آراء

الألفية الثالثة وأشكال الحروب

خورشيد ملا احمد
بعد الحرب العالمية الأولى والثانية استنزفت كل الدول طاقتها الاقتصادية والبشرية في سبيل مصالحهم .ومما نتج من تلك الحروب القضاء على بعض القوى وظهور قوى جديدة لبسط سيطرتها من جديد على السياسة العالمية وتطوير اقتصادها . وخاصة بعد الحرب الثانية ظهور الأمريكان و السوفيت على الساحة كقوتين أساسيتين متناقضين سياسيا وفكريا هذا ما ادى بنشوء جبتهين ضمن تحالف دولي وترأسا كل منهما من ( ناتو و وارسو ) و خلال مابعد الحرب دخلا هاتان الجبهتان ضمن صراع بارد في تسابق لكل مهما على الإنتاج العسكري وأصبح هذا الإنتاج هو المصدر الرئيسي لاقتصادهما ضمن اسواقهما الدولية . هذا من جهة . ومن جهة أخرى الدول التي تضررت كثيرة من نتيجة خسارتها في تلك الحروب و استنزفت طاقتها العسكرية والاقتصادية تقريبا بشكل كامل وفي مقدمتهم اليابان والالمان.
هاتان الدولتان ومعهما الصين لم ينضموا فيما بعد إلى الحلفين . وعلى صراع الحلفين فيما بين بعضهما تلك الدول استطاعت أن تبدأ من جديد بإنشاء بنيتها التحتية حتى وصلت مع نهاية الألفية الثالثة أصبحوا من أقوى الدول اقتصاديا وصناعيا”وهذا التطور الهائل عند هذه الدول مما أدى فيما بعد بظهور الثغرات الجدية بين الحلفين . الصراع الذي كان دائرا” بين الحلفين عسكريا وسياسيا أدى بالاخير بأن توازن القوى لا تأتي فقط من خلال التوازن العسكري كان لا بد إلى جانب هذا التوازن ان يكون هناك توازن إقتصادي تعتمد على إنشاء الصناعات وفي مقدمتها العسكرية. ولاجل الدعم التطور الاقتصادي لا بد من نظام سياسي يساعد على هذا التطور الاقتصادي.
الغباء السياسي عند الحلف السوفيتي وخاصة ما يتعلق بهيكلية نظامها السياسي الديكتاتوري مما أدى بالسوفييت الى فشل ذريع لسيادتها وايضا لعدم اعتمادهم على التطور الاقتصادي الغير العسكري وبالنهاية مما ادى بهم أمام الحلف الآخر الاستسلام السوفيتي وتفكك حلفهم مع تفكك الأنظمة الشيوعية وفي مقدمتهم السوفيت بعد الحرب الباردة دامت حوالي 40 عاما”. ومع انتهاء ذلك الحلف الوارسوفي ظهر على الجانب الآخر من الحلف الناتوي ثغراتها الجدية الاقتصادية فيما يتعلق بسوقها الاقتصادي والصناعي مع التطور السريع التي لاحظته يابان وألمانيا و الصين باقتصادهم وافتتاح اسواقهم في كل دول العالم وأصبحوا ينافسوا السوق الأمريكي بشكل كبير هذا من جهة .ومن جهة اخرى ازمة وثغرات الحلف الناتو دخول البلدان المريضة اقتصاديا من حلف واسو سابقا الى حلف ناتو.
وهذه الثغرات مما أدى إلى تراكمات في منتوجاتها الصناعية .وفي مقدمة هذه الدول أتت أمريكا . الإنكليز والفرنسيين لم بستطعا ان يساعدا الأمريكان ضمن حلفيهما على استمرارية توازنهم الاقتصادي والصناعي .فقط اعتمد الانكليز ضمن الحلف على مراوغة السياسة والمؤإمرة السياسية أما الفرنسيين اعتمدوا على دبلوماسيتهم السياسية . ولهذا السبب مع الصراع الاقتصادي والصناعي وانهيار الحلف الوارسوفي بعد الحرب الباردة دخلت الدول الصناعية ضمن صراع حاد وهذا الصراع مع ظهور الألفية الثالثة أنتجت أزمة إقتصادية عالمية بسبب التراكمات الإنتاجية الصناعية . وهذا مالاحظته الامريكان من تنافس الدول مثل يابان والمانيا والصين لها وحتى احيانا تجاوزا اقتصادهم المادي والصناعي للأمريكان . ومع منتصف العقد الأول من الألفية الثالثة بدأت ظهور الأزمة العالمية تتراكم بقيادة أميريكا و أصبح نظام أسواقها القديمة في الشرق لا تناسب نظامهم السياسي الاقتصادي .و لهذا من أجل التخلص من ازمتهم لا بد إلى شكل من الاشكال إلى حرب جديدة يتشارك الكل فيه.
 
وهذا الحرب يختلف عن الحروب السابقات الأولى والثانية والباردة. بدون ان تستنزف قواها البشرية والاقتصادي .بتغيير بعض أنظمة الشرق وتهديد أنظمة أخرى من خلال تغييرهم لتلك الأنظمة واستنزاف الطاقة البشرية والتحتية لتصل مرحلة الانهيار لتلك الدول تحت اسم ( الربيع العربي ).وتستمر هذه الصراعات بشكل طويل لأجل ايجاد حلول لازمتها وأن تبقى هذه الأسواق مرتبطة بشكل مباشر بهم . ولأجل هذا ان مئة عام قد مضت نهايتها بخلق هذه الأزمة لا بد من خريطة جديدة ومخطط جديد طالما أنظمة الشرق اصبحت عائقة أمام مصالحهم . وايجاد انظمة جديدة لتكون تابعة ومطيعة لهم . ماتسمى بالثورات اليوم أصبحت شكل من أشكال مخططات هذه الدول . لكي لا تهدر طاقتها البشرية ضمن حروب اليوم وتعتمد على بعض الحركات والمجموعات العسكرية القومية والطائفية وارهابية لتشمل كافة القاعدة الجماهيرية وفي النهاية تطالب تلك الشعوب هذه القوى حل مشاكلهم مع انظمتهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى