واشنطن تفرض عقوبات على شبكة تمويل للحرس الثوري الإيراني
أعلنت الولايات المتحدة اليوم (الخميس) فرض عقوبات على شبكة تمويل للحرس الثوري الإيراني، عملت على تحويل ملايين الدولارات من العملات الاجنبية بين بعض الدول وإيران، وذلك بعد أيام من انسحاب الرئيس دونالد ترامب من الاتفاق النووي الإيراني.
وجاء في بيان صادر عن وزارة الخزانة الاميركية، أن هذه العقوبات تستهدف ستة اشخاص وثلاثة كيانات ايرانية متهمة بالعمل في إطار «شبكة واسعة لتبادل العملات الأجنبية حولت ملايين الدولارات إلى فيلق القدس التابع إلى الحرس الثوري الايراني».
وقالت وزارة الخزانة في بيان على موقعها الإلكتروني إن معاقبة الأفراد الستة والكيانات الثلاثة جاءت بموجب التشريعات الأميركية التي تستهدف خصوصاً الإرهابيين الدوليين المشتبه بهم والنشاط المالي الإيراني.
وكانت الولايات المتحدة نددت اليوم «بالهجمات الصاروخية الاستفزازية» التي شنتها إيران من سورية وأيدت حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها.
وقال البيت الأبيض في بيان: «نشر النظام الإيراني أنظمة صواريخ هجومية في سورية تستهدف إسرائيل، هو تطور غير مقبول وبالغ الخطورة لمنطقة الشرق الأوسط بأسرها». وأضاف أن الحرس الثوري الإيراني «يتحمل المسؤولية كاملة عن عواقب تصرفاته المتهورة».
وشهد منسوب التوتر بين إسرائيل وإيران على الساحة السورية تصعيداً مفاجئاً ليل الاربعاء – الخميس حيث تعرضت مواقع إسرائيلية في هضبة الجولان السورية المحتلة للقصف بقذائف وصواريخ نسبها الجيش الإسرائيلي الى القوات الإيرانية في الجانب الآخر من خط وقف إطلاق النار.
وقالت إسرائيل إن القوات الإيرانية في سورية، شنت هجوماً صاروخياً على قواعد تابعة إلى الجيش الإسرائيلي في هضبة الجولان المحتلة في وقت مبكر اليوم، ما أدى إلى أعنف هجوم إسرائيلي داخل سورية منذ بدء الحرب هناك في العام 2011. وأضافت أنها هاجمت كل البنية التحتية العسكرية الإيرانية في سورية تقريباً اليوم.
وأسفرت الضربات الاسرائيلية على مناطق عدة في سورية عن مقتل 23 مقاتلاً على الاقل بينهم خمسة من قوات النظام السوري و 18 عنصرا من القوات الموالية له، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان الخميس.
من جهته قال وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة على حسابه في «تويتر»: «طالما أن إيران أخلّت بالوضع القائم في المنطقة واستباحت الدول بقواتها و صواريخها، فإنه يحق لأي دولة في المنطقة ومنها اسرائيل أن تدافع عن نفسها بتدمير مصادر الخطر».
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف دعا اليوم إيران وإسرائيل إلى «الحوار» بعد الضربات الإسرائيلية ضد منشآت ايرانية في سورية والتي أثارت مخاوف من تصعيد عسكري في المنطقة.
وقال لافروف خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الألماني هايكو ماس إن اللجوء إلى القوة «اتجاه مثير للقلق. ننطلق من مبدأ أن كل المسائل يجب أن تحل عبر الحوار»، مضيفاً أن موسكو حذرت، حتى خلال اللقاء بين الرئيس فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الاربعاء، «من أي عمل يمكن أن يكون استفزازياً».
وقبل ساعات دعا نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف إيران وإسرائيل إلى «ضبط النفس».
وقال لوكالات الأنباء: «أجرينا اتصالات مع كل طرف وندعوهم جميعاً إلى ضبط النفس». وأضاف: «بالطبع، هذا يثير القلق لدى الجميع».
ونفذت الغارات بعد ساعات من زيارة رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتانياهو إلى موسكو ولقائه الرئيس فلاديمير بوتين الاربعاء.
وقال بوتين لدى تطرقه إلى الشرق الأوسط، إن الوضع في هذه المنطقة «خطر جداً للأسف»، مضيفاً: «آمل ألا نكتفي بمناقشته فحسب، بل بأن نبحث عن حلول» مع نتانياهو بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران.
من جهته قال وزير الخارجية الألماني إن «الهجمات على هضبة الجولان استفزاز ومن حق إسرائيل الدفاع عن نفسها».
وكانت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل أوضحت أن الوضع في الشرق الأوسط بات مسألة «حرب أو سلام»، وذلك خلال حفل تسليم جائزة أوروبية إلى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في ألمانيا. وأضافت أن «التصعيد الذي شهدته الساعات الأخيرة يبين لنا أنها مسالة حرب أو سلام». وأضافت أن الوضع «معقد للغاية»، داعية كل الأطراف إلى «ضبط النفس».
وفي بيان مشترك دعت مركل وماكرون إلى «نزع فتيل التصعيد» في المنطقة.
الحياة