لقاءات وحوارات

يكيتي تحاور بيان سامي عبد الرحمن ممثلة حكومة إقليم كُردستان العراق في واشنطن

– الأهم هو أن يكون لشعب كُردستان، أينما كانوا، صوت، وأن يكون لهم رأي في مستقبلهم.

– للحركة القومية الكُردية في سوريا تاريخ طويل وغني .

– لقد أرست شجاعة القائد الخالد ملا مصطفى البارزاني وحكمته أسس الكفاح الكُردي اليوم.

– والدي ووالدتي لم يتخلّوا قط عن التزامهم الكامل بخدمة شعب كُردستان. أنا ، بكلّ تواضع ، أسعى لأفعل الشيء نفسه.

 

وفيما يلي نص الحوار :

السؤال الأول:

التجربة السياسية لدى كُرد سوريا، تشبه تلك لدى كُرد عراق، في نقاط متعددة.

كيف تقيمون مشاركة المجلس الوطني الكُردي في سوريا، ضمن كلٍّ من الائتلاف الوطني السوري و هيئة التفاوض السورية؟

– هناك العديد من أوجه الشبه ولكن هناك أيضاً بعض الاختلافات المهمة، بين تجربة الكُرد في العراق وسوريا،في النهاية، كلّ حالةٍ فريدة من نوعها ؛ لأنّ الظروف التي يجد فيها مواطنونا أنفسهم فريدة من نوعها. الأهم هو أن يكون لشعب كُردستان، أينما كانوا، صوت، وأن يكون لهم رأي في مستقبلهم.

 

السؤال الثاني:

من خلال خبرتكم في العمل الدبلوماسي، ونصرة قضية شعب كُردستان لدى الأوساط الدولية… ماذا تنصحين، بالصدد، الحركة الوطنية الكُردية في سوريا؟

– استحوذت شجاعة الشعب الكُردي والبيشمركة البطولية، في القتال ضدّ داعش على انتباه العالم ، وجلبت قدراً كبيراً من التعاطف والدعم لشعب كُردستان. يُنظر إلى إقليم كُردستان في العراق على أنه ملاذ آمن للجماعات الدينية والعرقية المضطهدة، ومكاناً يمكن للشركات الدولية أن تمارس فيه الأعمال التجارية، ومنطقة تشكّل عامل استقرار في العراق. كلّ هذا يمنحني فخراً كبيراً بشعبنا، ويجعل عملي كدبلوماسية أسهل بكثير. لقد أكسبتنا المقاربة البراغماتية والسلمية لحكومة إقليم كُردستان ،تجاه جيراننا والمجتمع الدولي ،الكثير من الأصدقاء. لا يمكن بالضرورة تكرار تجربة كُردستان العراق في مجملها ، ولكن هناك بالتأكيد دروس يمكن تعلمها من أخطائنا ومن نجاحاتنا. للحركة القومية الكُردية في سوريا تاريخ طويل وغني، ونأمل أن يتمكّن الشعب الكُردي من العيش بسلام ورخاء، والعيش في دولة تحترم حقوقه.

 

السؤال الثالث:

عُرف عن الكُرد في سوريا تعلّقهم بثورة شعب كُردستان العراق وقائدها البارزاني الخالد.

كيف تقيّمون العلاقة المتبادلة بين الشعب الكُردي في سوريا و شعب إقليم كُردستان وحركتيهما السياسيتين؟

– يعتبر القائد الخالد ملا مصطفى بارزاني والد الحركة القومية الكُردية. لقد أرست شجاعته وحكمته أسس الكفاح الكُردي اليوم. الاحترام الكبير والمودة للبارزاني الخالد كذلك أيضاً اتجاه فخامة الرئيس مسعود بارزاني،الاحترام والمودة ليس فقط بين الشعب الكُردي، ولكن في جميع أنحاء الشرق الأوسط وخارجه.

كثيرا ما يسألني الأمريكيون والأوروبيون عن العلاقات بين الكُرد في العراق وسوريا أو باشور وروجافا. جوابي هو أننا عائلة واحدة، من دمٍ واحد، نتشارك اللغة والتاريخ والتقاليد والثقافة. الحدود التي تفرّقنا حقيقية وفي نفس الوقت مصطنعة. إنها حقيقية لأنها أوجدت واقعاً جيوسياسياً، يجب أن نعمل من خلاله جميعاً ، لكنها مصطنعة أيضاً ؛لأننا كُرد، مرتبطون بالدم والانتماء، ولا يمكن لأي حدودٍ تغيير ذلك. عائلتي من سنجار في العراق، لكن لديّ العديد من الأقارب في سوريا وتركيا، وزوجي كُردي من إيران. ومع ذلك فنحن جميعاً من كُردستان.

من الناحية السياسية، تطوّرت الحركة القومية الكُردية بشكلٍ مختلف في كلّ جزءٍ من كُردستان بسبب الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية لكلّ دولة. في العراق، أتاحت لنا انتفاضة 1991 وما تلاها من منطقة حظر طيران فوق إقليم كُردستان الفرصة لممارسة الديمقراطية والحكم الذاتي. في سوريا، تغيّر الوضع في وقتٍ لاحق ولا يزال من غير الواضح إلى أين سيقود. المهم هو أنّ الأحزاب الكُردية في سوريا وقيادتها نشطة ومتفاعلة ومتعاونة مع المجموعات ذات التفكير المماثل، ومستعدة لاغتنام الفرص التي قد تأتي.

 

السؤال الرابع:

كان لوالدكم الراحل دور ريادي في منعطفات مصيربة بتاريخ كُردستان وثوراتها، ماذا تودّون قوله كابنة ومناضلة أيضاً في حق قائد مناضل؟

أشكركم على كلماتكم الرقيقة بخصوص والدي. إنه مصدر فخرٍ كبير، أن يتذكّره الكثير من الناس ، ويكرّموا سامي عبد الرحمن بعد ما يقرب من عقدين من استشهاده في عام 2004. ولا يزال مصدر إلهام لكثيرٍ من الناس بسبب شجاعته ورؤيته الاستراتيجية وحنكته السياسية. أنا متحفّزة بمثاله ومثال والدتي الراحلة، التي كانت أيضاً وطنية عظيمة. لم يتخلّوا قط عن التزامهم الكامل بخدمة شعب كُردستان. أنا ، بكلّ تواضع ، أسعى لأفعل الشيء نفسه.

 

 الحوار منشور في جريدة يكيتي العدد “302”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى