اتفاق بين الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني على التهدئة واهتمام دولي بحل الأزمة السياسية في الإقليم
يكيتي ميديا
أكد المستشار الإعلامي لرئيس إقليم كردستان كفاح محمود كريم، الخميس، أن اجتماع أمس بين الحزبين الرئيسيين الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني، ناقش بروح إيجابية الأحداث الأخيرة والتظاهرات في الإقليم، واتفقا على التهدئة وشجب أعمال العنف التي وقعت ضد مقرات الأحزاب مع التأكيد على اعتماد الحوار كطريق أمثل لحل الأزمة.
وأشار المستشار الإعلامي لرئيس الإقليم لـ«القدس العربي» ان هناك قرائن وتأكيدات وافلاما تداولها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي أكدت على أن قيادات من حركة التغيير دفعت المتظاهرين للاعتداء على مقرات الحزب الديمقراطي في بعض المناطق. ولذا فإن التوافق السياسي الذي كان معمولا به بين الأحزاب في الإقليم قد يعاد النظر به، حيث ان الحزب الديمقراطي بقيادة السيد مسعود البارزاني باعتباره الكتلة الأكبر في برلمان الإقليم قد تنازل عن بعض المواقع لحركة التغيير ومنها منصب رئيس برلمان الإقليم ونائب رئيس مجلس النواب الاتحادي الذي يشغلهما عضوان في حركة التغيير، منوها إلى أن هذه الأزمة ربما تكون مفيدة في تحريك الملفات العالقة الأخرى بعد استتباب الاستقرار والهدوء في أجواء الإقليم.
وأشار إلى أن الأزمة الأخيرة في الإقليم جعلت المجتمع الدولي ودول الجوار تزيد اهتمامها بالإقليم لذا توافد اليه سفراء ووفود أمريكية ومن الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وبعض دول الجوار، حيث عبرت عن دعمها للاستقرار السياسي في كردستان واستمرار رئاسة السيد مسعود بارزاني.
ومن جهة أخرى، نفى المستشار الإعلامي لرئاسة الإقليم، الأنباء التي نشرتها بعض وسائل الإعلام والتي تحدثت عن تنحي رئيس الإقليم مسعود بارزاني عن منصبه، داعيا وسائل الإعلام إلى التزام الموضوعية والدقة.
وكان رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني، أكد ان حماية الأمن القومي والحرب ضد «داعش» يجب ان يكون أولوية لجميع الأطراف الكردستانية، منوها إلى ان جميع الأزمات السياسية ستحل ولن يكون لها تأثير على استقرار الإقليم.
وذكر بيان لرئاسة الإقليم، ان رئيس الإقليم مسعود بارزاني استقبل، في اربيل، وفدا مشتركا من الأعضاء الجمهوريين في مجلسي الشيوخ والنواب الأمريكي، ضم كلا من زعيم الأغلبية الجمهورية بمجلس الشيوخ السيناتور ميتش ماكونيل والسيناتور توم كوتون والسيناتور مايك روندز والسيناتور جوني ايرنست والعضو الجمهوري بمجلس النواب الأمريكي آندي بار والسفير الأمريكي لدى العراق ستيوارت جونز والقنصل الأمريكي في اربيل ماتيوس ميتمان، وعددا من قادة الجيش الأمريكي في العراق ومستشار الكونغرس الأمريكي.
واعرب الوفد الجمهوري الضيف عن دعمه الكامل لاستقرار الإقليم ومساندة قوات الپيشمرگة وتسليحها، مبينا انهم سيستمرون في مساعيهم لمساعدة وحماية الإقليم.
واضاف البيان ان بارزاني، من جهته، رحب بالوفد الضيف وشكر الشعب والرئيس والحكومة والجيش الأمريكي لمساندتهم لإقليم كردستان، واصفا مستوى التنسيق بين قوات الپيشمرگة والجيش الأمريكي بالنموذجي.
واكد بارزاني على أن «من أولويات الإقليم الرئيسة وقوات الپيشمرگة حماية المكونات الرئيسة في الإقليم والحرب ضد «داعش» والقضاء على تهديدات الإرهابيين رغم المشاكل الاقتصادية والكلف البشرية والمادية لحرب «داعش» وقدوم مئات الألوف من النازحين وقطع ميزانة الإقليم وهبوط أسعار النفط وهي بأجمعها خلقت مشكلة كبيرة للإقليم وعمقت الأزمة الاقتصادية.
واعرب الممثل الخاص للسكرتير العام للأمم المتحدة في العراق جون كوبينز، عن استعداد المنظمة الدولية لمساعدة الأطراف السياسية الكردية لحل المشكلات، مطالبا بالحوار والتقارب بين الأطراف.
وأوضح لدى لقائه مسعود بارزاني في اربيل، آراءه وأفكاره بشأن الأوضاع الداخلية في الإقليم والاضطرابات التي حصلت الأسبوع المنصرم، معربا عن قلقه بشأن التوترات خصوصا ان أعمال العنف والهجمات على مقار الأحزاب التي رافقتها ستكون لها نتائج سيئة ولن تحل المشكلات.
واضاف ان استقرار كردستان مهم جدا خصوصا ان الإقليم يواجه التحديات الاقتصادية وحرب «داعش»، معربا عن استعداد منظمة الأمم المتحدة في مساعدة الأطراف السياسية لحل المشكلات، مطالبا بالحوار والتقارب بين الأطراف.
من جهة أخرى، ذكرت مصادر مقربة من الحزب الديمقراطي الكردستاني ان الأخير يعتزم سحب منصب النائب الثاني لرئيس مجلس النواب الاتحادي والذي يشغله ارام الشيخ محمد عن كتلة التغيير.
وقال المصدر ان حزبه سبق وان منح منصب نائب رئيس مجلس النواب لحركة التغيير كما منحها مناصب في الحكومة المحلية بأربيل للتوافق السياسي بين الأحزاب، إلا ان الحزب قرر استعادة تلك المناصب بعد الأحداث الأخيرة.
وكان رئيس الحكومة الكردية نيجيرفان بارزاني أعلن خلال اجتماعات مع الأطراف الكردية، أنه لا يؤيد عودة رئيس البرلمان (القيادي في حركة التغيير) يوسف محمد إلى أربيل حتى انتخاب رئيس جديد للبرلمان.
وفي السليمانية، أعلن قيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال طالباني، عن اعتقال أكثر من 400 شخص يشتبه بتورطهم في أعمال العنف وحرق مقرات الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه مسعود بارزاني، إثر تصاعد الأزمة بين الحكومة الكردية والأحزاب الرئيسية.
وقال مسؤول مكتب العلاقات العامة في الاتحاد الوطني الكردستاني سعدي أحمد بيرة في أربيل إنه «تم اعتقال أكثر من 400 شخص، متورطين بحرق المقرات الحزبية لحزب بارزاني في السليمانية، وهم من جميع الأطراف حتى من غرب كردستان»، في إشارة إلى أكراد سوريا.
وأكد أن «الاتحاد الوطني ليس جزءاً من المشاكل بل يبقى دائماً جزءاً من الحلول، وقد بدأ الثلاثاء مساعيه لاحتواء الأزمة، داعيا لعدم توسيع رقعة المشاكل كي لا تصل إلى قوات البيشمركة التي تدافع عن كردستان ضد عناصر داعش».
وفي سياق آخر، يتوجه رئيس حكومة إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني، إلى طهران للمشاركة في مؤتمر الأمن العالمي المنعقد هناك يوم السبت القادم، بمشاركة مسؤولين كبار من المنطقة والعالم، بهدف مناقشة سبل مواجهة الإرهاب وخاصة تنظيم «الدولة» في العراق وسوريا.
القدس العربي