آراء

إتفاقية دهوك.. أم شقيقة هولير

ولات العلي
لم يعد خافياً أن الوضع في “روج آفا” بات محرجاً للغاية، خاصة بعد هجمات تنظيم داعش على كوباني، ومؤخراً في “سري كانية”، وبات تكاتف الكُرد، قبل توحيد كلمتهم حتى، ضرورة ملحة في مواجهة الإرهاب، وما إجتماعات دهوك بين المجلس الوطني الكُردي ونظيره مجلس شعب غربي كُردستان إلا لرأب الصدع، وإيجاد ألية تخرج بجسم كُردي جديد على غرار الهيئة الكُردية العليا.
ربما سيكون من الصعب هدم كُل ما بناه حزب الاتحاد الديمقراطي على حساب الأحزاب الآخرى، (إدارة ذاتية وكانتونات ووزارات وقوات الحماية الشعبية …)، لا بل الأكيد أن الـ”ب ي د” لن يتنازل عن ما حققه من مكتسبات تدخل في هيكلية وجوده كقوة وحيدة مسيطرة على المناطق الكُردية .. إلا!!
إلا إذا ما تعرض لهجماتٍ تهدد وجوده أو تلك المناطق الكُردية التي أقام عليها الإدارة الذاتية، وهو ما يحصل الآن في كوباني وسري كانيه، الأمرالذي دفع بالحزب للذهاب إلى دهوك؛ ولعل أبرز ما يعيق تشكيل إتفاقية جديدة بين المجلسين، هو بقاء الإدارة الذاتية من عدمها، وكذلك الحفاظ على اسم وحدات الحماية الشعبية، أو تغيره في حال تشكيل قوة كردية مشتركة.
“الإدارة الذاتية”، ورغم ما أثير عليها من ضجة إعلامية في بداية نشأتها، إلا أنها كانت بمضمون فارغ لا تحتوي إلا على بعض المناصب والوزارات شكلية، ولا تملك أي صلاحيات فعلية في الواقع، ومع ذلك ربما سيكون الحل الوسطي بين لاءات الـ”ب ي د” ومتطلبات المجلس الكُردي بقاء الإدارة بشكلها الحالي، ولكن بتعديل دستورها بما يضمن حقوق ومناصب عادلة لأحزاب المجلس الكُردي ويتيح لهم لعب دور فعلي على الأرض.
أما بخصوص تسمية “قوات الحماية الشعبية” ورغم ما لها من أهمية لدى بعض مؤيدي حزب الاتحاد الديمقراطي، ورغم عدد الشهداء الذين ماتوا تحت هذه الراية كما يقولها البعض، إلا أنه لا يشكل مبرراً لبقاء التسمية على حالها في حال تشكيل القوة الكُردية المشتركة، فالشهداء ماتوا في سبيل الدفاع عن الأرض لا في سبيل الأحرف الثلاث، كما أن اسم وحدات الحماية الشعبية لا يختلف كثيراً عن بعض تسميات ميليشيات النظام التي شكلها في مناطقه كالقوات الشعبية وجيش الدفاع الوطني وأمثالهما.. والأجدى هنا كحل يرضي جميع الأطراف، عدم إطلاق أي تسمية على القوات المشتركة، فليس من الضروري أن تكون لكل قوة عسكرية تسمية أو مُسمى خاص بها، وبالتحديد في حال تشكيل هذا الهيكل الذي سيضم قوات الحماية الشعبية وبيشمركة روج آفا.. فيمكن أن نطلق عليهم مثلاً “القوات الكُردية” دون أي اختصار أو أحرف. لتجمع بذلك معظم الكُرد ولا تستثني أحداً .
لكن الأهم من هذه الشكليات كلها هي ألية تنفذ مضمون إتفاقية دهوك وبنودها، وعدم بقائها كشقيقاتها الهوليريتان حبراً على ورق، كما أن الخط الثالث الذي إتبعه الـ”ب ي د” والذي يلتقي فيه حيناً مع النظام وحيناً آخر مع الثوار لن يكون نافعاً في حال تشكيل هذا الجسم الجديد، إذا ما أراد أن يتلقى دعماً من قبل قوات التحالف .
ولات العلي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى