هوشنك أوسي: قرار المجلس ” تاريخي” و موسكو لن تنسى أن تكويناً كرديّاً متواضعاً قال لها ” لا “

يكيتي ميديا Yekiti Media
بعد أن قرر المجلس الوطني الكرُدي في سوريا ENKS عدم حضور الاجتماع الذي دعي له من قبل العماد الأول اليكسندر دوفورنيكوف / قائد القوات المسلحة الروسية في قاعدة حميميم العسكرية الروسية في مدينة اللاذقية/، ضمن دعوة كانت قد وجهت لـ 24 حزباً كرُدياً في كوردستان سوريا للاجتماع معهم في الخامس عشر من الشهر الجاري.
رئيس المجلس الوطني الكرُدي ابراهيم برو كان قد صرح لوسائل إعلامية أن المجلس غير مطّلع على مضمون الاجتماع والاجتماعات التحضيرية التي جرت في وقت سابق, موضحاً أن المجلس تباحث الدعوة وتم الاتفاق على ارسال رسالة إلى المسؤولين في القاعدة الروسية والخارجية الروسية، يؤكدون فيها على دور روسيا في العملية السياسية بسوريا مطالبين في الوقت ذاته الخارجية الروسية إلى عقد اجتماعات بين الجانبين في المرحلة المقبلة.
حول عدم تلبية المجلس الوطني الكرُدي في سوريا دعوة المسؤول العسكري الروسي بقاعدة حميميم الروسية إلتقت يكيتي ميديا بالكاتب والصحفي الكرُدي هوشنك أوسي والذي وصف قرار المجلس بالقرار “التاريخي الجريء” في اللحظة الأليمة التاريخيّة قائلاً “المجلس الوطني الكردي، على تواضع حجمه السياسي والتنظيمي والعسكري والجماهيري، إلاّ أنه اتّخذ قراراً لا تتخذه إلا الدول الكبرى, ورفض المجلس قبول دعوة مجرم الحرب الروسي الذي يدير قاعدة حميميم، اتى في إطار الاعتذار الدبلوماسي، هذا القرار عال المستوى أخلاقيّاً. ولن تنسى موسكو ان تكويناً كرديّاً متواضعاً قال لها: لا”.
أوسي اضاف أن من يحاول التشكيك او الطعن في هذا القرار – الرفض- ، هو في الأصل والفصل، يبرر تحالف العمال الكردستاني وفرعه السوري مع نظام القرداحة, مشيراً أن قمّة السياسة الأخلاقيّة التي لطالما دعى إليها أوجلان، وكررها أتباعه مراراً في ثرثرة عرجاء عجفاء، هذه السياسة الاخلاقية، تقف وراء قرار رفض المجلس الوطني الكردي لقاء مجرم حرب روسي.
الكاتب والصحفي الكرُدي أردف ان الانحدار والانحطاط الأخلاقي في لحظات استباحة حلب ونحرها، عبّر عن نفسه لدى بعض الكرد، بأن صاروا يطالبون المجلس الوطني الكردي العدول عن رفضه، بحجة انها هكذا هي السياسة. وان المصلحة الكردية تقتضي ذلك، وأن البراغماتية والعقلانية تملي وتفرض ذلك, مضيفاً أن هؤلاء البشر لا يريدون لأي جهة سياسية أو لأي شخص أن يبقى في منأى عن المستنقع الدموي الآسن (الروسي – الايراني – الاسدي) الذي يعوم فيه طرف سياسي كردي، جهاراً نهاراً.
أوسي في نهاية اللقاء أوضح أن “قبول المجلس الوطني دعوة حميميم، هو نكوص اخلاقي وسياسي مريع وشنيع ، علاوة عن كونه تصديق وتوقيع على نجاعة خيار حزب الاتحاد الديمقراطي PYD الذي اتخذه طيلة السنوات الماضية” ,مضيفاً أنه في حال عدل المجلس الوطني عن قراره، لا يبقى هنالك أي فارق اخلاقي وسياسي بين المجلس وحزب ب ي د والنظام التركي ايضاً, مشيراً إلى إن كانت الدعوة من الخارجية الروسية او الادارة الروسية، لربما كان هنالك أخذ و رد ،أما أن تكون الدعوة من مجرم حرب عسكري، فكل من يلبي هذه الدعوة، يتجرّد من الأخلاق، ويقفز من على جثة حلب، كي ينال رضا وحظوة العسكر الروسي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى