أرواح شهداء إنتفاضاتنا وثوراتنا الكوردية تنادينا للتحرر , فهل من مستجيب ؟
نذير عجو
(بمناسبة آخرإنتفاضات شعبنا الكوردي وليس أخيرها – إنتفاضة الشعب الكوردي المباركة في 12 آذار 2004 وعلى إمتداد كردستان الغربية وكل أماكن التواجد الكوردي في سوريا , حيث عشرات شهدائها ومئات جرحاها وألوف معتقليها وعشرات آلاف ضحاياها الآخرين – ) .
عبر التاريخ والشعب الكوردي يعيش نيرالقهر والعبودية والظلمات بيد قوى الإنكار والتسلط والغدر والخيانة والهمجية المحيطة به , حيث الشعوب الإقصائية ( عرب , ترك , فرس ) ذوي العقليات التعصبية الشوفينية العنصرية المتطرفة والسلوكيات الإستبدادية الديكتاتورية الإرهابية المتوحشة , تلك الشعوب التي أثبتت عدم براءتها ( مع إستثناءات صامتة ) من تصرفات قادتها لابل بررت وهللت وباركت سلوكياتهم وجعلتهم رموز وأبطال قوميون ووطنيون , نتيجة غدرهم وخياناتهم وإضطهادهم وقتلهم ومجازرهم بحق شعبنا الكوردي ( مصطفى كمال أتاتورك التركي ووعوده الكاذبة للكورد , آية الله خميني الفارسي الإيراني ونفاقه الثوري للكورد , صدام حسين العربي العراقي ومجازره الوحشية بحق الكورد , آل الأسد العروبويين السوريين وسياسة التذويب والإلغاء والقتل الصامت إتجاه الكورد ) , وكلما حاول الكورد الخروج من الظلمات بمناداتهم بالعدالة والمساواة والعيش الحر, أو بإعلانهم إنتفاضة أوثورة , تواجههم قوى الظلم والغدر والخيانة مستخدمين كل الوسائل الخبيثة من غدر ونفاق ووعود كاذبة وشراء لذمم وصولاً للتدميروالفتك والقتل والمجازرالوحشية, وذلك للحيلولة دون الإنعتاق وتحرر الشعب الكوردي وحصولهم على حقوقهم المشروعة إسوة بكل شعوب المعمورة .
وإنتفاضات الكورد وثوراتهم تتشابه بجبروت وبسالة وعظمة فرسانها في ساحات المعارك والتي يشهد لها العدو قبل الصديق وكذلك تتشابه بأسباب خيباتها وإنتكاساتها , من حيث الأنانية والتصورات المضخمة في القوة الذاتية والتفردية ( العائلية , العشيرتية , الحزبوية , الأيدولوجية …. ) وبالتالي تسيد الصراعات الكوردية الداخلية والإبتعاد عن رص الصفوف وإستهلاك وتشرزم للقوى الذاتية , إضافة للخلل في تحديد بوصلة العدو من الصديق حيث المصالح وتصالباتها والإبتعاد عن المقولة الإستراتيجية ( لاصداقات ولا عداوات دائمة , إنما مصالح دائمة ) , على أن لاننسى التسيد العاطفي للعقلية والدبلوماسية الكوردية والتي تُنتج الرياحة والوثوقية المتسرعة في تصديق وعود الأعداء النظرية وبالتالي الوقوع المتكرر في فخاخ الغدر بالوعود والخيانة بالعهود وتصبح القوة الكوردية لقمة صائغة في فم قوى التسلط والظلم والعدوان وتتكرر الظلمات والمآسي الكوردية .
واليوم نحن أمام فرصة تاريخية جديدة لتحول وثورة كوردية في كوردستان الغربية , لتعيد الحقوق المغتصبة لأصحابها , فهل سيأخذ القادة الكورد العبرة من تاريخيهم الملئ بالتجارب المتكررة والمخيبة لآمال ومستحقات شعبنا الكوردي ؟ وهل يعلم شعبنا الكوردي أن له حصة الأسد في تحمل المسؤولية في حال تكرار سيناريوهات الثورات الكوردية الماضية ؟ فليكن شعبنا الكوردي على قدر المسؤولية التاريخية في توجيه قادتهم ( وليس العكس ) ولاسيما أن كل عوامل الإنتصار الخارجية المحيطة لصالحهم , حيث العامل المحلي السوري والصراعات الذاتية اللامعروفة الأجل , على من يستلم ويتسلط على رقبة الآخر ويستعبده , والعامل الإقليمي في الصراعات الطائفية المستديمة ( السنية , الشيعية , وحواملها / إيران , تركيا , السعودية ) , إضافة للعامل الدولي وصراعات المصالح والتي أصبحت القوة الكوردية في وقتها الحالي كبيضة القبان في موازينها , وكل ماذكر لايستثني العامل الاهم في شرط الإنتصار , ألا وهو العامل الداخلي والذي يُختصر بتكاتف القوى الكوردية لتصبح حقيقةً رقماً صعباً في المعادلة المحلية والإقليمية والأهم في معادلة المصالح الدولية , على إعتبار أن الدول ليست جمعيات خيرية إنما هي شركات تبحث عن مصالحها الذاتية قبل شعاراتها الديمقراطية او الإنسانية !!! , فلنشذ يا شعبنا الكوردي عن خيباتنا المغفلاتية التاريخية ونستغل عوامل إنتصارنا , فالفرصة الحالية إستثنائية وخسارتها تعني اللاوجود اللاحق للشعب الكوردي , فهلّا أتتنا الصحوة الكوردية وهلّا نصبح أهلاً للفرصة التاريخية , وهلّا سنعيش لاحقاً شعبأً يقرر مصيره بذاته ؟؟؟ هذا ما ستُثبته الأيام بمواقفك من سياسات وخطط وحسابات قادتكم أيها الشعب الكوردي , وهذا ما ستُثبته الأيام هل أنكم غير لائقين بالحرية والحقوق والكرامة أم أنكم شعب جدير بالعيش الحر وبتقرير مصيره بنفسه .