آراء: كيف هاجم “داعش” سجن الصناعة ومن أين أَتى بكل هذه القوة.. ولمَ غابت الحقيقة عن إعلام “قسد”
Yekiti Media
شنّ تنظيم داعش الإرهابي الهجوم على سجن الحسكة، وحدثت اشتباكات دامت نحو أسبوع، في عملية وصفت ب أكبر هجوم منذ القضاء على التنظيم في سوريا والعراق، تساؤلات كثيرة طُرحت مع بدء الهجوم، من أين أتى “داعش” بكل هذا السلاح، والخلايا النائمة، والتخطيط، ولمَ كان إعلام قوات سوريا الديمقراطية بعيداً عن إعطاء المعلومات والتفاصيل للمواطن العادي قبل السياسي، إلى جانب أسباب الخرق الأمني الكبير في حماية السجن.
حول القــوة التي امتلكها داعش في الهجوم الذي يأتي بعد عدة سنوات من الإعلان عن القضاء على دولة الخلافة بعد سيطرة قوات سوريا الديمقراطية وقوات التحالف على بلدة الباغوز ربيع العام 2017 ، يكيتي ميديا توجهت بهذا السؤال إلى الكاتب وليد حاج عبدالقادر، والذي قال: عندما يصاب أي تنظيم بداء العظمة والذي ينتشر عادة في الجسد – التنظيم داء كالغرغرينا تبدأ تفتك بالجسد وكبداية تنشر داء الوهن باستيلاد نزعة الغرور وكفوقية سايكولوجية توهم الأفراد والمؤسسات لأنهم القوة التي لا تقهر ولمجرد الدنو منهم أو التفكير بالاقتراب منهم هو مجرد خيال ، هذه الحالة تفرز – تنعكس على الأداء وبالتالي فتح لفسحات وبوابة عديدة الرخاوة وبالتالي ثغرات إن طبيعية في البقاع والمناطق الأنسب للتسلل وإيجاد اوكار – مخابئ ويدخل أمثال هؤلاء وبتركيز على النقطة الأهم واعني بها شراء النفوس وفي واقع تنظيم راديكالي – يزعمون – والانفتاح على كل الخيارات وبفضفاضية انضمامية شعبوية كبروباغندا ، جميعنا لاحظنا حجم القبول عندهم واستهانة بآليات التدقيق والدراسة العملية لمجاميع عديدة انضموا او ضمموا إليها ! ونقطة أيضا جد مهمة تفرض ذاتها التركيز عليها ، واعني تحول هذه المنظومة اصلا ومن عميق تواجدها وتحولها سواء سياسيا او عسكريا من مجاميع حماية الشعب والحاضنة الى أداة تنفيذية بزعم حماية العالم ولكن طعنات الغدر بقيت في اعرافهم مجرد – مناوشات او عمليات ارهابية – بتهرب فظيع من التوصيف الدقيق لها – واعني بها – كاستهداف وجودي الشعب والقضية الكُردستانية ، و – التلهي – بدلاً عنها بغنائم – البترو دولار –
وأضاف: وباختصار هناك عوامل عديدة مدبرة ساهمت لابل أنتجت هذه الغزوة وأهمها هو الفساد المتفشي وكنتاج حتمي لتجربتهم وترهل القيادات المسؤولة والتي أصبحت واضحة ممالك كل حوت فيهم، والنقطة الأهم : هو تراخي القبضة العسكرية لهذه المنظومة في المناطق المفترضة على أنها بقاعها وتركيزها في حواضن أخرى وأيضاً مخترقة سواها آبار النفط ومحيطها .
وتابع قائلاً: وتبقى النقطة الأهم وهي ستكون بالطبع مرتبطة برغبة قسد بالأساس في إجراء تحقيقات جدية أو هامشية للتغطية على الجريمة واعني بها الخروقات الفظيعة في هيكليتها وتسرب ظاهرة الرشاوي – الصفقات الكبيرة حيث باتت مسالك البحث عن عمليات تهريب منظمة لهم في الهول أو ايجاد نقاط ارتكاز ضخمة كنقاط مزروعة بخلايا منظمة مختارة وارتباط وثيق وباحتراف بين تلك الخلايا والسجناء حتى باتت الخلايا كلها مجرد خلية منظمة وحدث الذي حدث .
وباختصار : إنّ المجموعة المديرة والتي نفّذت العملية وباحترافية ضاهت دقة مخرجي أفلام بوليود الهندية الاحترافية ، و – أتوقع – بأنها كانت – لربما – تستهدف أعداداً من القيادات وربما مئتان أو أقل ولكن بعدما استسهل عليهم الأمر وسعوها لتشمل السجن بأكمله لخلق فوض كبيرة مقابل المهمين اكثر عندهم وهذه ستكشفها الايام، واخيراً : على قسد البحث في دهاليزها العميقة عن المخترقين في صفوفها فتفاصيل المسألة هي كلها مختفية برداء يقي من الكشف البنيوي نتيجة ترهل التنظيم وحلقيات الرشى والولاءات المسبقة لداعش عند كثيرين ممن أطلق سراحهم كعبث ايديولوجي ..
الصحفي زارا سيدا وفي معرض رده بخصوص تضارب الأخبار منذ اليوم الأول لهجوم التنظيم على سجن الصناعة، وعدم الإفصاح بشكل رسمي عن تفاصيل الهجوم، قال: لا تزال هناك الكثير من التفاصيل المغيّبة منذ بداية هجوم تنظيم داعش على سجن الحسكة وهي أسئلة لم تتمكّن قوات سوريا الديمقراطية من التصدي للإجابة عليها سواء حول كيفية دخول المفخخات لقلب المدينة أو حول كيفية التواصل بين السجناء و”الخلايا النائمة” التي أطلقت العملية.
وأضاف: في الوقت ذاته أوردت بشأن بعضها تصريحات متناقضة، مع إصرارها على خطاب شعبوي عاطفي مجيش يغيب حقائق مقلقة للرأي العام إذا ما انكشفت ،خطاب مفتقر للمصداقية يبرز أوهاما ليزيد من أعداد المصففين “المهربجين” المتحمسين للحديث عن “انتصارت” مزعومة.
وأشار إلى أن قسد تتعامل إعلامياً مع كلّ حدث بمنطق المخرج السينمائي ، تارةً تزيد جرعة الاكشن وتارةً تخاطب العواطف لترسم صورة ملحمية هنا أو تمرير رسالة إلى جهة أخرى غير آبهة بالجمهور/ الشعب ااذي يتمّ تجيهله.
وتابع:تتبع قسد إعلامياً مدرسة جوزيف جوبلز” وزير الدعاية النازية الذي لم يخفِ سعادته بوصفه الخبير الأول في التضليل الإعلامي ويتفاخر بأنه قادر على تعبئة الجمهور وتعزيز معنويات قواته، مضيفاً: مارست وتمارس قسد وعلى غرار كلّ الإعلام المرتبط (بشكل أو بأخر) بحزب العمال الكُردستاني التلاعب في المحتوى من أجل إعطاء قدر معين و محدود من الأخبار الصادقة والصحيحة لإخفاء عدم صدق / زيف القدر الأكبر منها في محاولة لصناعة أمر ما من قبيل أن يقترن الخبر ببعض المصداقية وبكذبة كبيرة.
إخراج الأخبار اعتماداً على معلومات مغلوطة في هكذا ظروف دقيقة للتمظهر بصورة المنتصر (حادثة الحسكة الأخيرة أنموذج) يعرض حياة المدنيين للخطر ، إذ أنه يسلبهم القدرة على التحليل وبناء رؤية سليمة وبالتالي تمنعهم من تحديد خياراتهم بشكل صحيح يتناسب مع واقعهم وظروفهم، كما أن التوظيف السياسي للأخبار الكاذبة قد يؤدي إلى صراعات مجتمعية بين موالين لأطراف سياسية وقد تعمل على إحداث أو توسيع الشرخ بين المكونات المجتمعية.
وبخصوص الخرق الأمني الكبير في حماية سجن الصناعة، وتواجد السجن أصلاً في منطقة شعبية مأهولة، تحدّث رمان يوسف المتابع لشأن الجماعات المتطرفة ليكيتي ميديا قائلاً: ماذا يفعل 5000 داعشي في هذه المنطقة، تقدّم لهم كل وسائل الراحة والرفاهية في حين يحرم أبناء المنطقة من الماء والخبز والكهرباء.
وتابع: “انسحاب سبعة ألوية من الحشد الشعبي من الانبار ومناطق الموصل”، مشيرا إلى أنّ ذلك تزامن مع “فرار مئات قيادات داعش من سجن الحسكة ينذر أنّ هناك فلم جديد (حدث جلل) مثل فلم الموصل يدبر له”. لافتاً أنّ “الأمر ليس محض صدفة، اذا الحشد له يد بالموضوع لكي يعيد هيبته“.
وحول ما نشر في صحيفة تابعة للتنظيم قال يوسف: التفاصيل في رواية التنظيم عبر صحيفة النبأ الموالية له، توضّح نوعاً من الأمور التي يعسر فهمها، ولكن الأهم هو فشل قسد الأمني الذريع، والفساد الذي يُعشعش في منظومتها، هناك تفاصيل عالقة مثل : كيفية دخول مفخخات لقلب المدينة، إضافة للتواصل بين السجناء و أخيراً عدم المصداقية في سرد التفاصيل و التباهي بأمور وانتصارات لم يحقّقوها .