أزمة تأخر صرف فواتير الانتاج الزراعي بين الاسباب والتبِعات
اعداد: برزان شيخموس
*نهاية تموز وبداية شهر آب يعتبر موعداً متعارف عليه بين الناس في محافظة الحسكة وخاصة في الوسط التجاري والزراعي كآخر موعد لدفع الالتزامات والاستحقاقات لأصحابها مع اخذه بعين الاعتبار من قبل المصرف الزراعي باعتباره اخر موعد لتسليم الفواتير .
الانتاج الزراعي للمحافظة
المساحة القابلة للزراعة في محافظة الحسكة 1 مليون هكتار موزعة على أربعة مناطق استقرار, فالمساحة القابلة للزراعة تتلخص كالآتي تقريبياً 700 ألف هكتار للقمح، و200 ألف هكتار للشعير و100 ألف طن ما بين محاصيل ثانوية من بقوليات ونباتات عطرية ومحاصيل صيفية, و بحسب المعدل السنوي يبلغ انتاج المحافظة من مادة القمح اكثر من 1,5 مليون طن والشعير 950الف طن هذا اكده مصدر مطلع ضمن المصرف الزراعي في قامشلو ليكيتي ميديا مضيفاً ان انتاج الموسم الحالي 2013\2014 بلغ القمح 900الف طن والشعير 400 الف طن.
الموسم المسوق
المصدر نفسه اشار ان المؤسسة العامة لتجارة وتصنيع الحبوب اختصرت مراكز الاستلام في اربع فقط هي (الميليبة- جرمز- الثروة الحيوانية- ملاسباط ) وقد بلغت الكمية المسوقة لهذا العام الى المؤسسة 400 الف طن من القمح بالإضافة الى 150الف طن من الشعير .
تأخر في صرف الفواتير
بعد نهاية شهر تموز لم يستلم سوى قسم يسير من الموردون ثمن انتاجهم, اذ نسبة صرف الفواتير من القيمة الاجمالية بلغ لغاية الآن 25% من الميزانية المخصصة لشراء المحصول الشتوي للعام 2013\2014 والتي هي 80 مليار ليرة سورية على مستوى سوريا بشكل عام, اما عن الاسباب التي تكمن وراء عدم الصرف هذه الفواتير فقد لخصها المصدر نفسه بالآتي:
1- عدم توفر السيولة 2- مخاوف الدولة من ارتفاع قيمة العملة الاجنبية 3- عدم قدرة الدولة ايصال السيولة للمصارف بشكل يومي 5- اسباب امنية تحكمها الظروف الاخيرة التي تحيط بالمحافظة 6- أسباب سياسية وأمنية تحبكها القوى الامنية وخلية الأزمة في المحافظة.
الازمة التي خلقها تأخر الصرف
خلق تأخر صرف الفواتير ازمة واضحة بين المواطنين وأثرت بشكل كبير على حياتهم اليومية , خاصة مع تزامنها هذا العام بشهر رمضان وعيد الفطر المبارك اذ كان للتأخير تأثير ملموس على عملية البيع والشراء في الاسواق التي شهدت ركوداً, ويؤكد سعد ابراهيم احد المزارعين في منطقة عامودا لموقعنا ان التأخير تسبب في مخالفتنا لمواعيدنا التي تم ابرامها مع التجار واصحاب المحال والصيدليات الزراعية الى جانب التزامات حياتية كثيرة كان يجب دفعها في هذا الوقت .
تقييم اقتصادي للحالة
عن التقييم الاقتصادي افادنا الباحث الاقتصادي خورشيد عليكا “بعد تبديد الاحتياطي النقدي الأجنبي على الأمن والجيش لقمع وقتل السوريين ، والذي بلغ قبل الثورة وفي بداية عام 2011 نحو 18 مليار دولار، إضافة إلى خسارة كافة عائدات النفط التي يسيطر عليها داعش والجماعات الإسلامية وغيرها، والتي كانت تشكل 24 في المائة من الناتج الاجمالي السوري و40 في المائة من الموازنة العامة للدولة، وتوقف عجلة الانتاج الصناعي، وانعدام عائدات السياحة والتجارة الخارجية وكذلك الزراعة، لم يبق أمام النظام سوى طباعة عملة دون تغطية، كي يستمر في دفع الرواتب وتمويل الحرب ولقد بدأت في الآونة الاخيرة في طباعة فئات نقدية أخرى في روسيا، من فئة الـ 500 ليرة سورية، وفيما بعد سوف تصدر فئة الـ 1000 ليرة سورية”. وذلك من خلال التمويل بالعجز كم ان هذا يكمن وراء تأخير دفع المستحقات”.
*مع انقضاء الاول من آب يبقى موردوا محافظة الحسكة السلة الغذائية لسوريا والذين يبلغ متوسط انتاجها السنوي ما يزيد عن 1,5 مليون طن من القمح و950الف طن من الشعير بالإضافة الى باقي المحاصيل البقولية والعطرية قيد انتظار صرف فواتيرهم في ظل هواجس ومخاوف من الحالة الامنية التي تحيط بالمحافظة قد تتسبب لهم بمشاكل محلية.