احتراق آلاف الدونمات واضرار بالمليارات جراء الصراع “العمالي” التركي باقليم كوردستان
يشعر مختار قرية تشيشة ذات الغالبية المسيحية والواقعة بمحافظة دهوك، بحزن كبير وهو يشاهد الأراضي والاشجار التي زرعها آباؤه وأجداده تحترق أمام عينيه دون أن يستطيع منع ذلك.
وأسفرت المعارك الدائرة بين الجيش التركي ومسلحي حزب العمال الكوردستاني، عن حرق مساحات واسعة من أراضي وحقول وغابات المناطق الحدودية في اقليم كوردستان.
وما زال حزب العمال يستولي على مئات القرى الحدودية الأخرى وحوّل كثيراً منها إلى معاقل ومنطلقات لشن هجماته المسلحة على الدولة التركية.
ويقول مختار قرية تشيشة التابعة لناحية كاني ماسي، لكوردستان 24 ان سكان المنطقة من القرويين طالبوا مسلحي حزب العمال الكوردستاني مرارا بالابتعاد عن المنطقة لتجنيب سكان المنطقة الويلات، إلا أن العماليين ردوا عليهم بالرفض والضغوطات.
ويقول عبد الرحيم وهو من أحد سكان المنطقة “لم يعد بإمكاننا زيارة أملاكنا وأراضينا، لا نتجرأ على الاقتراب منها ولم تجد نفعا كل مناشداتنا لحزب العمال بتجنيبنا هذا الصراع والابتعاد عن قرانا”.
وخلال الايام الثلاثة الماضية احترقت الأراضي التابعة لخمس قرى نتيجة المعارك بين تركيا وحزب العمال الكوردستاني، وهي: بي قلكي وريباركي وتشيش وبركلا سيدا وقرية قمرية.
ولا يزال آلاف السكان يعانون من الخسائر التي تكبدوها في السنوات الأخيرة بعدما أمست قراهم ساحة لتصفية الحسابات بين حزب العمال والجيش التركي.
وبحسب التقديرات الأولية فقد احترقت أكثر من ثلاثة آلاف دونم من الأراضي ولم يعد بالإمكان إطفاء الحرائق وبلغت الاضرار المادية خلال الشهرين الأخيرين فقط أكثر من 6 مليار دينار عراقي بمحيط ناحية كاني ماسي وحدها.
ويتخذ الحزب من جبال قنديل الواقعة بين إقليم كوردستان وتركيا معقلاً رئيسياً لكنه بدأ بالتمدد في السنوات الأخيرة واضعاً له موطئ قدم في مناطق أخرى.
ولطالما طالب إقليم كوردستان حزب العمال الكوردستاني بوقف نشاطاته داخل أراضي الإقليم، ضمن السيادة العراقية، خصوصاً وأنها تلحق أضراراً مادية وخسائر بشرية.