أكراد العراق يتأهبون للهجوم على جبل سنجار
أربيل (العراق) (رويترز) – تعكف القوات الكردية في شمال العراق على وضع خطط لكسر حصار مقاتلي الدولة الاسلامية لجبل سنجار حيث لا يزال آلاف من الاقلية اليزيدية محاصرين بعد بضعة أشهر من فرارهم من ديارهم.
وقال أعضاء كبار بالحزب الديمقراطي الكردستاني إنه في اطار مساعي مسعود البرزاني رئيس اقليم كردستان العراق لاسترداد اراض واستعادة الزهو لقواته العسكرية يباشر الاشراف على جهود استعادة جبل سنجار.
وكان مقاتلو الدولة الاسلامية قد هاجموا منطقة جبل سنجار في اغسطس آب الماضي ما أدى الى فرار آلاف اليزيديين الى قمة الجبل في رحلة محفوفة بالمخاطر على ارتفاع نحو 65 كيلومترا.
وقال مسؤولون عراقيون وشهود إن مئات اليزيديين أعدموا على أيدي مقاتلي الدولة الاسلامية الذين يرون ان اليزيديين -الذين يعتنقون ديانة زرادشتية قديمة- من عبدة الشيطان. ويقول مسؤول كبير لحقوق الانسان بالامم المتحدة إن الهجوم على اليزيديين يضاهي “الشروع في ابادة جماعية”.
وقال هالجورد حكمت المتحدث باسم البشمركة إن قوات البشمركة الكردية استعادت ما بين 65 الى 75 في المئة من الاراضي التي استولى عليها مقاتلو الدولة الاسلامية في المنطقة منذ ان بدأت الولايات المتحدة حملة ضربات جوية في أغسطس آب.
الا ان التضاريس الوعرة لجبل سنجار تجعل من العسير اختراقه.
وقال حكمت “اولويتنا الآن هي سنجار. ستوضع خطة في غضون الايام القادمة”.
وقال حكمت دون ان يورد مزيدا من التفاصيل إن الاستراتيجية كانت تركز على قطع خط امداد للدولة الاسلامية بين الموصل وسوريا يسير بمحاذاة السفح الجنوبي للجبل.
ومن شأن السيطرة على جبل سنجار ان تجعل البشمركة يسيطرون على منطقة تشرف من ثلاث جهات على الموصل وهي أكبر مدينة تخضع لسيطرة الدولة الاسلامية في شمال العراق مما يتيح لهم الاستحواذ على مواقع تصلح لأي هجوم في المستقبل لاستعادة المدينة والمناطق القريبة منها وهو الهدف الذي يسعى اليه العراق والضربات الجوية الامريكية.
واضاف حكمت “بعد ذلك يجب ان ننسق مع بغداد والتحالف (المكون من دول غربية وخليجية عربية) لطرد الدولة الاسلامية من الموصل”.
وصارت الموصل بؤرة للجهود العسكرية الحكومية بسبب حجمها وأهميتها الرمزية بعد ان ألقى ابو بكر البغدادي زعيم تنظيم الدولة الاسلامية خطابا عاما في المسجد الكبير للمدينة في يوليو تموز الماضي.
وقال البغدادي بعد أن نصب نفسه خليفة لدولة اسلامية اعلنها في مناطق من العراق وسوريا لمقاتليه إنهم هم المنتصرون بعد سنوات من الكفاح والجلد.
وتتراوح تقديرات اعداد من لا يزالون محاصرين على قمة جبل سنجار -وهو جزء من اراض متنازع عليها بين الاكراد وحكومة بغداد- بين اقل من الف الى عشرة آلاف شخص.
واسترد البشمركة الشهر الماضي بلدة ربيعة وهو ما مكنهم من السيطرة على نقطة عبور الى سوريا مع اقترابهم من جبل سنجار.
أما تحقيق تقدم جديد فقد لا يكون بالأمر الهين. وقال ضابط مخابرات في منطقة ربيعة إن الامر سيستغرق من اسبوعين الى ثلاثة اسابيع لطرد الدولة الاسلامية من القرى الواقعة الى الشمال من جبل سنجار لان كثيرين من المقيمين العرب إما يؤيدون الدولة الاسلامية وإما يعارضون التقارب مع الاكراد.
وقال مقاتل يزيدي لرويترز بالتليفون من الجبل إنه واحد من بين نحو 1500 متطوع هناك علاوة على وحدة من البشمركة قوامها 150 فردا. وقال حكمت إن عدد البشمركة يصل الى ألفي رجل.
وقال المقاتل المتطوع الذي قال إنه يدعى بركات “تسلمنا عدة انواع من الاسلحة الصغيرة من الاكراد بما في ذلك بنادق كلاشنيكوف وبنادق قنص ومدافع مورتر ورشاشات خفيفة”.
ومن الوجهة السياسية يعد جبل سنجار من نقاط الضعف للحزب الديمقراطي الكردستاني وهو احد مركزي القوى الرئيسيين للاكراد وتتولى قواته المسؤولية عن حماية المنطقة.
ومنذ عام 2003 يخطب الحزب الديمقراطي الكردستاني ود ويحابي الاقليات في المناطق المتنازع عليها على طول حدوده الجنوبية وذلك من خلال توفير الوظائف والخدمات الامنية والخدمات لهم مقابل الولاء للاكراد.
وقال البرزاني وهو ايضا زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني والقائد العام للبشمركة امام اعضاء يزيديين تابعين له الشهر الماضي “الحزب الديمقراطي الكردستاني واليزيديون كيان واحد لا ينفصم ويسري هذا ايضا على الحزب الديمقراطي الكردستاني وسنجار”.
واستغلت احزاب منافسة فقدان جبل سنجار لتسجيل نقاط سياسية ضد الحزب الديمقراطي الكردستاني.
واكتسبت فصائل وحدات حماية الشعب الكردية السورية التي عبرت الى العراق وانقذت آلاف اليزيديين خلال الصيف تأييد هذه الاقلية التي يشعر الكثيرون من افرادها ان البشمركة قد خذلوهم.
وقال مقاتلون إنه منذ ذلك الوقت تتولى وحدات حماية الشعب تدريب آلاف اليزيديين في سوريا فيما ظل عدد محدود من المقاتلين على قمة الجبل.
وقال حكمت المتحدث باسم البشمركة إن وحدات حماية الشعب لن تشارك في الهجوم على جبل سنجار لكن البشمركة ستتولى التنسيق معهم لحماية المنطقة فيما بعد.