اسماعيل حمه: أي عملية عسكرية ضد تنظيم داعش بمعزل عن محاولة وضع خريطة طريق لتسوية ما للأزمة يعني في المحصلة دعم نظام الأسد ودعم بقائه
إعداد وحوار: آشتي تيشي
س1: صدر القرار رقم 2170 عن مجلس الأمن الدولي ، القاضي بمنع وصول الدعم إلى داعش في كل من العراق وسوريا ، جدير بالذكر أن مندوب الأردن في مجلس الأمن أكد في جلسة التصويت على القرار المذكور، على ضرورة فرض حكومة انتقالية في سوريا ، لاستمرار النظام في اعتماد الحل العسكري لمعالجة الأزمة في البلاد ، و ثمة معلومات تفيد بأن إيران قد وافقت على اقتراح غربي للدخول في تحالف إقليمي ضد داعش، برايك هل ستكون هناك تغيرات على الساحة السورية عموماً والكردية خصوصاً تتجه نحو حل ينهي النظام السوري؟
ج1:كل المؤشرات المتوفرة تفيد بأن قرار مجلس الأمن الدولي الذي يحمل الرقم 2170 بخصوص تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام –داعش- سيضغط باتجاه تسريع البحث عن ايجاد تسوية سياسية للأزمة في سوريا, اذ لا يعتقد أن الولايات المتحدة الأمريكية أو التحالف الذي يسعى الولايات المتحد لتشكيله سيكون جاهز لتوجيه ضربات عسكرية جوية لداعش في ظل الأوضاع الراهنة في سوريا, لأنه وبرأي أي عملية عسكرية ضد تنظيم داعش بمعزل عن محاولة وضع خريطة طريق لتسوية ما للأزمة يعني في المحصلة دعم نظام الأسد ودعم بقائه, وهذا ما كان يعمل عليه النظام منذ انطلاقة الثورة السورية في محاولة لدفع المجتمع الدولي الى انتقاء خيارين حصريين لا ثالث لهما في سوريا وهذين الخيارين هما إما النظام أو الإرهاب, ولكن المعطيات تقول أن المجتمع الدولي لن يخضع لهذه المعادلة التي يحاول النظام فرضها ولن يتسرع في اتخاذ قرار الحرب على داعش في سوريا قبل تصور لتسوية الأزمة..وثمة تحركات تجري من وراء الكواليس لبناء تصور حول كيفية الخروج من الأزمة بالتوازي مع الإستعدادات العسكرية وغير العسكرية لإستئصال التنظيم في كل من سوريا والعراق بشكل نهائي.
س2: في حال نفذت امريكا ضربات جوية عبر تحالفها الدولي على داعش، سيكون هناك تحالفاً برياً على الأرض مع القوات المعتدلة، كردياً أين ستكون القوات الكردية من هذا التحالف؟
ج2:أعتقد مع وضع خريطة الطريق لحل الأزمة السورية ستتغير معظم المعادلات على الأرض وستسعى الولايات المتحدة والتحالف الدولي المزمع تشكيله لدعم وتعزير دور القوى المعتدلة لإملاء الفراغات التي ستتركها هزيمة تنظيم داعش وهنا بالتأكيد لن يسمح هذا التحالف لقوى النظام أو الموالية له لملأ هذا الفراغ.
س3: بعد هجوم داعش الوحشي على شنكال، والتغيرات المتسارعة على الساحة الكردستانية، والدعم الدولي التي تلقتها حكومة اقليم كردستان، هل ستكون لها انعكاسات على الساحة الكردية السورية؟
ج3: بالتأكيد سيكون لهذه المتغيرات الكبيرة على صعيد الدعم الدولي العسكري والسياسي والإنساني غير المسبوق لحكومة إقليم جنوب كردستان تداعيات وانعكاسات جدا ايجابية على إقليم غرب كردستان وستظهر آثارها في غضون أشهر قليلة قادمة.
س4:ماذا يتوجب على الاحزاب الكردستانية أن تفعل حيال ممارسات حزب الاتحاد الديمقراطي، بعد الاستحواذ بشتى السبل على مختلف انواع الاسلحة، بدؤوا يفرضون هيمنتهم بقوة السلاح على الشعب الكردي وعلى أحزاب المجلس الوطني الكردي، وذلك من خلال إصدار الفرمانات والقوانين غير الشرعية باسم كانتوناتها التي لا تنتمي فقط بولائها لـ PYD بل لا تحتوي اصلاً مشروعاً كردياً؟
ج4: لن تسطيع الأحزاب الكردستانية أن تفعل شيئاً حيال ما يجري في غرب كردستان من ممارسات خطيرة من قبل الإتحاد الديمقراطي, في ظل تناقض أجنداتها ومشاريعها بل أعتقد أن ما يجري في غرب كردستان هو جزء من آثار تناقضات الأحزاب الكردستانية نفسها, ولذلك ينبغي على المجلس الوطني الكردي وأحزابه عدم المراهنة على توافق الأحزاب الكردستانية بخصوص الوضع في غرب كردستان والعمل على بلورة رؤية واضحة ومحددة لكيفية مواجهة ممارسات ب.ي.د والحد من آثارها على الوضع الكردي واعتقد انه لازال لدى المجلس فسحة لإمكانية التحرك على المستوى السياسي والجماهيري في مواجهة هذه الإجراءات وإلا فأن المجلس الوطني الكردي سينتهي سياسيا ولن يعد ثمة مبرر أو معنى لوجوده أصلا في ظل فقدانه المتواصل لموقعه في المعادلة السياسية.