آراء

اسقاط نظام الملالي … يعني قتل عشرة عصافير بحجر

د. محمد محمود
ان الثورة الايرانية بجميع مكوناتها القومية و الدينية ضد نظام الشاه بدء بالعنف و الاحتجاجات بعد حريق سينما ريكس في عبدان الذي راح ضحيتها اكثر من 400 شخصا ، على الرغم ان دور العرض السينمائي كانت هدفا مستمرا للمتظاهرين الاسلاميين فقد بلغ انعدام ثقة الجماهير بنظام الشاه و بلغت فعالية المعارضة في العمل و التواصل حدا جعل الجماهير ترى ان السافاك كان وراء الحادث في محاولة لتطويق المعارضة ، و في اليوم التالي من الحادثة تجمع اكثر من 10 آلاف من ىقارب القتلى و المتعاطفين لتشييع جماعي و مظاهرة تنادي ( ليحترق الشاه ) و ( الشاه هو المذنب ) . و بعد انتصار الثورة و الاطاحة بالشاه استولى الخميني على الحكم بطرق ملتوية و خان جميع المعارضة من الليبراليين و اليساريين و الديمقراطيين و القوميين ، و ان الثورة الايرانية انقسمت الى مرحلتين : المرحلة الاولى دامت تقريبا من منتصف 1977 الى منتصف 1979 ، و شهدت تحالفا بين الليبراليين و اليساريين و القوميين و الديمقراطيين و الجماعات الدينية لاسقاط الشاه . و المرحلة الثانية . غالبا ما تسمى (( الثورة الخمينية )) شهدت بروز آية الله الخميني و تعزيز السلطة و القمع و تطهير زعماء الجماعات و الاحزاب المعارضة للسلطة الدينية بما فيها الثورة الثقافية الخمينية في الجامعات الايرانية ، و تعزيز المذهب الشيعي و بادرت قيادة ثورة الخميني بعد تعزيز سلطته الى اعدام كبار الجنرالات من عهد الشاه و بعد شهرين اعدم اكثر من 200 من كبار مسؤولي الشاه المدنيين بهدف ازالة خطر أي انقلاب و كانت هناك محاكمات صورية يمنع المتهمين الفرصة للدفاع عن انفسهم و بعد ذلك بدء باغتيال و اعتقال العديد من الشخصيات الوطنية و الديمقراطية في الداخل و الخارج و ملاحقتهم في العواصم العالمية امثال رئيس الوزراء الاسبق شابور بختيار و عبدالرحمن قاسملو زعيم حزب الديمقراطي الكوردستاني و الاخرين و خان العهد الذي كان قد وعد بها من خلال كتابة دستور ديمقراطي لايران تحفظ حقوق جميع المكونات القومية و الدينية . و حرفت الثورة من خلال استغلال الايديولوجية القائمة على القيادة الثيوقراطية و التي تعني ولاية الفقيه التي تمثل حجر الاساس للدولة الاسلامية الايرانية الجديدة و الثورة الايرانية ، فمفهوم ولاية الفقيه نشأ على يد الخميني ابو الثورة الاسلامية الايرانية التي اندلعت عام 1979 ، (( كتب في هذا الشان الخبير في الشؤون الايرانية نيكولاس بلانفور : لقد منحت نظرية ولاية الفقيه الامام الخميني السلطة المطلقة على كل الامور الدينية و السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية لشخصية دينية بارزة واحدة ، يتم اختيارها كقائد اعلى للثورة ، و ينظر بعض المسلمين الشيعة الى القائد الاعلى على انه مصدر معصوم من المنافسة و المحاكماة . كان الخميني هو الاول و خلفه خامنئي ، و ينظر الى ايديولوجية ولاية الفقيه على انها اجراء مؤقت بانتظار عودة الامام المهدي – و هو الامام الاخير في سلسلة الائمة ال 12 في المذهب الشيعي ، و كما يعتقد العديد من الشيعة الورعين فان عودته سوف تمثل الدخول في عصر من العدالة المثالية و الحكومة الاسلامية العالمية )) .
و من خلال هذا المبدأ بدء حكومة الملالي بتصدير ثورتها للخارج للتغطية على ما كانت و ما زالت تمارسها في الداخل من القمع و الاضطهاد و الظلم بحق الشعوب و الاقليات و الطوائف القومية و الدينية من خلال نظرة التفوق العرقي و الطائفي و الاقليمي لدى المحافظين الحاكمين في ايران فمنها ما هو ايديولوجي مثل عقيدة (( عودة المهدي )) وولاية الفقيه و التقية و مذهب اثني عشري و السعي لنشر المذهب الشيعي في المنطقة تحت مبدأ (( تصدير الثورة الاسلامية )) و منها ما هو عرقي يتعلق بأفضلية العرق الفارسي و استعادة امجاد الامبراطورية الفارسية القديمة ، و منها ايضا ما يتعلق بمشاكل التعدد العرقي و المذهبي في ايران و هو ما يتمثل في وجود قوميات كبيرة غير فارسية و غير شيعية ( الكورد – العرب – الاذر – البلوش .. ) . و كذلك المشاكل الاقتصادية و الاجتماعية التي تواجع ايران و خاصة بعد العقوبات من قبل دول الاوروبية و امريكا ، و تراجع مؤيدي نظام الحكم الملالي في اوساط الشعب الايراني و التخبط في السياسة الخارجية ، فان النظام الملالي رفع شعارات غوغائية ضد الغرب ، و توسع في المنطقة من خلال زرع الخلايا النائمة و انشأت الحوزات العلمية و الحسينيات و شراء الذمم من خلال البترودولار و احتلال الجزر الاماراتية الثلاث و التدخل في شؤون الدول الخليجية و اعلان ان بغداد محافظة ايرانية و التدخل الفظ في قتل اللبنانيين و السوريين و اليمنيين ، بالاضافة الى التوجه التوسعي في تطوير البرنامج النووي باتجاه الطابع العسكري . على الرغم ان خطر تدخل الملالي في المنطقة اخطر من الاسلحة النووية بمائة مرات لان تصدير التطرف من قبل هذا النظام الى المنطقة و العالم اخطر من الاسلحة النووية ، لذا علينا التركيز على النظام الملالي بصفتي ألد اعداء الانسانية و المصدر الاول للقتل و المجازر و تصدير الارهاب و التطرف الى المنطقة و العالم . و ان الثورة الايرانية هي المسؤولة عن بدء حقبة الاصولية الخمينية من حزب الله الى تنظيم القاعدة الى الجماعات الجهادية و التكفيرية المتنوعة .
و تتحمل نظام الملالي في ايران و خاصة المتمثلة بمؤسسة (( الحرس الثوري )) المسؤولية اللانسانية و اللاخلاقية التي تحصل في البلاد بشقيها المدني و الجنائي و السياسي عن جرائمها المرتكبة بحق الشعوب الايرانية من الكورد و العرب و الفرس و الاذر و البلوش .. منذ انقلابها الاول 1979 ، و سيطرتها الفعلية على كل مرافق الحياة السياسية و الاجتماعية و الاقتصادية و الثقافية و الدينية ، و خاصة ما ارتكب و مازال يرتكب خلال الانتفاضة الاولى للشعب و الانتفاضة الثانية المخملية التي شاهدتها البلاد ابان الانتخابات الرئيسية من عدوانية و همجية غير مسبوق لها بحق الاصوات المعارضة و المنددة للتزوير الانتخابي و التي كان أخرها الاعدامات الاخيرة للمعارضين و اعدام الشباب و البنات بشكل يومي ، لقد مارست نظام الملالي بشخص الحرس الثوري كافة الجرائم ضد الانسانية ، و جرائم الابادة الجماعية في ايران و العراق و سوريا و لبنان و اليمن .
و الانتفاضة الثالثة بدءت من مدينة مهاباد الكوردية يوم الخميس 7 -5 – 2015 ، التي فجرت الغضب لكسر قيود الذل و الحرمان بعد ان بث الخبر حول جريمة عناصر المخابرات و سرعان ما اضرم الشباب الغاضبون النار في الطبقات السفلية من فندق ( تارا ) و اقتحموا دائرة مخابرات حكومة الملالي و اشعلوا النار في عدد من السيارات و الدراجات النارية الحكومية ، كما اشعل الشباب المهاباديون الكورد النار في صور الخامنئي و الخميني المنبوذين في مستوى غالية الشعوب الايرانية كمان حصلت في السنة الماضة الغضب العارم في الاحواز ، و اطلق عناصر القمع في الاشتباكات غازات مسيلة للدموع و الرصاص الحي مما اوقع حوالي 50 مواطنا بين القتيل و الجريح ، و ناشد المواطنون المنتفضون في مدينة مهاباد و سننداج على مواقع التواصل الاجتماعي تحت عنوان (( نحن كلنا فريناز )) للتظاهر في عموم مدن كوردستان و باقي المدن الايرانية ، و الاجواء ملتهبة تسود عموم المدن الكوردية و هناك اصابات و مئات الاعتقالات .
و في هذه الاجواء هناك تكتم اعلامي رهيب على ما تشهده كوردستان ايران من انتفاضة عارمة و الحصار القمعي م قبل النظام الملالي الرجعي المفروض على الشعوب الايرانية و سطوة منظومة الملالي التي حولت المنطقة برمتها الى منابع للارهاب و سيطرتها على المقدرات بما فيها فرض القيود على الارادة الشعبية الناهضة ووأد التطلعات الثورية وسط استمرار مسلسل الاعدامات .
لذا نناشد المجتمع الدولي و الاقليمي للوقوف مع الشعب الايراني للتخلص من هذه العقلية المتعفة و عند القضاء على هذا النظام الارهابي فان شعوب المنطقة برمتها سيتحررون من منابع الارهاب من النظام المالكي و الاسدي و حزب الله و الحوثيين و الداعشيين …..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى