إلى الفصائل المسلحة السورية العاملة وفق الأجندة التركية
بدران مستو
ما هي مبررات مشاركتكم العسكرية إلى جانب القوات التركية في عدوانها السافر على منطقة عفرين ؟
ـ فإذا كانت التجاوزات والممارسات الاستبدادية لـPYD هي المبررة فأنتم مخطئون في ذلك لأنكم بهذه الحرب لا تستهدفون PYD بمفردها بل تستهدفون الأهالي مـن جذورهم المقدرين بمئات الآلاف في منطقة عفرين، وهنا نتساءل كيف توجهون الرصاص إلى أبناء شعبكم؟ الم تشاهدوا ويلات ومآسي الحروب التي فرضها النظام الدموي السوري فوق رؤوس ذويكم في المناطق التي هجرتم منها في دمشق وحمص وحلب وراح ضحيتها الآلاف من الضحايا الأبرياء وعشـرات الآلاف من المشردين .. فلماذا تريدون إذاقة أهلكم في عفرين هذه المعاناة والمأساة الإنسانية أيضاً؟ ومـن جهة أخرى لماذا لم تبادروا مـن خلال أطر المعارضة إلى إيجاد الآليات والمستلزمات اللازمة لمعالجة خلافاتكم وبالطرق السلمية مع PYD عبر الحوار الوطني الجاد والمسؤول بدل الحرب التي لجأتم إليها والتي لا تجلب سوى المآسي والدموع، ولا يستفيد منها سوى النظامين التركي والسوري.
ـ إذا كنتم تتوهمون بأن الدولة التركية سوف تحقق لكم ما تحلمون به فأنتم تائهون وينقصكم العودة قليلاً إلى ذاكرتكم المثقوبة لربما تعودوا إلى رشدكم وتصحو مـن غفلتكم .. ألم يسلموا بعضاً من قادة الجيش الحر(هرموش) في بداية الثورة إلى النظام السوري.. ألم يفرضوا عليكم أجنداتهم المعادية مقابل تمويلكم بالمال والسلاح.. ألم يسلموا مدينة حلب إلى النظام السوري بالاتفاق مـع روسيا.. ونتساءل: هل وفى أردوغان بوعده عندما صرح بأنه لن يسمح بتكرار مجزرة حماة ثانيةً.. ألم تتحول معظم المدن السورية إلى حماة.. فماذا فعل أردوغان تجاهها ؟؟
ـ ألا تلاحظون توقيت بـدء هـذه الحرب العدوانية ضد عفرين جاءت بتزامنها مع تقدم جيش النظام في محافظة إدلب.. فلماذا لم تستهدف الدفاعات الجوية للنظام الدموي السوري الطائرات التركية بالرغم مـن تحذيرها لها مسبقاً.. ألم تتلمسوا بأن هناك نوعاً من المقايضة بين تركيا والنظام السوري، إدلب للنظام مقابل عفرين لتركيا.
ـ ألم تطلعوا على تاريخ السياسة الرسمية للدولة التركية تجاه الشعب الكُـردي في كُـردستان الشمالية والأجزاء الأخرى مـن كُـردستان الحافلة بالمجازر الجماعية والجرائم الإنسانية الشنيعة تجاه سكانها مـن الكُـرد.. ألا تعلمون أن الحكومات التركية المتعاقبة، ومنذ تأسيس الدولة التركية تخوض حرباً غير معلنة ضد الشعب الكُـردي وفي كل مجالات الحياة ؟؟ تركيا تحاول وبشتى الوسائل وأد أية تجربة كُـردية على أرض الواقع وفي أي جزء مـن كُـردستان.. وهـذه (التجربة) في كُـردستان سوريا لـ PYD ومـع ملاحظاتنا الكثيرة عليها أصبحت هدفاً للحكومة التركية فكانت عفرين هي البداية وتشاركون بها الآن.. أين أصبحت مصداقيتكم تطالبون بالحرية والديمقراطية وإسقاط النظام المجرم، وأنتم تخوضون حرباً ظالمة إلى جانب أعداء الشعب الكُـردي لتدمير (تجربته) في عفرين هذا الشعب الذي عانى الأمرين من النظام البعثي الفاسد، وأنتم الآن تسيرون على خطا مسيرة البعث بجدارة.
ـ للموجبات المذكورة أعلاه نقول إن الطريق التي تسلكونها الآن تتناقض مع جوهر أهداف الثورة السورية، ثورة الحرية والكرامة، وتساهم في انعدام الثقة بين العرب والكُـرد، وتدق اسفيناً بينهما، وربما تساهم في إيجاد صراع من نوع أخر في البلاد صراع عربي كُـردي لا سمح الله، تكون البداية لها في تلك المنطقة تثقل من الجراحات وتهدد الوحدة الوطنية والعيش المشترك، الأتراك غداً ذاهبون والعرب والكُـرد باقون دعهم يعيشوا بسلام واطمئنان.. فلا تربطوا مصيركم بمصير حكومة أردوغان، ولا تثقوا به لأنه من باع حلب وسلم (هرموش) يمكنه أن يبيعكم أو يسلمكم في أية لحظة تستدعي مصالحه ذلك.