ازدياد تركيب أنظمة الطاقة الشمسية في مدينة عامودا
Yekiti Media
تشهد مدينة عامودا تحولاً كبيراً نحو استخدام الطاقة الشمسية لتلبية احتياجات الكهرباء المنزلية والتجارية والزراعية وذلك في ظل الانقطاعات المستمرة للكهرباء وارتفاع تكاليف المولدات.
في الوقت الراهن تقتصر ساعات تشغيل الكهرباء النظامية في عامودا على ما بين ساعتين إلى ثلاث ساعات يومياً، وذلك بعد منتصف الليل، بحيث تكون بدون فائدة بالنسبة لأغلب الأهالي، كما أن نظام المولدات (الأمبيرات) أقل فعاليةً بسبب الأعطال المتكررة وارتفاع الأسعار .
هذا الوضع دفع السكان للبحث عن بدائل أكثر كفاءةً، حيث بدأت ألواح الطاقة الشمسية في تحقيق شعبية متزايدة.
صاحب محل متخصص في تركيب أنظمة الطاقة الشمسية أشار إلى زيادة ملحوظة في الطلب على الألواح الشمسية خاصةً مع ارتفاع درجات الحرارة، وبيّن أنّ الطاقة الشمسية توفّر بديلاً مستداماً قليل الأعطال، وصديقاً للبيئة موضحاً أنّ السوق يضمّ أنواعاً متعددة من الألواح الشمسية بما في ذلك الصيني والألماني مع تفاوت الأسعار حسب الجودة.
عبدالرزاق، وهو من مواطني المدينة، قام قبل أسبوع بشـــراء نظام طاقة شمسية لمنزله معتبراً إياه الحل الأمثل في ظل تراجع البدائل المتاحة، وأوضح لموقعنا أنّ تكلفة النظام بلغت 800 دولار وينتج حوالي 5 أمبيرات مما سمح له بالتخلص من مشاكل الكهرباء النظامية والمولدات، وقال :إنه كان يواجه صعوبات في تلبية احتياجاته من الكهرباء بسبب الأعطال المتكررة في المولدات.
كما تأثرت الزراعة أيضاً بانقطاع الكهرباء ،حيث أنّ المزارعين كانوا يعتمدون على مضخات تستخدم الكهرباء أو مولدات تعمل على المازوت المدعوم، ولكن بسبب سنوات الحرب الطويلة وانقطاع تغذية الكهرباء بشكل متكرر إلى جانب شحّ المحروقات ورفع الدعم عنها تدريجياً؛ دفع المزارعين للبحث عن بدائل فعّالة مع توفر الطاقة الشمسية، فأصبح بالإمكان تشغيل مضخات سحب المياه لري المحاصيل الزراعية بكفاءةٍ أكبر.
محمد الذي يمتلك أرضاً بمساحة حوالي 600 دونم أفاد أنّ استخدام الألواح الشمسية ساعده في توفير تكاليف الوقود الباهظة التي ارتفعت أسعارها كما مكّنه من تجنب الاعتماد على التيار الكهربائي المتقطع الذي يصل إلى المنطقة لمدة تصل إلى ساعتين أو ثلاث، وأكّد أنّ هذه الظروف دفعت العديد من المزارعين في محافظة الحسكة إلى الاعتماد على الطاقة الشمسية كخيار ضروري وليس مجرد بديل “صديق للبيئة”.
ولكن في المقابل تواجه فئة كبيرة من السكان صعوبة في تركيب ألواح الطاقة الشمسية بسبب تكلفتها المرتفعة خاصةً بالنسبة للموظفين والأشخاص الذين لا يمتلكون دخلاً ثابتاً.
أما السيدة حياة والتي تعمل في مجال التعليم فقد أكّدت بدورها أنها لا تستطيع شراء نظام الطاقة الشمسية بسبب قلة راتبها الشهري، وأوضحت أنّ تكاليف الاشتراك في المولدات ترتفع باستمرار مما يجعل الطاقة الشمسية بديلاً اقتصادياً رغم تكلفتها الأولية.
يذكر إن تركيب أنظمة الطاقة الشمسية قد ازدادت بشكل كبير في جميع مناطق كُـردستان سوريا بسبب تقاعس إدارة حزب الاتحاد الديمقراطي عن تأمين أبسط مقومات الحياة للمواطنين بالرغم من سيطرتها على أغلب حقول النفط والغاز في كُـردستان سوريا وسوريا.