ارتفاع حصيلة ضحايا التفجيرات الإنتحارية في السويداء إلى 221
قتل 221 شخصاً من مدنيين ومقاتلين محليين نتيجة هجوم واسع تخللته عمليات انتحارية نفذها تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في السويداء في جنوب سورية.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان إنها «الحصيلة الدموية الأكبر في محافظة السويداء منذ اندلاع النزاع» في العام 2011، كما أنها من بين الأكبر في سوريا نتيجة هجمات التنظيم الذي خسر غالبية مناطق سيطرته في العامين الأخيرين.
وأضاف أنه هجوم كبير لتنظيم داعش الإرهابي ويبدو أنه جرى التحضير له بشكل جيد، وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس «ارتفعت حصيلة الهجمات الى 221 قتيلاً على الأقل، بينهم 127 مدنياً، قضت الغالبية الساحقة منهم في الريف الشمالي، حيث تم العثور على جثث مدنيين تم اعدامهم داخل منازلهم».
وكانت الحصيلة الأولية صباحاً 32 قتيلاً قبل أن ترتفع تدريجياً خلال ساعات النهار.
وأفاد المرصد السوري بأن ثلاثة تفجيرات انتحارية بأحزمة ناسفة وقعت صباحاً في مدينة السويداء، فيما وقعت تفجيرات أخرى في قرى في ريفها الشرقي والشمال الشرقي، قبل أن يشن «داعش» هجوماً ضد القرى.
وفي وقت لاحق اليوم، فجر انتحاري رابع نفسه في المدينة، وفق المصدر ذاته.
وأعلن التنظيم المتطرف في البيان «شنّ جنود الخلافة صباح اليوم هجوماً مباغتاً على مراكز أمنية وحكومية داخل مدينة السويداء، واشتبكوا مع الجيش والميليشيات الموالية له، ثم فجروا أحزمتهم الناسفة وسط جموعهم».
واقتصر البيان على ذكر مدينة السويداء فقط من دون التطرق إلى قرى في ريفها الشمالي الشرقي طالتها الهجمات، وفق المرصد.
وأفاد الإعلام الرسمي السوري بدوره عن «شهداء وجرحى نتيجة اعتداءات إرهابية في السويداء».
وأظهرت صور نشرها الاعلام الرسمي السوري من مدينة السويداء أشلاء على الأرض في مكان أحد التفجيرات، إضافة إلى جثة مرمية على درج إلى جانب جدار مدمر.
وفي وسط أحد الشوارع، بدت صناديق خضار محطمة على الأرض وسط بقع من الدماء.
وأضاف عبد الرحمن أنه «هجوم كبير لتنظيم الدولة الإسلامية، ويبدو أنه جرى التحضير له بشكل جيد»، مشيراً إلى أنه يُعد أحد أكبر الهجمات التي يشنها التنظيم المتطرف منذ أشهر في سورية، بعدما خسر غالبية مناطق سيطرته فيها.
وأوضح عبد الرحمن أن المنطقة المستهدفة مأهولة بالسكان، مشيراً إلى أن التنظيم المتطرف تمكن من السيطرة على ثلاث قرى من أصل سبع خلال الهجوم.
وتعمل قوات النظام في هجوم مضاد على وقف تقدم التنظيم المتطرف.
من جهتها، أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) بأن «وحدات الجيش تتصدى لهجوم داعش الإرهابي على عدد من القرى بريف السويداء الشمال الشرقي وتقضي على عدد كبير من الإرهابيين».
وتستهدف طائرات حربية، وفق عبد الرحمن، المواقع التي يتقدم فيها المتطرفون في المنطقة. وأسفر القصف والاشتباكات إلى مقتل 21 عنصراً من التنظيم المتطرف، وفق المرصد.
وفي جنوب سورية، يتعرض فصيل «جيش خالد بن الوليد» المبايع للتنظيم المتطرف في جيب يسيطر عليه في جنوب غربي محافظة درعا منذ أيام إلى قصف عنيف من الطائرات الحربية السورية والروسية.
واعتبرت الوكالة أن هجمات التنظيم على السويداء وريفها الشمالي الشرقي «تهدف إلى تخفيف الضغط العسكري» الذي يقوم به الجيش السوري ضد «بقايا التنظيم الذي يواجه نهايته المحتومة في ريف درعا الغربي».
ونددت وزارة الخارجية الروسية بـ «أعمال العنف الجماعية ضد السكان المسالمين» في السويداء، معتبرة أن هذا «العمل الاجرامي الجديد من مناصري تنظيم الدولة الاسلامية، يؤكد الحاجة الى جهود نشطة ومنسقة من المجتمع الدولي للقضاء على هذا الشر العالمي على الأرض السورية».
ودان منسق الشؤون الانسانية المقيم للأمم المتحدة في سورية علي الزعتري في بيان «الهجمات التي تستهدف المدنيين في مختلف انحاء سورية، وآخرها التفجير الإرهابي الذي وقع اليوم في مدينة السويداء».
ويسيطر الجيش السوري على كامل محافظة السويداء، فيما يتواجد مقاتلو «داعش» في منطقة صحراوية عند أطراف المحافظة الشمالية الشرقية، ينفذون منها بين الحين والآخر هجمات ضد قوات النظام.
وسارعت قوات النظام السوري إلى شن هجوم مضاد لوقف تقدم المتطرفين في قرى ريف المحافظة الشمال الشرقي.
وأتت الهجمات، في وقت يتعرض فصيل مبايع له منذ أيام لهجوم عنيف من قوات النظام في آخر جيب يتواجد فيه في محافظة درعا المحاذية للسويداء.
أ ف ب