الأسد يترك الأحياء الموالية في حمص عرضة للمفخخات ومؤشرات توضح ضلوع قواته بالتفجيرات
يكيتي ميديا – Yekiti media
تهز الانفجارات بين الحين والآخر الأحياء الموالية للنظام في مدينة حمص وسط سورية، ما سبب عبئاً ثقيلاً على السكان هناك وولد حالة سخط من النظام جراء عجزه عن وضع حد للمفخخات التي تقتل وتجرح الموالين له.
وكان آخر التفجيرات قد ضرب أمس حي الزهراء حيث انفجرت سيارة مفخخة ما تسبب بسقوط عدد من الجرحى، وعلى الرغم من أن تنظيم “الدولة الإسلامية” تبنى هذا التفجير إلا أن المؤيدين للنظام ألقوا باللائمة على نظام الأسد والأجهزة التابعة له المتواجدة في المحافظة، ووجهوا عبر وسائل التواصل الاجتماعي أصابع الاتهام بالتقصير بشكل خاص إلى محافظ حمص طلال برازي.
وبحسب مصادر تابعة لنظام الأسد فإنه خلال تولي برازي إدارة المحافظة قبل عامين، وصل عدد التفجيرات التي ضربت الأحياء الموالية في حمص إلى 35، وذكرت صفحة “نادي شباب حمص” الموالية على صفحة “فيسبوك” والمهتمة في رصد أخبار الأحياء الموالية أن التفجيرات تعددت أسبابها بين السيارات والدراجات النارية المفخخة والعبوات الناسفة.
وفيما يحاول نظام الأسد لفت الأنظار عن التفجيرات الحاصلة من خلال إرهاب المؤيدين له في حمص بخطر “تنظيم الدولة” من جهة، وفصائل المعارضة من جهة أخرى، إلا أن مؤشرات يعكسها الواقع تدل على أن نظام الأسد عبر أجهزته وقواته متورط في التفجيرات.
القبضة الأمنية
يعرف عن الأحياء الموالية للنظام في حمص أنها تشهد تشديداً أمنيا كبيراً وتواجداً كثيفاً لقوات النظام والميليشيات المحلية المساندة لها، وهو ما يجعل من اختراق الحواجز العسكرية أمراً صعباً للغاية، خصوصاً إذا ما تم النظر إلى أن التفجيرات تحصل داخل هذا الأحياء وفي مناطق مكتظة بالسكان.
ويشير محمد السباعي عضو مركز حمص الإعلامي في تصريح لـ”السورية نت” أن قوات الأمن وعناصر “الشبيحة” كما يسميهم الأهالي يهيمنون بشكل واسع على أحياء حمص، ويضيف أن بعض الشوارع التي لا يبلغ طولها عشرات الأمتار يتواجد فيها 3 حواجز عسكرية، ويتساءل كيف للسيارات المفخخة أن تعبر هذه الحواجز دون تفتيش أو إلقاء القبض على أصحابها.
ويجيب السباعي أن النفوذ الكبير لقوات النظام والميليشيات المحلية التابعة لها سمح للكثيرين منهم المرور بالسيارات دون الخضوع للتفتيش على الحواجز العسكرية، ويضيف أن “هؤلاء من أصحاب الزمم الرخيصة التي يسهل شرائها بالمال، وعبر التنسيق مع هؤلاء فبالإمكان تنفيذ التفجيرات ولو على حساب أبناء المدينة”.
ويؤكد وجهة النظر هذه الناشط الميداني في حمص يعرب الدالي، إذ قال لـ”السورية نت” إن “بعض الحواجز العسكرية يشرف عليها أناس تطوعوا في قوات النظام من أجل الحصول على المال، فلا عقيدة لهم يعملون من أجلها، ولذلك فمن الممكن أن يحصل هؤلاء على المال لقاء تسهيل تنفيذ التفجيرات شريطة ألا تحدث في الأحياء التي تتواجد فيها عائلاتهم”.
وينقل الدالي عن روايات الموالين للنظام في حمص قولهم إن “السيارات المفخخة التي تدخل الأحياء المؤيدة يجري تجهيزها في منطقة الكراجات القديمة التي تضم مخازن تتبع للميليشيات الشيعية”، ويضيف أن منطقة الكراجات معروفة لدى الجميع في حمص أنها أصبحت شبه مهجورة ويسهل العمل فيها بسرية بعيداً عن الأنظار، ناهيك عن أنها منطقة مفتوحة على جميع مناطق حمص عبر طرق فرعية وبالتالي يسهل نقل المفخخات منها إلى بقية الأحياء بسهولة.
ويرى مؤيدون للنظام ومعارضون له في حمص أن فرع الأمن السياسي أحد الجهات المتورطة في توريد السيارات المفخخة وتفجيرها، خصوصاً وأنه يحكم السيطرة بشكل كبير على المدينة، بالإضافة إلى توجيه الاتهامات إلى صقر رستم الذي يتردد ذكره كقائد لأكبر ميليشيات “الشبيحة” في حمص. وفي هذا السياق يؤكد الدالي لـ”السورية نت” أن رستم كثيراً ما تمرد على أوامر النظام وخرج عن سيطرته، خصوصاً في موضوع سحب المتخلفين عن خدمة العلم من المواليين لا سيما أبناء الطائفة العلوية، ناهيك عن كونه مسؤول عن أهم الحواجز في حمص.
استغلال الخلافات
تشير المصادر التي تحدثت إلى “السورية نت” أن الخلافات التي تتعاظم بين ميليشيات النظام وقواته وبعض المتنفذين والمستغلين في حمص تنعكس سلباً على الأحياء الموالية، وغالباً ما يكون الانتقام في تفجير العبوات الناسفة والسيارات المفخخة ضمن الأحياء التابعة للجهة المختلف معها.
ويقول الدالي إن “التفجير الآخير الذي استهدف الكازية في حي الانشاءات ناجم عن خلافات بين تجاز المازوت الذين يتلقون الدعم من ميليشيات الشبيحة”.
ومن ناحية ثانية، يشير الناشط السباعي إلى أن العديد من التفجيرات يقف وراءها فروع الأمن في الأحياء الموالية، وذلك لتأجيج الصراع والخلافات الطائفية مع بقية الأحياء الأخرى، ولفت أن اللجوء إلى مثل هذه التفجيرات يأتي في وقت تتعالى فيه صيحات الموالين للنظام بسياسة الفروع الأمنية وفشل جيش النظام في إعادة السيطرة على مناطق في حمص وسورية بشكل عام.
وينوه السباعي إلى أن الفروع الأمنية تستغل حالة التوتر بين الأحياء الموالية وحي الوعر المحاصر عبر اتهام قاطنيه بالضلوع وراء تفجير المفخخات، ويوضح أن “طالب الجامعة يعبر من حي الوعر إلى جامعته 13 حاجزاً ويتعرض لجميع أنواع الشتائم من قبل الحواجز العسكرية، وأحياناً يتم منعه من المرور، فكيف يستطيع المسلحون في الوعر إخراج المفخخات وإيصالها إلى عقر دار الموالين في حمص”.
ومن جانبه يرى الدالي أن المؤيدين باتوا على قناعة بأن نظام الأسد فشل في حمايتهم وأن خطر التنظيمات المتطرفة بدأ يصل إلى منازلهم فيما يبدو أن النظام غير قادر على ضبط الأمور في حمص وذلك لوجود قوات تتبع في مرجعيتها إلى ضباط إيرانيين لا يقوى النظام على مزاحمتهم.
سوريا نت