آراء

أي مستقبلٍ ينتظره.. عودة القاصرين من معسكرات إدارة ب ي د؟

د. محمد جمعان/ قانون دولي

نسمع بين الفينة و الأخرى أنّ قسد سلّمت بعض الأطفال إلى ذويهم، أو إعادتهم إلى أهلهم , وبهذه المناسبة تعمّ الفرحة قلوب عوائلهم المشتاقة و التي بحثت عنهم لأشهر أو أعوام دون فائدة حيث كانوا يقولون و كالعادة إنهم ليسوا عندهم… يبقى أنّ تلك العوائل هي من الناس المحظوظين ، لأنّ طفلهم قد عاد ” سليماً معافى”.

هنا لا بدّ من أن نذكر أنّ هذا العدد من الأطفال الذين يعيدونهم هم غيضٌ من فيضٍ – كما يُقال بالعربية أي هم يخطفون العشرات شهرياً و يعيدون واحداً أو اثنين. ولا بدّ من ذكر الأسباب التي تجعلهم أن يعيدوا هؤلاء الأطفال:

– أولاً ؛ لكي يعطوا صفة ” استقلالية ” لمنظمتهم / مكتبهم التي شكّلوها لهذا العمل أو بالأحرى لهذه الدعاية ” بأن تعمل لإعادة الأطفال إلى أهاليهم”.

– ثانياً: لكي يظهروا للعالم و مؤيّديهم بأنهم ليسوا مع تجنيد الأطفال ، لأنهم وقّعوا على الاتفاقية الدولية والتي تجرم تسليح الأطفال و ليقولوا انظروا نحن نعيد الأطفال الذين يأتون إلينا.

– ثالثا: بهذا العمل يقولون نحن لسنا مع تجنيد الأطفال.

ولكن في واقع الحال ماذا يحصل مع هؤلاء الأطفال الصغار والذين قد لا تتعدّى أعمارهم في بعض الأحيان من ١١ الى ١٢ سنة؟

يُختطَف الطفل إن كان صبياً أو.صبيةً بدون مراعاةٍ لأية عاداتٍ أو التقاليد التي تحكم مجتمعاتنا ، يجنّدونهم و يدرّبونهم على السلاح و الأهمّ أنهم يلقّنون رؤوس هؤلاء الصغار بنظرياتهم الخلّبية و يحضّرونهم لمحاربة كلّ ما هو قومي كُردي . فإذا أقام أهلهم ضجةً حول اختطاف أحدهم فيتركونه وشأنه، لأنه لم يعد هناك مشكلة فهو تابع و ” هڤال” وسيحضر بنفسه يوماً ما.

وهكذا يكون هذا الطفل قد لُقّن من الناحية العسكرية/ بالسلاح و النظرية عُبِّئ بالضدّ كلّ ما هو متعلّق بحقوق الشعب الكُردي ( ما عدا أنه لازال يتكلّم لغته). وكذلك أنه نفسياً قد تعب و أضاع البوصلة نتيجةً لما عاناه من التعب الجسدي و النفسي و تلقينه لأفكارٍ غريبة و عجيبة في هذه الفترة. و حتى لهجته الكُردية بدأت تتغيّر وأصبح يقلّد و يستعمل الكلمات الغريبة و الغير كُردية و ذلك تقليداً للهڤالات و أصحاب النظرية الآبوجية.

وفي المحصّلة أقول لأصحاب هؤلاء الأطفال الذين اختُطِفوا وإن أُعيدَ لكم أطفالكم فهم في الواقع جنودٌ جاهزون ل ب ك ك إن أردتم أم لا، للأسف هذا هو الحال، لأنهم وبهذا العمل يشكّلون جيشاً كبيراً وسيدعمهم الأمريكان وبأنهم كُردٌ ومدرّبون وأنهم جنود جاهزون تحت الطلب.

وهكذا من الواضح أنّ قسد عندما تعيد الأطفال الى أهلهم فهم عملياً يسلّمون هذه العائلة مقاتلاً أو مقاتلة احتياطياً لهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى