الأسد يتخلص من “الرؤوس الكبيرة” فيها.. المخابرات تواصل ملاحقة المتنفذين الموالين له باللاذقية
تتواصل العملية الأمنية في محافظة اللاذقية مسقط رأس رئيس النظام بشار الأسد، للقبض على شخصيات متنفذة بعضها على قرابة مع الأسد نفسه، فيما تشهد المحافظة تدابير أمنية غير مسبوقة.
ويعيش سكان المحافظة الواقعة غرب سوريا على وقع حملات تفتيش وتدقيق كبيرين على مداخلها، وفي المناطق والأحياء الحيوية فيها، في محاولة لوضع حد للميليشيات المحلية وقادتها المتنفذين الذين حكموا اللاذقية طوال السنوات الماضية، وفرضوا بقوة السلاح والتخويف سطوتهم، حتى لم تستطع أجهزة النظام وضع حد لتجاوزاتهم.
وقال موقع “صاحبة الجلالة (link is external)” المؤيد لنظام الأسد، أمس الأحد، إنه هذه الحملة تأتي بالتزامن مع حل عدد من الميليشيات لأنفسها. ونقل الموقع عما قال إنها “مصادر مطلعة” – لم يكشف عن هويتها – أن ما يجري في المحافظة حدثاً طارئاً أو مجرد حملة عابرة ضد بعض المتنفذين فقط، وإنما هي عملية يجري فيها تنسيق “على أعلى الدرجات” بين الأفرع الأمنية والشرطة.
وتوجد لدى الأفرع الأمنية في اللاذقية قائمة تضم اسم 30 شخصاً من المتنفذين الذين يُعرفون بأصحاب “الرؤوس الكبيرة” في اللاذقية، وفقاً للموقع ذاته، مضيفاً أنه تم إلقاء القبض على بعضهم في حين أن البحث لا يزال جارياً عن آخرين.
وأسفرت الحملة الأمنية حتى الآن عن إلقاء القبض على عصابات لسرقة السيارات، وأخرى كانت تخطف المواطنين وتطلب فدية.
وبحسب المصدر ذاته، فإن الحملات الأمنية لم تتوقف عند حدود مدينة اللاذقية، “بل طالت مناطق ريفية بعيدة عن مركز المدينة، وقرى اشتهرت خلال الفترة الماضية بعمليات سرقة السيارات، وخطف مواطنين وطلب فدية”، وفق قوله.
وتتحدث مواقع موالية للنظام عن جانب من التغيير الذي تشهده المحافظة خلال الحملة الأمنية، ومن بينها تناقص عدد السيارات التي كانت تسير دون لوحة رقمية في شوارع المدينة، إضافة لتناقص أعداد مواكب السيارات “المفيمة” التي تسير دون لوحات ولا أحد يعلم من فيها أو لمن تتبع.
وكانت هذه السيارات تمثل كابوساً لسكان اللاذقية خلال السنوات الماضية، بسبب عمليات “التشبيح” كما يصفها السكان، والتي تتضمن الاعتداء على مواطنين، أو أخذ الإتاوات من بعض التجار وأصحاب المال، فضلاً عن عمليات خطف واسعة كانت تطال حتى الموالين للأسد.
وتفرض وسائل إعلام النظام الرسمية تكتماً كبيراً على العملية الأمنية في اللاذقية، وأرجع موقع “صاحبة الجلالة” ذلك إلى “حساسية الملف”، والإشراف المباشر على الحملة من قبل “القيادة في دمشق”، حسب تعبيره.
مخاوف وآمال ضئيلة
وعلى الرغم من هذه الحملة، تبقى المخاوف سائدة بين سكان المحافظة المليئة بالميليشيات المحلية.
وذكر الموقع الموالي للنظام، أن هنالك حالة شكّ بين السكان من أن تعود الأمور إلى أسوأ مما هي عليه الآن، كما حدث في حالات سابقة مشابهة.
وقال العضو في “مجلس الشعب” التابع للنظام، نبيل صالح، إن ما يجري في المحافظة “استهلاك إعلامي ليس أكثر”، موضحاً أن جميع الحملات المماثلة السابقة انتهت إلى لا شيء، وقال أيضاً: “المواطن ما بقا ينضحك عليه، المطلوب فعلياً هو تحجيم نفوذ أمراء الحرب والأثرياء الجدد”.
صهر عائلة الأسد مُلاحق
وكانت وسائل إعلام تابعة للنظام وصفحات موالية على مواقع التواصل الاجتماعي، تحدثت عن تعرض كل من رجل الأعمال أيمن جابر وهو صهر عائلة الأسد، وجعفر شاليش وهو من عائلة واسعة النفوذ، ومهند حاتم، إلى الملاحقة.
ووفقاً للمعلومات فإن الملاحقة الأمنية أفضت إلى اعتقال شاليش، ومقتل حاتم، في حين ما يزال مصير جابر مجهولاً.
وجابر هو قائد ميليشيا “مغاوير الصحراء”، التي تحول اسمها إلى “مغاوير البحر” وانضمت إلى الفيلق الخامس، كما أنه أحد أقوى الرجال نفوذاً في اللاذقية، واعتمد عليه نظام الأسد بشكل كبير خلال سنوات الثورة، لمواجهة الاحتجاجات واعتقال المتظاهرين وتعذيبهم.
وليست واضحة بعد أسباب الحملة الأمنية التي بدأها النظام بشكل مفاجئ في اللاذقية، إلا أن مصادر محلية تحدثت عن أن السبب الرئيسي في ترك النظام لميليشياته تتصرف كما يحلوا لها، عائد إلى أنه كان منشغلاً في المعارك التي خاضها ضد قوات المعارضة من جهة، ومن جهة أخرى خشية إثارة المشكلات مع عائلات كبيرة في اللاذقية، تلعب دوراً في مساندة النظام بالقتال وحماية الطرق وأغلبهم منتسبون إلى ميليشيات “الدفاع الوطني” و”اللجان الشعبية”.
في حين انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي أنباء عن وقوف روسيا وراء العملية، سعياً منها لضبط السلاح والأوضاع الأمنية في اللاذقية، إلا أنه لم يتسن التأكد من صحة ذلك.
السورية نت