أياكم والدب
عبدالملك علي
لم ولن تبلى الأمريكان والعالم بأدارة مترددة كمثل إدارة أوباما ،سواءٌ كانت في إدارة الشأن الداخلي أو الشأن الخارجي في جميع النواحي والأصعدة السياسية والأقتصادية للعالم بأسرها فهي لم تنجح داخلياً في مجال التأمين الصحي للشعب الأمريكي ولم تنجح في تدني مستوى البطالة والتقارب في العيش بين الأغنياء والفقراء من حيث مستوى المعيشة كما أنها لم تنجح في أيةٍ من سياساتها الخارجية سواء كانت على الأتفاق الدولي مع إيران بشأن وقف برنامجها النووي التي تهدد المنطقة بأسرها فالأيرانيين يلعبون بحنكة ويلهون العالم في كسب الوقت وفي الوقت ذاته يعقدون صفقات جديده مع الروس لبناء مفاعلات نووية جديدة في البلاد للعمل على أمتلاك السلاح النووي في وقت قريب.
فلا ننسى أن أحمدي نجاد صرح في عهده بأن إيران دولة نووية ولا يمكن لأحد بعد الاٰن أن يحاسبها على ذلك مما يؤكد سعي إيران في أمتلاك النووي إذا لم يمتلكها بالأساس ؟
وفي نفس الوقت يمارسون سياسة التمدد والتوسع بالأستيلاء على مراكز مهمة واستراتيجية في الشرق الأوسط كسوريا ولبنان والعراق وحديثاً اليمن فهم يتفوقون بأمتياز على الأمريكان في نسج سياساتهم في المنطقة على حساب المصالح الأمريكية والعربية ومازال أوباما يركض وراء السراب الأيراني اٰملاً في التوصل إلى أتفاق والعرب ينتظرون كسر ابوابهم !!!؟
كما نجحت إيران في سياستها وحربها في دعم الأسد وإبادة السوريين وتهجيرهم وتشريدهم لتحصل على أكثر المناطق حيوية في المنطقة ،ووطن خالٍ من شعبها لتوطين الإيرانيين مستقبلاً فيها على حساب التردد الأمريكي بقيادة أوباما .
كما نجحت في جلب وتدريب الأرهابيين من جميع أنحاء العالم ليشغل الأمريكان بهم التي تشكل خطراً على أمريكا وتهدد أمنها القومي ليلفت نظر العالم إلى الخطر الأكبر المتمثل بداعش التي هي في الأساس صنيعة النظام الأيراني والسوري ومصدر قوة لهم في تنفيذ ماٰربهم ومشاريعهم الصفوية.؟
ودائما تكون للروس الدور الأساسي فيها من دعم سياسي ولوجيستي والتخطيط للمستقبل بما يدرُ أكثر مالاً لهم على حساب التراجع الأمريكي المخزي المتمثل في قمة الهرم الأمريكي، فالتدخل الروسي في الشرق الأوكراني وأقتطاع مناطق واسعة من أوكرانيا وضمها لروسيا كانت لسبب عدم حزم الأمريكيين في مواقف قبلها.
فالكل يعيش و أوباما لا يحرك ساكناً٠ وكلما أراد الكونغرس وبضغط من مجلس النواب أن تلحق أدارتهم بالأحداث وتكون فاعله يلجأ الدب الروسي إلى أفتعال ما هو جديد ويوهم أوباما و أرادته إلى التأني وعدم أتخاذ المواقف الصحيحة وتوهمها بخلق فرص جديدة للوصول إلى نتيجة إيجابية كما هي الحال في الأزمة السورية.
فمنذ أسابيع والدب الروسي يدعو إلى عقد إتفاقية تجمع فيها المعارضة والنظام على طاولة واحدة وأمكانية الوصول إلى حل سياسي. ففي زمن ليس بالبعيد كانت روسيا ترفض جنيف (١) جملةً و تفصيلاً بل كانت شريكاً للنظام السوري في قتل السوريين و الداعم الأساسي في أستيلاء النظام على مناطق واسعة من البلاد و تحقيق مكاسب عسكرية في نفس الوقت الذي كان قيه اتفاق جنيف منعقداً وتهربت من ألتزاماتها في دفع النظام إلى القبول بمبادئ جنيف (١) فأعداء الأمس لن يكونوا أصدقاء اليوم إلا إذا تخلوا صراحةً و علناً عن بشار الأسد مقابل مصالح تكون أكتر نفعاً لهم في المستقبل.
فيا أخوتي في المعارضة السورية أياكم و الدب فلا تتأملوا منه شيئاً فقديماً و حديثاْ دائماً كانت روسيا إلى جانب الحكومات الدكتاتورية التي تقمع شعوبها و كانت همها الوحيد مصالحها السياسية و الأقتصادية و العسكرية فعليكم تجنب الخطأ في المرة الثانية ولا تلهيكم أكاذيبهم فهم أدركوا تحولاً أمريكياً و دولياً لحل الأزمة السورية و محاسبة النظام.
وأن رضيتم بالحل الروسي فهي ليست لخدمة الشعب السوري الذي ذاق الويلات فهي تسعى إلى تجديد حكم الأسد و قبول الأسد بالسوريين كشعبٍ عبيدٍ له على أمد الدهر وبذلك نكون قد ضحينا بدماء شهدائنا و أولادنا و حرائرنا وكل من ذاق العذاب بأيدي عصابات الأسد ولا يمكن ان يقبل أي انسان يشعر بالمسؤلية تجاه شعبه هكذا قرارات.
و تأكدوا ان النتيجة هي كسب الوقت لا أكثر فما يخدم السوريين هو أعتمادهم على أنفسهم في أتخاذ اي قرار يكون من شأنه بناء سورية بدون الأسد، لا كما يقال الأسد او حرق البلد فالبلد احترق و يجب ان يحترق الأسد لكي يعيش الشعب السوري بأمان يأكل من كد يديه و من خيرات بلاده لا يكون عالةً على الأخرين.