أخبار - سوريا

“الأسد” بين الهروب والقتل .. ما هو المصير المنتظر لطاغية سوريا؟!

Yekiti Media
البشير: القتل نهاية بشار وطائفته ستقاتل للنهاية!
الصدر: التنحي حل مقبول ويحمي الأسد من القتل والشعب السوري يستحق السلام وحق تقرير المصير
مراقبون: الأسد بين مصير القذافي .. أومبارك..  أو زين العابدين
لن ينجو من القتل بسبب عناده والدماء التي سالت..ولن يستطيع الهروب
المحاسبة الدولية هي المصير الأقرب لبشار خصوصًا بعد دخول أمريكا في المعركة
على مدى أكثر من أربعين عامًا، ظلت سوريا واقعة تحت وطأة عائلة الأسد، التي تمثل الواجهة للطائفة العلوية في الدولة، فبعد انقلاب حافظ الأسد على رئيس الجمهورية السورية الأسبق نور الدين الأتاسي وتوليه مقاليد الحكم في بداية السبعينيات، عاش الشعب السوري أعوامًا مريرة من الاستبداد والظلم، وعمل خلالها الرئيس الأب على تثبيت أركان حكمه بمساعدة الضباط الموالين له، وسعى منذ التسعينيات على توريث الحكم، وقد نجح في تحقيق ذلك بعد مماته بوصول نجله “بشار” إلى سدة الحكم، مع تغيير في هيئة النظام، لكن ليس في مضمونه.

 

وبعد كل هذه السنوات، خرج الشعب السوري عن صمته، ليُسقط شرعية النظام السوري، متحديًا رأس السلطة بشار الأسد، إلا أن الأخير لم يستجب لمطالب أبناء شعبه، من خلال إجراء إصلاحات سياسية والتعامل بشيء من الرأفة مع المتظاهرين، وفضّل استخدام العنف الزائد عن الحد مع المدنيين، وقتل الآلاف من النساء والأطفال والشباب، وشرد الملايين، وبدا متشبثًا بالسلطة إلى أقصى حد ممكن ليحافظ على بقاء الأقلية العلوية صاحبة النفوذ والامتيازات، حتى لو خسرت سوريا ما تبقي لها من معالم الدولة.

 

ومن الملفت للنظر أن النظام مازال يستخدم أسلوب المراوغة مع المعارضة عبر اللقاءات المتعاقبة في جنيف والعاصمة الكازاخية أستانة، معتمدًا في ذلك على دعم الحليف الروسي الرئيس فلاديمير بوتين، وأعوانه من الإيرانيين، متناسيًا أن المصلحة هي التي دفعت حلفاؤه إلى التدخل العسكري، والزج بميليشيات أجنبية للقتال بجانبه، وليس كدعم مباشر لشخصه.

 

 وبالفعل، ظهر هذا في الآونة الأخيرة، وبدا حقيقةً أن الصراع في سوريا هو لتحقيق أجندات خاصة، وأيديولوجيات قائمة على العرقية والطائفية، وليست من أجل بقاء بشار الأسد في السلطة، فالرجل مجرد أداة سيتم التخلص منه في وقت لاحق، حتى لو اضطر الروس أنفسهم إلى ذلك.

 

وعلى الرغم من تورط روسيا في المستنقع السوري، إلا أن المعارضة قد أكدت في وقت سابق استعدادها للتعامل مع أنظمة مختلفة لها مصالحها في المنطقة، وهو السائد في السياسة العالمية، حتى لو كان لها تعامل مع “بشار”، طالما لن يعتدي علي السيادة السورية، وما من شأنه أن يخدم كلا الطرفين.

 

ومؤخرًا، أبدت القيادة الروسية استعدادها للتفاوض مع الجانب الأمريكي حول مصير سوريا مستقبلًا، دون اشتراط ضرورة وجود بشار الأسد في السلطة، بحسب ما أعرب عنه وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، خلال لقائه مع نظيره الأردني أيمن الصفدي في موسكو.

 

ويومًا بعد يوم، تزداد الأزمة السورية تعقيدًا، الأمر الذي أدى إلى سأم العالم من النظام الذي لم يقدم أي بادرة حقيقية نحو الحل السلمي، وإفساح المجال إلي المسار السياسي لإنهاء الأزمة المخيفة التي ازدادت تداعياتها عقب الهجوم الكيماوي علي بلدة خان شيخون، ما دفع الولايات المتحدة إلي توجيه ضربة عسكرية لمطار الشعيرات الجوي في مدينة حمص، بهدف إحداث تغييرات طفيفة لإرضاء المجتمع الدولي الذي أبدى تأييده لتلك الضربات كرهًا في النظام.

 

ويبدو أن الضغوطات الدولية والدعوات لإسقاط النظام وإنهاء حكم عائلة الأسد، صارت مطلبًا عالميًا، حتى لو من باب ذر الرماد في العيون، وحفظًا لماء الوجه، بعد أن شعر السوريون بالتخاذل العلني من منظمات حقوق الإنسان العالمية، ووصفهم لها بـ”المنظمات القاتلة” لصمتها على جرائم النظام.

 

وبعد أن دخلت سوريا في نفق مظلم لا يعلم أحد متى سينتهي، تساءل الكثير من المراقبين للأوضاع السورية عن المصير الذي يواجهه بشار الأسد، فهل سيواجه مصير سابقيه من الرؤساء الذين أطاحت بهم الثورات والاحتجاجات الشعبية؟ أم أن قتله قد يكون على يد الروس الذين أثبتوا عبر تاريخهم نجاحهم في اغتيال ما قد يعرقل السياسة الروسية أيًا كان وأيًا كان مدى ولاؤه لهم.

 

القتل.. مصير القذافي
آثر الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي البقاء على حل الأزمة في بلاده بطرق أقل حدة، وفضّل مواجهة أطراف المعارضة الليبية، حتى سئم الجميع من حل الأزمة الليبية التي ظلت لسنوات، إلا أن المقاومة لم تجعله يحافظ على منصبه الذي تشبث به طوال 40 عامًا، فحين أصيب بالرصاص في مدينة سرت الليبية أمسك به الثوار وعذبوه وسحلوه على الأراضي الليبية حتى قُتل، لذا فإن الكثير يتوقع أن يواجه الأسد المصير ذاته.

 

وفي هذا الصدد، دعا زعيم التيار الصدري في العراق، الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، بشار الأسد إلى التنحي عن السلطة، وحذّره من مصير مشابه للقذافي.

 

وقال “الصدر” إن مطالبته للأسد بالتنحي جاءت حفاظًا على سمعة الممانعة لكي لا يكون مصيره كالقذافي وغيره.

 

واستدرك الصدر بالإشارة إلى أن تنحي الأسد أمر راجع للشعب السوري، وقال: “تنحي بشار من عدمه أمر راجع للشعب السوري المحب للسلام، إلا أنني أجد ذلك حلًا مناسبًا لإنهاء معاناة الشعب الذي لا يزال يعاني الاحتلال والإرهاب”، بحسب قوله.

 

وأضاف زعيم التيار الصدري الذي يعرف عنه دعمه النظام في سوريا: “السوريون شعب لا يستحق إلا الأمان والرفاهية”.

 

وكان هذا في بيان هو الثاني من نوعه لـ”الصدر” يدعو فيه الأسد إلى التنحي عن منصبه، عقب “مجزرة خان شيخون” التي راح ضحيتها مئات الضحايا من المدنيين.

 

حيث أصدر الصدر في الـ8 من أبريل الماضي بيانًا خاصًا على خلفية الضربات الأمريكية لمطار الشعيرات الجوي في سوريا، وجّه من خلاله دعوته الأسد للتنحي عن السلطة، ومنح الشعب السوري حق تقرير المصير.

 

وقال “الصدر” آنذاك: “إنه من الإنصاف أن يقدم بشار الأسد استقالته، وأن يتنحى عن الحكم حبًا في سوريا وليجنبها ويلات الحروب، ويسلم زمام الأمور لجهات شعبية نافذة تستطيع الوقوف ضد الإرهاب وإنقاذ الأراضي السورية بأسرع وقت، فيكون صاحب موقف تاريخي بطولي قبل أن يفوت الأوان”.

 

نهاية بشعة
كما تنبأ الرئيس السوداني عمر البشير بأن تكون نهاية الرئيس السوري بشار الأسد هي القتل، وليست الرحيل، مؤكدًا أن الحل في سوريا لن يكون إلا سلميًا.

 

وقال البشير: “الأسد لن يرحل؛ لأنه يقاتل بكل طائفته، وهذه الطائفة مترابطة وتقاتل مع بعضها سواءً في سوريا أو لبنان والعراق، وأقول بشار لن يرحل، سيقاتل إلى أن يُقتل”، بحسب صحيفة عكاظ السعودية.

 

الرئيس السوداني أكد أيضًا أن الحل العسكري نتيجته “قاتل أو مقتول”، لافتًا إلى أن الوضع في سوريا مختلف عن أي وضع لأي دولة أخرى؛ لأن مَنْ يحكم سوريا هم طائفة أقلية، والأقلية تدافع عن نفسها وحكمها لآخر قطرة دم.

 

وروى الرئيس السوداني أنه كان قد أجرى اتصالًا مع بشار الأسد وطرح عليه التوصل إلى حل سلمي، فقبل بذلك، ولكن الدم تواصل وتزايد المهاجرون والمشردون، ما جعله يعتقد أن “الأسد لن يرحل الآن إلا بالقوة، فمن نفسه لن يرحل، والأمر صعب جدًا في هذا البلد العربي. بشار رئيس طائفة أقلية، وحينما تكلمنا آنذاك عن الحل لم يكن ظاهرًا لنا تدخل حزب الله وإيران، وروسيا لم تتدخل آنذاك، لكن بعد ذلك دخل حزب الله وغيره، وأصبح الصراع مفتوحًا”.

الهروب..على غرار “زين العابدين بن علي”

يعتبر الهروب هو حل أيضًا ضمن الحلول المطروحة كي ينجو بشار الأسد من القتل، مثلما حدث مع القذافي، لكن الرئيس السوري إذ يفضل الفرار من سوريا فإنه لن يتشابه مع زين العابدين بن علي، فالرئيس التونسي السابق هرب من بلاده بعد اندلاع الثورة، ولم يتنظر ما تنتهي إليه الأوضاع مستقبلًا.

 

مبارك..الخيار الأكثر صعوبة
يعتبر خيار الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك، هو الخيار الأكثر صعوبة، حيث فضل البقاء على الأراضي المصرية دون الهرب، لما رآه أنه سيكون نقطة سوداء تلوث تاريخه العسكري والسياسي، فالرجل يعتقد أنه حافظ على تراب مصر وسيادتها واستقلالها، ما أدى إلى أن يتم سجنه ويقضي فترة عقوبة كاملة داخل أروقة السجون المصرية، لكنه في النهاية استطاع الحصول على البراءة، والعودة إلى منزله، لكن هذا السيناريو يعد مستبعدًا لـ”بشار”، نظرًا لإراقة دماء كثيرة في سوريا على أيدي قوات النظام.

 

المحاسبة الدولية
أما “الكفة الغالبة” لمصير الأسد، فهي المحاسبة الدولية على جرائمه بحق السوريين، خصوصًا بعد دخول أمريكا ودول أخرى طرفًا في المعركة، لذا فإن العقاب الدولي قد يكون المصير الأكثر تنفيذًا بحق رئيس النظام السوري.
cairoportal/ أحمد عبدالناصر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى