إذاعة هيفي أف أم .. التجربة الجديدة في ديريك
أعداد: فريدون قجو
الأعلام له دور كبير في نهضة الشعوب كونه يعكس قضايا وهموم المواطنين , كما تعلمون أن الكرد من أكثرالشعوب الذين يعانون الظلم والاضطهاد على أيدي الانظمة الحاكمة لوطنهم كوردستان, ونتيجة لهذا الظلم يحاول الكرد ايصال معاناتهم بكافة الاشكال الى العالم الحر للوقوف الى جانب قضيتهم العادلة , وذلك عن طريق الاعلام وبأشكاله المتعددة المقروء والمسموع والمرئي .
في كوردستان سوريا حاولت الحركة الكردية وبإمكاناتها المتواضعة نشر قضية شعبها من خلال اعلامها المقروء , الذي كان لها دورا بارزا في ظل ظروف صعبة للغاية , الى أن انطلقت ثورة الحرية والكرامة في جميع أرجاء سوريا لتعبر عن معاناة الشعب السوري في خلاصه من دكتاتور العصر بشار الأسد , هذه الثورة التي أدهشت العالم واستقطبت أنظار الكثيرين في سبيل دعم ذلك المواطن الذي ينقل معاناته بعدسته الشخصية البسيطة .
هذا الدعم وصل الى مراحل متقدمة في الثورة السورية , مثل تزويد الثوار في الداخل بأجهزة الانترنت الفضائية ومعدات اعلامية وتمويل بعض المواقع الالكترونية, وتدريبهم بنقل الحقائق على الارض من خلال دورات اعلامية مكثفة , ففي المناطق المحررة بادرت منظمات المجتمع المدني الغربية بتمويل المشاريع الاعلامية الصغيرة مثل الصحف والمجلات والاذاعات , حيث كان لمنطقتنا الكردية نصيبا من هذا الدعم بتمويل مشاريعها الصغيرة هذه, والتي عبرت عن التنوع الثقافي في المنطقة ,حيث وصل الامر بتلك المنظمات الى دعم الاعلام المسموع في مدن الدرباسية وعامودا وقامشلو ,ومؤخرا مدينة ديريك وتجربتها الجديدة بانطلاق بث اذاعة (هيفي أف أم )بشكل مباشر , واعتمادها على كوادر شبابية ناشئة وخبرات غير كافية تتأمل الى غد واعد.
عامر مراد مدير الاذاعة يقول أن التفكير في المكان الأمثل لمركز إذاعة (هيفي إف إم )كان مدينة ديريك , حيث بحثوا عن المنطقة الأقل اهتماما من الناحية الاعلامية وخاصة من حيث تواجد الاذاعات, ورأوا أن ديريك خالية من تواجد أي مركز رئيسي لأي إذاعة, مدركين في الوقت نفسه أن ديريك هي منطقة غنية بتراثها ومشاكلها وقصصها وهي من المدن الكبيرة التي لها خصوصيتها المختلفة عن باقي المدن الاخرى , ولذلك أرادوا الاهتمام بهذه المدينة ونبش ما بداخلها من تاريخ وألم وفرح. وعن منطقة تغطية البث قال مراد أن بث الاذاعة يغطي مدينة ديريك وريفها في الوقت الحالي .
وعن سؤالنا لمدير الاذاعة عن الجهة الداعمة لأذاعتهم والصعوبات التي تواجههم كون المشروع في بدايته , قال مراد أن الجهة الداعمة هي منظمة ألمانية تعمل في مجال التنمية , ومن أكثر الصعوبات التي واجهوها ,هي المسائل التقنية بعيدا عن أي مصاعب من ناحية البرامج والمضمون المقرر عرضه , لأنهم لا يمتلكون الخبرة الكافية لأجل بث ما هو مطلوب , كما أكد على أن الامكانيات التقنية المتواضعة بسبب التمويل المتواضع كانت من أكبر العوائق .
أما رئيسة تحرير الاذاعة مالفا علي أطلعتنا على البرامج التي ترضي كافة الأذواق وتخص كافة الشرائح في المجتمع , فلقد أرادوا الاعتناء بكل فئة وكل جماعة وكل مهنة وغيرها , ولذلك لديهم كم كبير من البرامج والفقرات والزوايا وهم يقدمون برامجا مختلفة شكلا ومضمونا عن ما يقدم في الإذاعات الموجودة على الأرض .
ومن أهم برامجهم التي لاقت رواجا في المدينة , هو برنامج الفنان شريف أومري وبرامج الصباح التفاعلية وأخرى تخص المغتربين وأهمها (Azarên şûn dîwara) الذي يتحدث في كل حلقة مع عائلة حول معاناتها.
كما أكدت رئيسة التحريرعلى أنهم لا يواجهون أية مصاعب مع الموظفين لأنهم يعملون كفريق عمل متفاهم ولا فرق بين جميع الكوادر.
من جانبها قالت الاعلامية آريا حاجي أنه هناك تجاوب من قبل كافة الأطراف السياسية لأنهم يقفون على مسافة واحدة من كافة الأطراف ولا يفضلون طرفا على آخر .
الاعلامية آريا حاجي استطاعت الوصول الى المكونات الاخرى غير الكردية , من خلال برامج يحاولون فيها أخذ آرائهم, وتقول أن هناك برامج خاصة باللغة العربية وبرامج يتواجد فيها العنصر المسيحي دون تفرقة .