القرارات الأممية إزاء القضية السورية وخاصة 2254 ، وفي ظلّ تراجع الاهتمام بالملف السوري وترجيح الشق الإنساني على السياسي ، فإنّ انعكاساته تؤثّر سلباً على كافة الأصعدة، وخاصةً الاقتصادية ، فالوضع المعيشي يزداد سوءاً ويشتدّ الخناق على المواطنين السوريين جراء العبث والمتاجرة بقوت الشعب ولقمة عيشه على كامل الجغرافيا السورية، وما زاد الوضع بشكلٍ كارثي هو القرار غير المسؤول من قبل إدارة حزب الاتحاد الديمقراطيpyd برفع سعر المحروقات وخاصةً مادة المازوت، الامر الذي سيؤثّر بشكلٍ خطير على أسعار المواد الغذائية الضرورية وقطاع النقل والصحة والزراعة وغيره ، وبالتالي يؤدّي إلى تهجير مَن تبقّى من أبناء شعبنا على أرضهم، فبدلاً من أن تبادر إدارة pyd لدعم المحروقات، حيث مادة المازوت غير مستوردة وهي تُنتج من الحقول النفطية المحلية وبجودة سيئة عبر حراقات وطرق بدائية أي بأقلّ التكاليف ، قامت برفع الأسعار بنسبٍ تصل إلى 400%، فضلا عن سيطرتها على المعابر وفرض الإتاوات والضرائب، وكلّ ذلك يندرج ضمن سياسة التجويع الممنهج من قبل هذه الإدارة ومجموعاتها المسلحة لصرف الأنظار عن ممارساتها وسياساتها التي ألحقت ضرراً بالغاً بشعبنا.

ومن هنا فقد عبّّر أبناء شعبنا، عِبر فعالياته المجتمعية، عن رفضهم لهذا القرار اللامسؤول من خلال الاحتجاجات في أغلب المدن الكُردية، ولاحقاً احتجاج من قبل المجلس الوطني الكُردي أمام UN في قامشلو ، ولازالت احتجاجات قامشلو من قبل الناشطين والمستقلين والفعاليات المجتمعية مستمرة، وهي رسالة قوية، على القوى السياسية وخاصةً المجلس الوطني الكُردي مساندة هذا الحراك المجتمعي السلمي وبذل كل الجهود لإلغاء القرار الكارثي، حيث أنّ تداعياته ستكون مدمرة على مستلزمات حياة المواطن .

ندين بشدة استهتار إدارة PYD وتجاهلها لمطالب الشعب المشروعة وإلغاء هذا القرار اللامسؤول والكفّ عن نهب ثروات الشعب وقوته ، ومن هنا فإننا نقف إلى جانب أبناء شعبنا في احتجاجاته السلمية دفاعاً عن كرامته وتأمين ابسط مستلزمات الحياة ، فمنطق الترهيب والتجويع والاستعلاء والاعتقالات لم ولن يجدي نفعاً أمام هول الأوضاع الكارثية والتحديات التي تواجهنا نتيجة سياسات إدارة PYD التفردية والإقصائية ، فأعتى الأنظمة دكتاتوريةً في العالم انهارت أمام إرادة الشعوب المطالبة بكرامتها ولقمة عيشها….فهل ستتعظ إدارة PYD من ظلم الدكتاتوريات..أم ستستمر في سياساتها المدمرة والاستعلائية وتفريغ المنطقة وتهجير مَن تبقّى من شعبنا ؟

المقال منشور في جريدة يكيتي العدد “312”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى