إيران.. احتجاجات عمالية جديدة في وجه القبضة الأمنية

لا تزال الاحتجاجات والإضرابات التي بدأت أواخر العام الماضي تهز إيران، وسط توقعات باشتداد حدتها مع دخول العقوبات الأميركية الجديدة حيز التنفيذ قبل أسبوعين.

والأحد كشفت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا)، أن السلطات أوقفت 4 أشخاص جنوب غربي البلاد إثر انضمام سكان لعمال مصنع للسكر، أضربوا احتجاجا على عدم دفع رواتبهم وفساد مدرائهم.

وكان عمال مصنع “هافت تابه” لإنتاج السكر من القصب في مدينة شوش بمحافظة خوزستان، بدأوا السبت إضرابا عن العمل.

وذكرت “إرنا” أن السكان انضموا للاحتجاجات، الأحد، دون أن تكشف عن أعدادهم، مشيرة إلى أنه في عداد الموقوفين الأربعة صحفية وممثلين اثنين عن العمال.

ونظم العمال احتجاجات عديدة في الأشهر الأخيرة احتجاجا على تأخر رواتبهم، وعدم دفع معاشات الموظفين المتقاعدين منذ خصخصة الشركة في فبراير 2016، لكن وتيرة الاحتجاجات زادت في الأسابيع الأخيرة.

رهان على القبضة الأمنية

وتراهن طهران على فعالية القبضة الأمنية في التعامل مع الاحتجاجات، لكن خبراء يقولون إن قمع الحركات الشعبية بالعنف سيؤدي إلى نتيجة عكسية.

وفي محاولة لتهدئة الوضع، نقلت تقارير محلية عن مسؤول في محافظة خوزستان، أن الحكومة تسعى لتوفير شهرين إلى 3 أشهر من رواتب العمال المتأخرة خلال الأسبوع المقبل.

وذكرت صحيفة “همشهری” نقلا عن رئيس مؤسسة الخصخصة الإيرانية مير بوري حسيني، أن عددا من أعضاء مجلس إدارة المصنع اعتقلوا بتهم فساد.

وقال النائب في البرلمان حسين حسيني، إن مدير المصنع “فار من العدالة”، حسبما نقلت عنه “إرنا” بعد اجتماعه بمسؤولين في وزارة العدل.

تظاهرات “النوروز”
وشهدت كل المحافظات والمدن الإيرانية تقريبا تظاهرات عمالية على أبواب عيد النوروز في مارس الماضي، طالبت بدفع الأجور المتأخرة منذ أشهر عدة، فيما نظم مواطنون أموالهم منهوبة من قبل مؤسسات مالية حكومية، تجمعا احتجاجيا أمام البرلمان مطالبين بإعادة ودائعهم.

وكان إقليم الأهواز جنوب غربي إيران، بين المناطق التي اندلعت بها احتجاجات، طالب فيها عمال شركة تصنيع الفولاذ بدفع رواتبهم المتأخرة وتحسين ظروف عملهم.

وداهمت قوات الأمن منازل عدد من العمال المضربين، واعتقلت ما لا يقل عن 10 منهم، علما بأن القوات فتحت النار على تجمع لشبان عرب يطالبون بالعمل في مصنع السكر في الأحواز، وأصابت 5 منهم.

وشملت الاحتجاجات تجمعات لعمال مترو الأنفاق في طهران لم يحصلوا على رواتبهم منذ أشهر، وتحركات مماثلة في مدن رباط كريم وبهارستان وبابل وأراك وغيرها، نفذها عمال وموظفون ومعلمون.

وقبل أسبوعين، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على القطاعين النفطي والمصرفي إيران، في حزمة ثانية بسبب عدم التزام طهران ببنود الاتفاق النووي، فضلا عن أدوارها التخريبية في المنطقة، الأمر الذي ينظر إليه مراقبون على أنه عامل مساعد على تنامي المظاهرات العمالية المناوئة لنظام الملالي.
sky news

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى