آراء

أهلنا في عفرين يسطّرون الملاحم بعودتهم

هيئة.التحرير
بقلم : اسماعيل رشيد

تستمرّ انتفاضة عودة المهجّرين إلى منطقة عفرين، في وقتٍ يسيطر اليأس والتشاؤم على الشارع السوري ، ونزيف الهجرة يزداد يوماً بعد يومٍ ، فبالرغم من المتاعب والخطورة والتحديات التي يواجهها المهجّرون من منطقة عفرين في مخيمات الشهباء وتل رفعت والنبل والزهراء، والتي هي بمثابة معسكرات قسرية تحت سيطرة حزب الإتحاد الديمقراطي ، ناهيك عن استغلالهم  من قبل المهربين والفصائل المسلحة، واستفزازهم مادياً ومعنوياً ، وهو المشروع العملي الأنجع والقرار الذي اتّخذه أهل عفرين بأنفسهم مستمدّين إرادتهم من عمق امتداد جذور أشجار الزيتون، والتي أبت أن تنحني أمام أعاصير العابثين بممتلكاتهم و جغرافيتهم ، وبكلّ مسمّياتهم ، فهذا القرار التاريخي  سيُفشِل كلّ مآرب ذوي الانتهاكات من الفاسدين، وتهديداتهم وانتهاء بوعيد حرّاس المعسكرات المحاصرة في الشهباء وغيرها .

لاشكّ أنّ عودة أهل عفرين إلى قراهم  وبلداتهم هو البيان الوحيد لوقف عمليات التغيير الديمغرافي، ولملمة الجراح ، فهذه الملحمة التي يسطّرها أهلنا في عفرين تستوجب من القوى السياسية ، وفي مقدمتها المجلس الوطني الكُردي، وكافة الفعاليات الكُردية ومنظمات المجتمع المدني ، للقيام بمسؤولياتها التاريخية، والبحث عن آليات تسهّل عودةً آمنة لأهلنا في عفرين وباقي المناطق ( سري كانييه وكري سبي ) وتقديم الدعم اللازم لهم مادياً ومعنوياً، وفضح الجهات التي تمنع عودتهم تحت مسمّيات وحجج للاستهلاك المحلي ، وكذلك بذل الجهد الدبلوماسي المكثّف مع الدول المعنية والمؤثّرة في الأزمة السورية لفتح ممرات آمنة وبضمانة عودتهم دون ترهيب واستغلال .

المجلس الوطني الكُردي تقع على عاتقه المسؤولية الكبرى للتحرك العاجل، كونه يمثّل شريحة واسعة من أبناء شعبنا، ومشارك في العملية السياسية حول مستقبل سوريا ، فلا تكفي بيانات التأييد بقدر مايتطلّب الانخراط في انتفاضة العودة، والتمسك بزمام المبادرة ، فهذه لحظةٌ تاريخية وتحولٌ نوعي في مسيرة شعبنا ، للحدّ من عمليات التهجير والتغيير الديمغرافي ،  وبالتالي فهذه العودة الفردية قد تتوقّف تحت ظرفٍ ما وهو مايتطلّبه منا جميعا تكثيف الجهود لعودةٍ جماعية وباشرافٍ أممي ، فوجود أهلنا في هذه المخيمات هي بمثابة رهائن وخزان بشري ومالي يتمّ استثمارها لغايات خاصة متناقضة مع المصلحة الوطنية العامة ، ذلك خدمةً لأجنداتهم وآيديولوجياتهم، حيث يتم منع عودتهم بحجة المساهمة في تعزيز وشرعنة الإحتلال ؟!

كلّ التقدير لكلّ عائلةٍ عفرينية تجاوزت البروباغندا المشوّشة، واتّخذت القرار الشجاع والتاريخي للعودة ، ولكلّ النخب السياسية والمدنية والمجتمعية ،والتي ساهمت وتبذل جهوداً جبّارة لمسيرة العودة .

جريدة يكيتي العدد 289

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى