الأردن يعيد فتح معبر جابر الحدودي مع سورية
أعاد الأردن، الأربعاء، فتح “معبر جابر/نصيب” الحدودي مع سورية، أمام حركة الشحن والمسافرين تنفيذا لقرار سابق لوزارة الداخلية وفق مصفوفة إجراءات فنية ولوجستية في ظل تسارع عودة العلاقات بين الجانبين، بعد إغلاق دام شهرين إثر التطورات الأمنية بين قوات النظام وأهالي درعا.
وقال مدير حدود جابر العقيد مؤيد الزعبي، في تصريحات صحافية الأربعاء، إن العديد من الإجراءات الجديدة سيبدأ العمل بها اعتبارا من اليوم الأربعاء؛ كإلغاء نظام “باك تو باك” والسماح للحافلات بالعبور والدخول إلى الأراضي الأردنية.
وأوضح الزعبي، أنّه سيسمح بمغادرة المواطنين الأردنيين إلى الجانب السوري بدون موافقات من وزارة الداخلية إلى جانب السماح بعبور 100 مركبة عمومية يوميا سواء من الأردن أو من الجانب السوري، فضلا عن السماح لحافلات الـ”ترانزيت” القادمة من السعودية بالعبور شريطة التسجيل على منصة “توكلنا” السعودية.
ولفت إلى أنّ حركة الشحن ستكون دون توقف بين الجانبين بعد إلغاء النظام التبادلي، داعيا إلى ضرورة التزام المغادرين والقادمين بالبروتوكول الصحي المطبق في مركز حدود جابر، شريطة الحصول على المطعوم أو فحص بي سي آر سالب حول فيروس كورونا.
وشهد المعبر حركة نشطة فور إعادة فتح البوابة الرئيسية له، صباح اليوم؛ حيث مرت منه عشرات المركبات إلى كلا الجانبين.
ويأتي الإجراء تطبيقا لما أقرته وزارة الداخلية الأردنية، الإثنين الماضي، وفي إطار تطبيع متسارع لعلاقات عمان ودمشق.
وأوضحت الداخلية الأردنية، في بيان سابق، أن إعادة فتح الحدود، ستكون “وفق مصفوفة الإجراءات الفنية واللوجستية الخاصة بإعادة فتح هذا المركز أمام حركة الشحن والمسافرين”.
وأشارت إلى أن “القرار يأتي لغايات تنشيط الحركة التجارية والسياحية بين البلدين الشقيقين، مع مراعاة الإجراءات الأمنية والصحية المطلوبة”.
وكان الأردن قرر في 31 يوليو/تموز الماضي إغلاق المعبر؛ نتيجة ما أسماها “تطورات الأوضاع الأمنية في الجانب السوري”؛ في إشارة إلى اشتباكات عنيفة آنذاك قرب المعبر بين قوات المعارضة السورية والنظام في محافظة درعا.
ويرتبط الأردن وسورية بمعبرين حدوديين رئيسيين، هما “الرمثا” و”جابر” الأردنيان، اللذان يقابلهما “الجمرك القديم” و”نصيب” على الترتيب من الجانب السوري.
وقبل اندلاع الأزمة السورية عام 2011، كانت تنشط عبرهما الحركة التجارية وسفر الأفراد، لكن معبر “الرمثا” مغلق منذ عام 2015، بعدما تدمرت بنيته التحتية نتيجة الحرب في سورية.
وسبق أن أُغلق معبر “جابر ـ نصيب” بين البلدين لمدة 3 أعوام، وأُعيد فتحه في أكتوبر/تشرين الأول 2018.
وفي أغسطس/آب 2020، أغلق الأردن المعبر مرة أخرى؛ بسبب ارتفاع إصابات كورونا المسجلة على الحدود، وأعاد تشغيله جزئيا أخيرا، معتمدا قيودا تضمنت نظام نقل تبادلي للركاب والبضائع “باك تو باك”، وبعدد 150 شخصا يوميا.
وفي الأيام العشرة الأخيرة الماضية، شهدت العلاقات الأردنية السورية قفزة سريعة وملحوظة في مستوى تطبيعها؛ إذ تخللها العديد من اللقاءات الرسمية.
واختتمت أمس الثلاثاء، اجتماعات بين وزراء من الدولتين في العاصمة عمّان استمرت يومين، وانتهت بلقاء رئيس الوزراء الأردني بشر الخصاونة وفداً وزارياً من النظام السوري، ضم وزراء الاقتصاد والتجارة الخارجية محمد سامر الخليل، والموارد المائية تمام رعد، والزراعة والإصلاح الزراعي محمد قطنا، والكهرباء غسان الزامل، وذلك لتعزيز التعاون الاقتصادي في مختلف القطاعات بين الطرفين.
كما أعلن الأردن عن استئناف الخطوط الملكية الأردنية رحلاتها المباشرة إلى العاصمة السورية دمشق بدءاً من 3 أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، وذلك بعد ما يزيد عن 9 سنوات من توقف الرحلات، وتحديداً منذ 21 يوليو/ تموز 2012
إلا أنه بعد ذلك، قالت وزارة النقل، إن شركة الخطوط الجوية الملكية الأردنية ستوفر خدمة النقل البري لمسافريها من سورية وإليها اعتبارا من الأحد المقبل، لـ “حين استئناف الرحلات الجوية في المستقبل”.
ويسعى الأردن إلى تخفيف العقوبات المفروضة على النظام السوري بموجب قانون “قيصر”، وذلك بهدف تقليل الخسائر على الاقتصاد الأردني، من خلال التنسيق مع الولايات المتحدة وروسيا.