
يجب قبول الديانة الإيزيدية كديانة رسمية في الدستور السوري الجديد.
سعيد عبدي
بعد عقودٍ من الإنكار و التهميش في ظلّ الحكومات السورية المتعاقبة، يسعى أبناء الديانة الإيزيدية إلى تثبيت حقوقهم في الدستور السوري الجديد، بعد إسقاط نظام بشار الأسد البعثي ، في نهاية عام 2024 وسيطرة هيئة تحرير الشام ” جبهة النصرة سابقا” على السلطة في دمشق.
جريدة يكيتي حاورت الناشط والمثقف الإيزيدي سعيد عبدي من أبناء مدينة سري كانييه / رأس العين حول الهوية والحقوق والدستور وسوريا الجديدة والمستقبل، ليتطرّق في بداية حديثه عن وضع أبناء الديانة الإيزيدية قائلاً : وضع الإيزيديين في الفترة السابقة كان سيئاً للغاية، بل يمكننا القول كما يقال في المثل الشعبي “أسوأ من السيء”، الآن وبعد سيطرة سلطة جديدة على الحكم وطيّ مرحلة نظام البعث وحكم آل الأسد، فبكلّ تأكيد هناك مخاوف كبيرة من المستقبل، وهنا لا بدّ من الإشارة إلى أنّ المخاوف ستكون أكبر إن لم يتمّ قبول الديانة الإيزيدية كديانةٍ رسمية في الدستور السوري الجديد، ففي عفرين، كان وضع الإيزيديين سيئاً جداً ونتمنّى أن يتحسّن في المستقبل ، و كذلك الأمر في سري كانييه، ولكن في مناطق الإدارة الذاتية هي جيدة إلى حدٍّ ما.
وشدّد عبدي على ضرورة قبول الديانة الإيزيدية كديانة قائمة بحدّ ذاتها في الدستور السوري ، حيث هي ليست طائفة .
ولفت عبدي إلى وجود تحديات كبيرة جداً وأبرزها هي عدم الاتفاق حول وحدة الصف الإيزيدي والتدخل الكبير من قبل الأحزاب الكُـردية، كلُّ حسب مصلحته ومصالح بعض الإيزيديين اللذين ينتمون إلى تلك الأحزاب، وهناك تحدٍّ أخر نواجهه يتمثل في جهل وعدم معرفة الشعوب المجاورة عن الإيزيديين ومبادئ ديانتهم لدرجة توصيفهم بالكفار من قبل البعض منهم.
وأشار عبدي إلى نظام الكوتا الانتخابي في مجلس النواب أو مجالس المدن والبلدات، ذلك كما في دول عديدة ، فهو نظام منصف، وسنسعى لتثبيت تمثيل مناسب للإيزيديين في مختلف مؤسسات صناعة القرار في البلاد.
ونوّه عبدي إلى أنّ الحقوق القومية للإيزيديين سوف تتحقّق عبر نضال الحركة السياسية الكُـردية التي تضمّ أبناء وبنات الديانة الإيزيدية ، أما الخصوصية الدينية فسنعمل كإيزيديين لتثبتها .وهنا نشدّد على ضرورة أن يمثّل الإيزيديون أنفسهم في هذا المجال.
وعن وحدة الصف بين أبناء الديانة الإيزيدية، شدّد عبدي على أنّ الوقت والظرف يتطلّب أن يتوحّد الإيزيديون بمساعدة الأخوة من باقي المكونات وخصوصاً الأخوة الكُـرد المسلمين ، وهنا نؤكّد أنه بمقدور الإيزيديين لعب دورٍ مهم في مستقبل سوريا .
حول التعامل مع باقي المكونات القومية منها والدينية والطائقية، لفت عبدي إلى أنّ كثيرين منهم لا يعرفون أي شي عن الإيزيديين، لا من حيث الدين ولا الثقافة، وهناك نسبة من الشعب الكُـردي المسلم أيضاً لا يعرفون، وأضاف قائلاً: لذا يجب منحنا كل المقومات حتى ننجح في التواصل بشكلٍ جيد مع جميع المكونات السورية .
وبخصوص دور المنظمات، نوّه عبدي إلى الدور الكبير للمنظمات الإيزيدية، وقال: نحن في مجلس ايزيديي سري كانيي بصدد هذا الموضوع مع بقية المنظمات الإيزيدية وجميع المكونات السورية ، حيث قمنا بعقد الكثير من اللقاءات، والتواصل مع الجميع لتحقيق التقارب في وجهات النظر بيننا .
أما حيال الهجرة من سوريا باتجاه القارة الأوروبية، شدّد عبدي على أنّ التشبث بالأرض هو هدفنا الأساسي ونحاول ونعمل بكلّ الوسائل لتحقيق ذلك، وفي سوريا الجديدة إن تمّ الاعتراف بحقوقنا، سيساعد ذلك على عودة المهجّرين الإيزييدين إلى مناطقهم .
واختتم سعيد عبدي حديثه لجريدة يكيتي بتوجيه رسالة من إيزيديي سري كانييه تطالب بإعادة المدينة إلى أهلها و خروج المسلحين منها، وتعويض جميع المتضررين تعويضاً عادلاً، إلى جانب قبول بقية مطالبنا العادلة .
المقال منشور في جريدة يكيتي العدد “330”