ملفات و دراسات

إستراتيجية إعادة إعمار منطقة كوباني خلال مرحلتي: (إثناء غزوة داعش وتحرير منطقة كوباني ومرحلة ما بعد غزوة داعش والتحرير الكلي)

خورشيد عليكا
عضو جمعية الاقتصاديين الكرد – سوريا
بعد أن تحررت منطقة كوباني، بدعم وكفاح الشعب الكردي وخاصةً أهالي كوباني وبدعم من قوات البشمركة وقوات الحماية الشعبية الكردية والجيش الحر وقوات التحالف ضد داعش، وذلك بعد مقاومة أستمرت لأكثر من أربعة أشهر فتم تحرير منطقة كوباني بشكل كامل ولا تزال قرى منطقة كوباني في طور التحرير من داعش وحلفائها، وهنا لا بد من بيان إستراتيجية إعادة إعمار منطقة كوباني من خلال مرحلتي: إثناء غزوة داعش وتحرير منطقة كوباني، وخلال مرحلة ما بعد غزوة داعش والتحرير الكلي:

1-استراتيجية إعادة الإعمار خلال مرحلة (اثناء غزوة داعش وتحرير منطقة كوباني):
1-1- تلبية الاحتياجات العاجلة للمجتمع في منطقة كوباني وذلك بـ:

– إن يتم إعداد الكوادر اللازمة والقادرة على القيام بأعباء عمليات إعادة الانقاذ والاغاثة وإعطائهم التدريب اللازم.
– إعداد المجتمع ليكون قادر على التصرف السليم في أوقات الغزو وأن يكون قادر على القيام بأولى عمليات الانقاذ والاغاثة.
– العمل على تلبية حاجات المجتمع السريعة والعاجلة وذلك من خلال استراتيجية إغاثة عاجلة سريعة.
– العمل على توفير المأوى المؤقت لمن يحتاجونه وأختيار افضل البدائل إضافة إلى العمل على الخروج السريع من هذه المرحلة والانتقال إلى المرحلة التالية من إعادة التأهيل وإعادة الاعمار.

1-2- أعمال التقييم السريع للاحتياجات والاضرار:

حيث يتم العمل على التقييم السريع للاحتياجات والاضرار بعد وقوع الكارثة من أجل تلبية هذه الاحتياجات والبدء بوضع خطة لإصلاح الأضرار والبدائل الممكنة، لذلك فلابد أن يتم إعداد هذه التقييمات وآلية عملها والعوامل التي تركز عليها في فترة قبل غزوة داعش من أجل استخدامها السريع والعاجل في أوقات الغزوة حيث حجم العمل الكبير والوقت القصير، ولكن خلال غزوة داعش على كوباني لما تكن هناك أي ترتيبات من أجل مرحلة ما قبل غزوة داعش.

2- استراتيجية إعادة الإعمار خلال مرحلة: (ما بعد غزوة داعش والتحرير الكلي لكوباني):
2-1- إعادة التأهيل لمنطقة كوباني (على المدى القريب):

– هدم المباني الآيلة للسقوط (أو معالجتها بالطرق السليمة خاصة إذا كانت مباني لها قيمة تاريخية أو رمزية) وإزالة انقاض المباني المدمرة.
– تأمين المأوى والاحتياجات الأساسية للسكان بشكل مستقر.
– وضع الخطط التفصيلية والتنفيذية بعد إعادة معاينتها وتقييمها.
– إعادة تعديل المخططات بناء على الواقع والمعطيات الجديدة
– العمل على توفير الاموال اللازمة من أجل مشاريع إعادة الإعمار.
– تأمين البدائل المناسبة لانسب الطرق في تنفيذ مشاريع إعادة الإعمار وتمويلها.
– العمل على إعادة دوران عجلة الحياة وجعلها مستقرة قدر الامكان وبأسرع وقت ممكن من أجل الانطلاق إلى مرحلة إعادة الاعمار.
– تأمين وتوفير البرامج اللازمة لإعادة إصلاح المباني المتضررة بأسرع وقت ممكن.
– حل المشاكل الرئيسية والتي تؤدي إلى إعادة دوران عجلة الحياة بشكل طبيعي وتؤدي إلى سرعة استعادة المجتمع عافيته، كإصلاح البنية التحتية وشبكة الشوارع، وإعادة أمداد الكهرباء والماء في المناطق الغير المدمرة أو المدمرة بشكل جزئي.

2-2- إعادة الاعمار لمنطقة كوباني (على المدى الطويل):

1- وضع مبادئ لإعادة الأعمار: وتكون عبارة عن النقاط الاساسية التي يجب العمل في إطارها، وتعتبر كوثيقة شرف تعمل على تحقيق إعادة إعمار شامل ومتكامل يحفظ التاريخ والحضارة والهوية وأن يتم العمل خلال مشاريع إعادة الإعمار في إطارها، وتهدف إلى حفظ الانسان والمكان والتاريخ والهوية.
2- إعادة البناء بشكل افضل: يجب أن تعمل هذه العمليات على تحسين وتغيير الواقع السابق، وحل المشاكل السابقة سواء في المباني أو في البيئة الحضرية، كتقوية المباني بناء على معايير جديدة يتم اعتمادها لتكون أقوى في مواجهة الغزوات والكوارث وتعديل وتغيير استخدامات الاراضي أو المناطق بما يتناسب مع الاوضاع الجديدة وما يحقق قدر اكبر من الأمان للمجتمع، وحل المشاكل البيئية أو الصحية.
3-تحقيق الاستدامة: أخذ التنمية المستدامة بعين الاعتبار خلال عمليات إعادة الأعمار، من خلال عمليات التغيير والتحسين الجديدة وذلك من أجل تقليل الخسائر في الارواح والممتلكات والحفاظ على البيئة وعدم استهلاكها واستهلاك كافة المصادر والطاقة وتقليل التكلفة على المدى البعيد وتوفير حياة مستقرة أكثر تحفظ حق الأجيال القادمة في المصادر وتساعد على إعادة تكوينها نفسها بنفسها.
4- التصميم المتكامل: (الإنشائي، والمعماري، والبيئي، والاجتماعي، الثقافي، الاقتصادي) أي أنه تصميم يعمل على تحقيق واحتواء أكبر مجموعة من العوامل التي تؤدي الى اشباع حاجات المجتمع، وتجنب الغزوات والكوارث في المستقبل من خلال تقوية البيئة الحضرية.
5- المشاركة الشعبية المحلية الواسعة والتدريب: العمل على ضمان أشراك الناس في عمليات إعادة الإعمار إذ أن الناس هم المستفيد الأول والأخير من هذه العمليات لذلك لابد أن يكون وفق لرغباتهم واحتياجاتهم في المقام الأول، ويعبر عنهم وعن ثقافتهم ويحفظ وحدة النسيج الاجتماعي والاقتصادي إضافة إلى حفظ التاريخ والهوية والذاكرة الجماعية التي تشكل الرابط الذي يجمع بين مختلف فئات المجتمع.
6- الاهتمام بالبعد البيئي في عمليات إعادة الاعمار: إضافة إلى البعد الاجتماعي والثقافي والاقتصادي والبنية التحتية وحاجات الناس في كل من هذه الجوانب (عدم الفصل بين المجتمع وثقافته والا نشأ المجتمع في جو غريب يؤدي إلى عدم اشباع حاجاته وبالتالي عدم تعافيه).
7- التعامل مع التراث الثقافي والتاريخي: اعتماد استراتيجية موحدة ومدروسة للتعامل مع التراث العمراني والثقافي اعتماداً على أهميته وقيمته التاريخية والامكانات المادية.
8- الغزو أو الكارثة فرصة: التعامل مع الغزو أو الكارثة على أنها فرصة من أجل حل المشاكل السابقة في البيئة العمرانية وذلك من خلال معرفة الواقع ومعرفة المشاكل.
9- شمولية إعادة الاعمار: حيث يجب أن تكون هذه العمليات موجهة لتحقق اكبر فائدة لكل جوانب البيئة الحضرية، حيث تتعامل مع المشاكل الاقتصادية إلى جانب المشاكل البيئية والعمرانية وتعمل على حل المشكلات الاجتماعية وتتعامل مع التاريخ والتراث والهوية.
10- التقييم المستمر: العمل على تقييم مستمر لعمليات إعادة الإعمار وما بعدها، وتحديد الإيجابيات من أجل تعزيزها وتحديد السلبيات من أجل تجنبها وتغيرها في المستقبل، وأخذ الدروس والعبر وتوثيقها من أجل المستقبل.
11- الحلول الدائمة: تركيز العمل على الحلول الدائمة والجذرية وليس ترحيل المشاكل إلى المستقبل وتوفير حلول مؤقته بذريعة العمل على توفير الاحتياجات الانسانية والعاجلة، ولكن يجب التركيز على الحلول الدائمة والمستدامة.
12- البنية التحتية: البدء بأعمال إعادة بناء أو اصلاح البنية التحتية والمباني والمنازل وإعادة الحياة الاقتصادية والاجتماعية لطبيعتها، وإعادة اطلاق عجلة الحياة من جديد.
13- انعاش الاقتصاد المحلي: من خلال عمليات إعادة الإعمار يجب الاهتمام بدعم الاقتصاد المحلي والعمل على استعادة النشاط الاقتصادي بأسرع قدر ممكن.
14- الحاجات الثقافية والاجتماعية: احترام الثقافة المحلية والبناء المحلي من خلال التأكيد عليها، ومراعاة الجوانب التاريخية والهوية الوطنية واحترامها والعمل على الحفاظ على الذاكرة الجماعية بكل الوسائل سواء التعليمية أو تجسيدها من خلال شواهد مرئية كالنصب التذكارية والمتاحف أو من خلال عكسها في المباني العامة والمناطق السكنية بتأكيد الهوية المعمارية الكردية للمنطقة.
إن استراتيجية إعادة إعمار منطقة كوباني مرهونة بتكاتف جميع مؤسسات المجتمع ومنظمات المجتمع المدني والقوى السياسية الكردية ووذلك بالعمل كفريق عمل واحد بمهنية وحرفية من أجل تأهيل الأرضية اللازمة لتأمين التمويل اللازم لإعادة إعمار منطقة كوباني والتقليل من معاناة أهلها الذين خسروا كل ما يملكون وأعادوا الأرض (الكرامة) من داعش وحلفائها.
31.01.2015
البريد الالكتروني:
kak.suri2006@gmail.com
صفحة الفيسبوك:
https://www.facebook.com/Komela.Aborinasen.Kurd.li.Suri2006?ref=hl
 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى