يكيتي تحاور القائد العسكري ونائب سكرتير حزب آزادي كُردستان- إيران…الجنرال حسين يزدان شير
Yekiti Media
نرحب بك ضيفا” عزيزا لقراء جريدة يكيتي وموقع يكيتي ميديا الإلكتروني ، ونثمن عاليا” الجهد والوقت الثمين الذي منحتونا إياه للإجابة على أسئلتنا…فنرحب بكم وبشعب كُردستان- إيران ذو التاريخ النضالي الشاق والبطولي :
العلاقة مع إيران تنطلق من معادلة التعامل الثنائي بين دولة احتلال وأمة محتلة .
– في هذه اللحظة التي أتحدث معكم ، يوجد 25 معتقلا” كُرديا” في سجون النظام الملالي ينتظرون تنفيذ حكم الإعدام بحقهم .
– رؤية المعارضة الإيرانية قريبة جدا” من رؤية النظام الحاكم .
– الجيش الوطني الكُردستاني من المنعطفات المهمة في مسيرة شرق كُردستان .
– نضال حزبنا يعمل على أساس حق الكُرد في الدولة والسيادة .
– للأسف لم تتمكن القوى السياسية الكُردية حتى الآن أن تجتمع تحت مظلة قومية مشتركة في شرق كُردستان .
– من الضروري إعادة تفعيل الجهود لعقد مؤتمر قومي كُردستاني .
– نحن كحزب آزادي كُردستان وقواتنا العسكرية ( سباي كُردستان ) نساند بقوة شعبنا في غرب كُردستان .
وفيما يلي نص الحوار :
السؤال الأول: سيادة الجنرال حسين كيف تقيمون وضع الشعب الكُردي في الجمهورية الإسلامية الإيرانية؟
جواب 1
تحية طيبة للرفاق في جريدة يكيتي المركزية وموقع يكيتي ميديا الإلكتروني ، سعيد جدا بالتواصل مع أخوتي في غرب كُردستان، فالتواصل و المتابعة بين أجزاء كُردستان الأربعة مهمة للغاية و أشكركم على هذه المبادرة.
بخصوص الوضع في كُردستان إيران، الوضع من جميع جوانبه السياسية والاقتصادية والعسكرية، تحت تأثير معادلة متعلقة بعموم الدولة الإيرانية، و هي علاقة ثنائية بين دولة احتلال وأمة مُحتلة.
من الناحية السياسية الشعب الكُردي في إيران لا يملك أدنى الحقوق، فلا توجد مشاركة كُردية في مفاصل الدولة، ومؤسساتها والكُـرد الموجودين لا يمثلون إلا شخصهم و هم في أدنى المراتب، لأن المناصب الرفيعة و التدرج فيها خط احمر، جميع الموظفين المدنيين و العسكريين و الأمنيين، تم استقدامهم من المناطق الأخرى من الفرس و الترك و هم يتحكمون بكُـردستان و مقدراتها.
الجمهورية الإسلامية كوريثة الحكومة البهلوية مستمرة في تطبيق سياسة صهر الكُـرد في البوتقة الفارسية، و فعلا هناك عدة مدن و محافظات كُردية وقعت تحت تاثير سياسة الصهر الممنهج، وفي بعض المناطق للأسف كان لها تأثير كبير وناجح بالنسبة لهم، بالإضافة إلى سياسة التفريس، تعمل الدولة بشكل منظم على التغيير السكاني لكُردستان إيران، من جانب آخر طهران تطبق سياسة سرقة ونهب الكُرد ومناطقهم بوسائل عدة، فشرق كُردستان غنية بالثروات النفطية و المعادن وأهمها الذهب، كل هذه الثروات تستخرج و تنقل خارج كُـردستان للمعالجة و من ثم للاستهلاك أو التصدير، والشعب الكُردي محروم من أي عائد، والمستفيد الوحيد هي الحكومة التي لا توفر فرصة صغيرة لصهر الكُرد وإنهاء وجودهم.. حالياً في هذه اللحظة التي أتحدث فيها معكم، يوجد على الأقل خمسة وعشرين معتقل كُأردي في سجون النظام الملالي ينتظرون تنفيذ حكم الإعدام بهم، هذا هو رد جميل الدولة المحتلة لكُـردستان الغنية المعطاءة. وللعلم في جميع إيران فقط السياسيين الكُرد ينفذ بحقهم حكم الإعدام.
من السياسات الممنهجة للنظام الإيراني بحق الكُرد، هو استهداف و قتل (العتالين او الحمالين) الذين ينقلون بعض البضائع سيرا على الإقدام ويقطعون الجبال و الوديان صيفاو شتاءا بين جنوب وشرق كُردستان لتوفير لقمة للعيش، لقمة ممزوجة بالتعب والخوف و المطاردة و مع ذلك هذه اللقمة لا تكفي لسد الرمق. لا يمر يوم ولا نسمع خبر استشهاد احد من العتالين وذلك باستهداف مباشر من قبل حرس الحدود.
على صعيد المجتمع، يعمل النظام الإيراني على تفكيك المجتمع و انحلاله و أبرز الأدوات التي ينتهجهن بشكل منظم، نشر المواد المخدرة و ترويجها بين الشباب، بالإضافة إلى بعض الأدوية التي تؤثر على النمو والوضع النفسي للإنسان وهذه سياسة خاصة بشرق كُردستان، وكل من ” الباسداران والاطلاعات” تشرفان على البرامج و تطبيقه.
هذه ظروف صعبة وواقع مرير يمر به الشعب الكُـردي في شرق كُـردستان، لكن علاوة على ذلك الكُـردي في شرق كُـردستان لم يستسلم، على العكس فالأربعين سنة الماضية والتي مورس ضد الكُـرد جميع أشكال الصهر والمحاربة النفسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية، لم يكسر الكُـرد، بل اليوم الحس القومي لدى الكُـردي أعلى بكثير ولدى الكُـرد رغبة جامحة للحرية والاستقلال.
شرق كُـردستان على الصعيد الكُـردستاني مستمر في أداء واجبه وخاصة في الحرب ضد داعش، حيث شارك بقوة في صفوف البيشمركة تحت مسمى الجيش الوطني الكُـردستاني، و على نفس الوتيرة ، في غرب كُـردستان،، و اليوم مؤيد و داعم قوي للحقوق القومية للشعب الكُـردي في الأجزاء الأخرى.
من المواضيع المهمة التي مرت بها شرق كُـردستان هو فيروس كورونا، حيث إن طهران لم تبذل إي جهد لمنع انتشار الفيروس التاجي، و هو أمر تعود عليه الشعب الكُـردي ، فالكوارث الطبيعية السابقة من سيول، زلازل التي ضربت بقوة المناطق الكُـردية، و راحت ضحيتها المئات و تضرر منها الآلاف، لم تقم الحكومة إلا بدور المتفرج، و لم تقدم أية مساعدة.
الجيش الوطني الكُردستاني.
من المنعطفات المهمة في مسيرة شرق كردستان هو إعادة تأسيس الجيش الوطني الكُـردستاني، حيث يعود تأسيسه إلى حقبة دولة كُـردستان في مهاباد و القائد قاضي محمد، و الذي لعب فيه القائد مصطفى البارزاني دورا مهما كجنرال وقائد للقوات العسكرية، لأكثر من سبعين عاما تأصلت لدينا فكرة أن شرق كُـردستان بحاجة إلى جيش وطني قومي، بحاجة إلى بيشمركة وطنية كُـردستانية، لكن وجود قوات حزبية عسكرية، اثبت فشلها و مساوئها كثيرة، بالإضافة إلى أن القوات الحزبية تشتت القوة و تضعف، و تفتح المجال للتدخلات الخارجية، انطلاقا من هذا المبدأ، بادر حزب حرية كُـردستان إلى تقديم جميع مقاتليه مع عتاده الكامل لجيش كُـردستان الوطني، لتحقيق الهدف المنشود وهو إيجاد جيش كُـردستاني موحد غير حزبي، يخدم القضية الكُـردية، وهدفه الأساسي في الحرية والكرامة.
تأسيس الجيش الوطني الكُـردستاني كان له صدى ايجابي وقوي على الشعب الكُـردي في شرق كُـردستان، وصلتنا المئات من البرقيات و التي تؤكد على أهمية هذه الخطوة و دورها في مواجهة التغيرات الراهنة، و التي من المتوقع أن تغير خارطة كامل المنطقة
السؤال الثاني : ما هو مستوى التعاون والتنسيق بين القوى السياسية الكردية في إيران وما مستوى التنسيق والتعاون بينها وبين قوى المعارضة الإيرانية بشكل عام؟
جواب 2
بالنسبة للمعارضة الإيرانية، للأسف ليست ديمقراطية.. شخصيات وهيئات المعارضة الإيرانية تتحرك وفقاً لخطاب القومية الفارسية. لا يستطيعون رؤية إيران كدولة متعددة القوميات والأديان، إنهم يؤمنون بأن إيران هي ملك شعب واحد فقط، في الوقت الذي لا نرى أن هناك شعب باسم الشعب الإيراني. نعم هناك دولة باسم إيران، لكن ليس هناك شعب أو قومية بإسم الشعب الإيراني أو القومية الإيرانية. لذلك نجد أن رؤية المعارضة الإيرانية قريبة جداً من رؤية النظام الحاكم. حتى الآن هم غير مستعدون للاعتراف بحق تقرير المصير للشعب الكُـردي بشكل واقعي وجدي. لذا شعب كُـردستان ومناضلي الحركة السياسية الكُـردستانية حتى الآن لا تقبل أن تكون داعماً لجهة أو هيئة معينة من المعارضة الإيرانية التي لا تبدي استعدادها للاعتراف بحق الكُـرد بشكل رسمي.
رؤيتنا في حزب آزادي كُـردستان هي أن القضية الكُـردية لن تُحل إذا تم إسقاط النظام السياسي في طهران واستبداله بنظام آخر من القومية الفارسية تحتكر الحكم، لم يتم حل قضيتنا بهذا الشكل. بالأساس قالها القائد الخالد قاضي محمد أن حل القضية الكُـردية لا يتم في إطار الدولة الإيرانية. قضية الكُـرد تكمن في وجود دولة وسيادة خاصة بهم. الكُـرد ليسوا بأقلية حتى نقول أن قضيتهم تحل ببعض الحقوق الثقافية. الكُـرد قومية يجب أن تحصل على حقوقها المتساوية مع الترك والعرب والفرس والقوميات الأخرى. يعني ذلك أن الكرد يجب أن يحصلوا على حق إقامة دولة. نضال حزبنا، حزب آزادي كُـردستان، يعمل على أساس وصول الكُـرد إلى حق الدولة والسيادة.
للأسف لم تتمكن القوى السياسية الكُـردية في شرق كُـردستان حتى الآن أن تجتمع تحت مظلة قومية مشتركة، مظلمة تعمل على أساس التعاون بين القوى لقيادة النضال القومي التحرري. في الوقت الراهن هذه النقطة هي أكبر تقصير للحركة السياسية في شرق كُـردستان. لا أحد من هذه القوى تنكر ضرورة التوحيد، لكن للأسف ليست هناك خطوات جدية وعملية لتحقيق هذا الهدف. حزبنا عمل على مدار الثلاثة العقود الماضية على مبدأ تشكيل جبهة كُـردستانية على أساس حق تقرير المصير عبر الاستفتاء. هذا المبدأ يستطيع أن يلم شمل كافة القوى السياسية الكُـردستانية في إطار واحد. هناك بعض القوى والأطراف التي لا تتفق مع هذا المبدأ. هم يرون أن طرح الفيدرالية أو الحكم الذاتي يجب أن تكون أساساً لبرنامج العمل المشترك بين الأحزاب الكُـردية.
حزب آزادي كُـردستان لا يرى أن تقوم الأحزاب السياسية باتخاذ قرارات كهذه نيابة عن شعب شرق كُـردستان. واجب الأحزاب السياسية هو أن تناضل للوصول إلى مناخ يستطيع شعب شرق كُـردستان من خلاله أن يتخذ قراره بشأن مصيره بشكل حر. يجب أن نعمل على تأمين شروط مناسبة حتى يتمكن شعبنا من تقرير مصيره والتعبير عن تطلعاته عبر صناديق الاقتراع.
بعد تأسيس الجيش القومي الكُـردستاني، قام حزب آزادي كُـردستان بدعوة الأطراف الأخرى للانضمام بقواتها العسكرية إلى هذا الجيش حتى يكون جيشاً غير حزبياً.
السؤال الثالث : سيادة الجنرال تأسيس مرجعية كردية سياسية كردستانية على مستوى الأجزاء الأربعة برأيكم ما مدى أهمية تأسيسها؟
جواب 3
عندما تأسس حزبنا قبل ٣٠ عاماً، كان الشهيد سعيد يازدان بناهي زعيمنا. لقد كان شقيقي الأكبر. تم اغتياله من قبل الجمهورية الإسلامية الإيرانية في ١٩ أيلول ١٩٩١ في مدينة السليمانية. كان أساس نضالنا أنه يجب أن يكون للكُـرد في أجزاء كُـردستان الأربعة، وكذلك في الدول الأخرى مثل لبنان وباكستان وحتى كُـرد خرسان، يجب أن يكون لهم مرجعية سياسية، بحيث تكون مهمة هذه المرجعية إيصال مطالب ٥٠ مليون كُـردي في الشرق الأوسط إلى العالم وكذلك تأسيس لوبي كُـردي دولي يعمل على تحقيق مطلب حق تقرير المصير للكُـرد، بما فيها إنشاء دولة كُـردية. في عام ٢٠١٣ بدأت خطوة تشكيل مؤتمر قومي كُـردي، حيث قامت أكثر من جهة حزبية بعقد عدة اجتماعات في جنوب كُردستان. وقتها تم الحديث حول تنظيم العمل والنضال الحزبي بين الجهات الكُـردستانية لعقد مؤتمر قومي. للأسف توقفت تلك المساعي، لكن نحن نؤمن بالأوضاع والظروف الراهنة، أنه من الضروري إعادة تفعيل الجهود لعقد مؤتمر قومي كُردستاني.
السؤال الرابع: بخصوص الثورة السورية كيف تقيمون دور الحركة الكردية فيها؟
جواب 4
الدولة السورية تأسست على أنقاض انهيار السلطنة العثمانية، وهي دولة أنتجتها صراعات الحرب الباردة ليس من منطلق تشكل طبيعي مجتمعي لسكانها، وهذه الدول من الصعوبة أن تستمر طويلاً، دولة إيران والعراق وتركيا وسوريا هي أشبه بدول مثل الاتحاد السوڤياتي ويوغسلافيا القديمة، وهي دول غير قابلة للحياة كونها ضمت شعوباً بالقوة وخضعتها بالقوة تحت سطوة شعب آخر، وفي زمننا لم يعد هناك مجال لهكذا هيمنة، ورأينا كيف انهار الاتحاد السوفياتي ويوغسلافيا وتشيكوسلوفاكيا، لابل حتى في دول أوروبية ديمقراطية أيضا، كأمثلة هناك مطالبات للاستقلال كما في بريطانية وأسبانيا وكندا، والدولة السورية هي أيضا تعاني صراع وجودها كدولة، وهكذا دول خاصة ان لم تكن ديمقراطية بل دكتاتورية ومستبدة تزداد ازمتها وتتصاعد، ومنذ عام ٢٠١١ انتفض الشعب السوري ضد نظام بشار الأسد، ولولا تدخل روسيا والنظام الإيراني فيها، لما استمر نظام الأسد لابل وحتى الدولة السورية، هناك حقيقة واضحة انه مع تقسيم كُـردستان الحق جزء عزيز منه بالدولة السورية، وشعبنا الكُـردي هناك قسم كبير حرم من جنسية الدولة المحدثة، ومورست سياسات لصهر شعبنا هناك او دفعه للهجرة، وانتفاضة الشعب السوري وفر فرصة رائعة لشعبنا الكُـردي للخوض في المحال السياسي والعسكري، وبالرغم من التدخل العسكري التركي واحتلال عفرين ومناطق أخرى، لازلت مقتنعا ان إقليما كُـردستانياً هناك ستظهر كما هي ملامحها الآن وأملي ان تصل لمرحلة ان تحكم نفسها بنفسها وتتطور في علاقاتها مع كُـردستان الجنوبية وتصل مستقبلا حتى لدرجة الوحدة، ويستطيعون توفير ممارسة حياة سياسية حرة تتبنى حرية واستقلال كُـردستان، ونحن كحزب آزادي كُـردستان وقواتنا العسكرية – سباي كُـردستان نساند بكل إمكاناتنا شعبنا في غرب كُـردستان، وأيام الغزو التركي واحتلال عفرين، أعلنا استعداد قواتنا وطالبنا بفسح المجال لنا للذهاب الى هناك، ولكن للأسف كانت هناك مشكلة طريق الوصول الى هناك، ونحن في حزبنا ندعم بكل قوة أخوتنا في روج آفا وأملنا ان تتقدم في خطواتها وصولا الى الدولة القومية .. شكرا لكم ايها الرفاق الأعزاء
اللقاء منشور في جريدة يكيتي- العدد 278