هل سيتحرك أوباما عسكرياً ضد الأسد قبل انتهاء ولايته؟
يكيتي ميديا Yekiti Media
تصاعدت حدة التصريحات بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، وهدد كل طرف الآخر باللجوء إلى خيارات عسكرية في سورية، بعدما انهار الاتفاق الذي توصلا إليه الشهر الماضي حول “التهدئة” ولم يصمد في تكرار لمحاولات سابقة فشل فيها الطرفان في وقف إطلاق النار بالمدن السورية.
أولى الخطوات التصعيدية جاءت بتحذير وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لروسيا في أن بلاده ستعلق المحادثات ما لم توقف موسكو ونظام الأسد الهجوم الوحشي على حلب، ونظراً لاستمرار العمليات العسكرية أعلنت واشنطن الإثنين الفائت تعليق المحادثات، وتوالت بعدها “التصريحات النارية” بين الجانبين.
وبدأت الصحافة الأمريكية تنقل عن مسؤولين قولهم إن إدرة الرئيس الأمريكي باراك أوباما بدأت تفكر في خيارات منها عسكرية ضد نظام الأسد، كقصف قواعد جوية له باستخدام صواريخ عابرة، بحسب ما ذكرته صحيفة “واشنطن بوست” الأربعاء الفائت.
كما نقلت وكالة رويترز عن مسؤولين أمريكيين قولهم، أمس الخميس، إن أوباما يفكر في فرض عقوبات على روسيا والأسد في الغالب سيكون طابعها اقتصادي.
وجاء الرد الروسي بلغة تصعيدية أيضاً، إذ حذرت موسكو واشنطن من استهداف الأسد، ولوحت بأن صواريخ اس 300 واس 400 المنصوبة على الأراضي السورية لن تستثني التصدي لأي هجوم أمريكي.
وأعاد التصعيد الروسي الأمريكي السؤال عن جدية إدارة أوباما في توجيه ضربة لنظام الأسد قبل أيام معدودات من مغادرته البيت الأبيض؟، أو اعتبار ما يحدث مجرد دعاية للتغطية على الفشل الروسي الأمريكي في سورية، وعجز واشنطن عن كبح جماح موسكو.
في العام 2013 عندما استخدم نظام الأسد الأسلحة الكيميائية المحرمة دولياً ضد المدنيين في الغوطتين الشرقية والغربية بريف دمشق، هددت واشنطن بتوجيه ضربة عسكرية له عقاباً على ذلك ولتجاوز الأسد “الخط الأحمر” الأمريكي بعدم استخدام تلك الأسلحة.
قُتل في ذلك الهجوم ما لا يقل عن 1400 شخص، وأصيب مئات آخرون ما يزالون يعانون الآن من أثار الكيميائي، وانتهت التهديدات الأمريكية بصفقة مع روسيا تقضي بإزالة المخزون الكيميائي الموجود لدى الأسد، دون المساس به أو الضعط عليه لمغادرة السلطة.
ويستبعد محللون أمريكيون لجوء أوباما في أيامه الأخيرة لتنفيذ عمل عسكري ضد الأسد، فوزير خارجيته جون كيري وفي التسريب الصوتي الذي نشر له خلال حديثه مع معارضين سوريين في اجتماع الهيئة العامة الأخير للأمم المتحدة، قالها صراحة بأن الإدارة الأمريكية لا تنوي القيام بعمل عسكري ضد الأسد، متحدثاً عن خلافات كبيرة داخل فريق أوباما حيال هذا الموضوع، وزاد على كلامه بدعوة المعارضة إلى المشاركة في انتخابات يجريها الأسد.
ويوصف التردي الكبير في العلاقات الروسية الأمريكية بما يشبه “حرباً باردة” لن ترقى إلى مستوى استخدام الأسلحة ضد بعضهما أو ضد الأسد حليف موسكو.
ويقول محللون أمريكيون إن “بوتين يغامر لعجز واشنطن عن القيام بأي ردّ فعل على استفزازاته في أثناء انتخاباتنا الرئاسية. وهو بذلك يخطئ كثيرا”.
إجراءات غير عسكرية
ولوحت واشنطن، أمس الخميس، بفرض عقوبات على الأسد وروسيا خارج نطاق مجلس الأمن، ونقلت وكالة رويترز عن مسؤوليين قولهم إن “نطاق العقوبات قد يكون واسعاً ولا يقتصر على سوريين فقط بل يشمل أيضاً شركات روسية توفر الإمكانات لضرب مناطق مدنية”.
وأضاف هؤلاء أن الهدف من ذلك “توجيه رسالة قوية إلى موسكو بأنها ليست بمنأى عن العقوبات وأن استمرارها في دعم النظام يحتم عليها دفع ثمن”. مرجحين أن تستهدف العقوبات شركات محددة مثل شركات قطع التبديل للطائرات أو شركات إنتاج المواد الكيميائية، بهدف الالتفاف على معارضة العواصم الأوروبية لفرض عقوبات واسعة النطاق على روسيا التي تعتبر شريكاً تجارياً أساسيا لها.
واستبعد مسؤولون احتمال أن يخرج أوباما عن خطه المعارض للقيام بتحرك عسكري ضد النظام السوري، ويأمر بشن ضربات جوية أو بواسطة صواريخ كروز على أهداف تابعة لقوات النظام.
وقال المتحدث باسم البيت الابيض جوش ايرنست: “ثمة عواقب هامة تترتب على استخدام القوة العسكرية الأميركية ضد نظام الأسد”، مضيفا أن “أبرز هذه العواقب التي يجدر أن نتنبه لها هي انجرار الولايات المتحدة الى حرب برية جديدة في الشرق الأوسط”.
الأسد ليس هدفها
ومنذ بدء ظهور تنظيم “الدولة الإسلامية” وتمدده في سورية والعراق، تمسكت الولايات المتحدة بسياستها الهادفة لضرب التنظيم المتشدد، واستثناء الأسد من أي عمل عسري.
وكانت واشنطن قد أرسلت 300 عسكري إلى سورية، وركزت على محاربة “تنظيم الدولة” هناك، كما فعلت بالعراق، إلا أنها رفضت التدخل فيما تعتبره “نزاعاً” لا يهدد المصالح الأمريكية الاستراتيجية، في إشارة إلى موقفها من ضرب الأسد.
ويقول موقع “ديلي بيست” الأمريكي إن المناقشات حول إمكانية واشنطن لإيقاف العدوان الروسي ونظام الأسد على حلب، تتضمن حديثاً عن احتمال تزويد المعارضة السورية ببعض الأسلحة.
لكن حتى هذا الخيار يبقى مجرد مناقشات، وإن تحول لواقع فإن “الأسلحة لن تشمل صواريخ أرض جو أو ما يعرف بمنظومات الدفاع الجوي المحمولة على الكتف والموجهة ضد الطائرات”، بحسب ما أخبر أحد المسؤولين للموقع الأمريكي.
.alsouria.net