أجواء وتحضيرات رأس السنة الميلاديّة في مدينة عامودا
بمناسبة رأس السنة الجديدة يقوم أهالي عامودا بالاستعداد لهذه المناسبة فقد لوحِظت في الأسبوع الأخير من السنة حركة الناس بالتجول في الأسواق، والبدء بشراء مستلزمات الاحتفال برأس السنة بالرغم من الارتفاع الجنوني الأسعار.
يستقبل أهالي مدينة عامودا رأس السنة الجديدة بتزيين محلاتهم التجارية ومنازلهم واقتناء مستلزمات الاحتفال من الحلويات والفواكه والمكسرات.
يقول زيور وهو صاحب محل للخضار والفواكه: إنّ الإقبال على شراء الفواكه جيد، حيث يتمّ بيع الفواكه من جميع أصنافها، بالرغم من ارتفاع أسعارها إلا أنّ المواطنين يقتنونها لتلبية متطلبات أطفالهم، ففي مثل هذه الأوقات يتمّ عرض العديد من أصناف الفواكه الغريبة بالنسبة للمنطقة، وبالتالي يتمّ شراءها من قبل الأهالي، فالكثير من الناس يتلقّون المساعدة المالية من أبنائهم خارج البلاد لذلك حركة البيع والشراء بالنسبة للفواكه جيدة.
في هذا الصدد صرّح السيد أبو محمد وهو صاحب أحد المحلات التجارية لموقعنا قائلاً: لا تختلف حركة الناس العام الحالي عن الأعوام السابقة بالرغم من ارتفاع أسعار المواد، بسبب ارتفاع العملة الصعبة، إلا انّ الأهالي يقبلون علينا بشكلٍ مقبول ويأخذون كلّ ما يلزمهم إيمانا منهم باستمرار الحياة ومواجهة الصعوبات.
إذ يعاني الأهالي من الغلاء الذي أثقل كاهلهم نتيجة الظروف الاقتصادية السيئة التي تمرّ بها كامل البلاد، إلا انّ شريحة من الناس لا يتمكّنون من الاحتفال وادخال البهجة إلى قلوب أطفالهم بسبب دخلهم المحدود.
السيد عبد الرحمن أحد سكان عامودا يعمل كعامل يومي يقول ليكيتي ميديا: أنا عامل يومي لدي ثلاثة أطفال ولا أستطيع تقديم كافة متطلباتهم من التزيين وتحضير شجرة الميلاد وشراء الحلويات والمكسرات لأنها غالية الثمن ولأنّ دخلي محدود جداً، لكنني لا أستطيع أن أرى صغاري يشعرون بحالة من النقص فالجأ في كلّ سنة إلى إحضار البالونات لهم للتزيين وبعض الأكلات بقدر المستطاع.
وعن اختلاف الظروف الحالية عن الماضية تقول أم لوران وهي مواطنة من عامودا: كنا نحتفل برأس السنة وسط أجواء الفرح والجمعات العائلية الممتعة، إلا أننا نستقبل هذه السنة ونحن بعيدون عن أبنائنا وأخواتنا أتمنى أن تكون هذه السنة سنة خير وسلام علينا وعلى الجميع.
في رأس السنة يزداد إقبال الأطفال والشباب على شراء الألعاب النارية والمفرقعات المنتشرة في الأسواق رغم حظر بيعها في المحلات، إلا إنّ بعض المحلات التجارية تبيعها سراً في ظل عدم وجود الرقابة.
يقول السيد مسعود بقدر ما ننتظر أعيادنا ومناسباتنا الاجتماعية بفارغ الصبر، لنتشارك مع أهالينا وأحبائنا لحظات الفرح والسعادة إلا إنها تنقلب أحياناً الى لحظات الحزن.
مضيفاً للأسف أصبح شراء المفرقعات والألعاب النارية في الأعياد والمناسبات طقساً ملازماً للفرح واللهو، إلا أنها في بعض الأحيان تنقلب إلى كارثة حقيقية فقد تسبّب الكثير من الإصابات في العين والتشوه في الوجه واليد بسبب الجهل والحماس، ومع كل هذه المخاطر الا إنّ جمهورها لا يبالون بخطورة الأمر.
وقد ظهرت في السنوات الأخيرة ظاهرة أكثر خطورةً ألا وهي إطلاق الرصاص في الأعياد والمناسبات مما يسبّب العديد من الإصابات الخطيرة أو المميتة في بعض الأحيان.
السيدة عائشة تقول ليكيتي ميديا: عندما كنا في شبابنا كنا نخرج بلهفة مع العائلة كاملةً، نفرح بدخولنا إلى عامنا الجديد بمشاهدة الألعاب النارية والمفرقعات.
لكن في هذه السنوات الأخيرة أصبحت فئة من الناس تحتفل بالسنة الجديدة بإطلاق الرصاص في السماء وهذا ما يدفعني في كل سنة إلى منع أطفالي من الخروج خارج المنزل أو الوقوف أمام الشبابيك من أجل مشاهدة المفرقعات خوفاً عليهم من الرصاصات الطائشة.
كما تمنّت الحد من هذه الظاهرة اللاحضارية وأن يعمّ الأمن والسلام في كافة مناطق سوريا.