الألوان الزاهية تمثلني
محمـــد رمضـــان
دفعني الشعور المتراكم في أعماقي أن أكتب هذا المقال عن أحدى المقدسات التي تمثل الأمة بأثرها لا جماعة أو حزبا بعينها كما يروج البعض ويضعها في خانة كما يحلو له بحسب متطلبات المرحلة، ألا وهي العلم الكردي المطرز بذات ثلاثة أشرطة أفقية متوازية ملونة من الأعلى للأسفل بالأحمر والأبيض والأخضر، ويتوسطهما الشمس وشمس الكردي ذات أحدى وعشرون شعاعا يرمز إلى يوما جديد كبداية للتاريخ الكردي وتحريره من الظلم والطغيان، ضمن المستطيل الأبيض.
وباعتبار أن الرايات والأعلام تمثل رمزاً وطنياً لكل الدول والأمم ولها دلالات عدة تتعلق بالون والتصميم العلم وقصص وروايات تتعلق بالتاريخ والجغرافية ونمط الحياة للشعوب وأن الشعوب عندما وضعت أعلامها ورايتها لتكون من المقدسات لتصون كرامتها وعزتها بعدما ضحت بأبنائها وفلذات أكبادها لتكون شامخة وتعلو القمم الجبال الراسية وتنعم الأجيال في وئام وتنير درب الأمة نحو العلا.
وبالتالي عندما ترى علم بلدك بين أعلام الأمم خفاقة وتعانق قبة السماء يدفعك أللاشعور نحو تاريخ الثورات التي خضها الأجداد ضد المحلتين والغزاة، وقدموا كل الغالي والنفيس من أجل أن يرفع على قمم الجبال على امتداد جغرافيا الوطن.
وعلى مر التاريخ قدم الكرد الكثير من التضحيات الجسيمة، وقامت على أنقاضها دويلات وأمارات عدة بعضها كانت اعتمدت على رايات مختلفة وطفا عليها لون أصفر واللون الأصفر يرمز إلى الكرامة الإلهية في معتقدات الكردية القديمة.
وقد تم اعتماد على العلم الكردي بألوانه أنفة الذكر للمرة الأولى في بدايات العشرينات من القرن الماضي من قبل تنظيم كردي عرف باسم التنظيم الاجتماعي نظمه مجموعة من المثقفين والطلبة الكرد في مدنية أسطنبول التركية، وفي 1922تبناها مملكة كردستان في سليمانية على يد الملك الشيخ محمود حفيد البرزنجي وفي 1923رفعت بالثورة شيخ سعيد البيراني، وفي صيف 1927 من قبل جمعية ’’ خويابون أي الاستقلال ’’، وكذلك أبان ثورة آرارات بقيادة الجنرال ’’ إحسان نوري الباشا، وفي عام 1932تم وضعها على غلاف عدة أعداد من مجلة ’’ هاوار’’ الناطقة باللغة الكردية، ورئيس تحريرها اللغوي ’’مير جلادت بدرخان ’’، وكذلك في معظم الثورات التي قامت في إقليم كردستان العراق تم اعتماد عليه حتى يومنا هذا، وفي سوريا أيضا أغلب الأحزاب الكردية يأخذ منها شعاراً لها من ألوان العلم.
كل ما سبق في أعلاه تأكد لنا التاريخ بأن العلم الكردي بألوانه الزاهية رافقت الحالة الكردية في الثورات والانتصارات التي حققها ثوار الكرد ’’ بيشمركة ’’ في الأزمنة الغابرة من التاريخ الكردي، وكذلك رافقته في المآسي والانتكاسات و الويلات التي حلت بالكرد على يد الغزاة، وخلاصة القول أن العلم الكردي المعروف مقدس لدى الكرد الأحرار في الأجزاء كردستان الأربعة بعكس كما يروجه البعض بأنه خاص بإقليم ’’ كردستان العراق ’’، وهكذا قال الزعيم الكردي الخالد ملا مصطفى البرزاني ﻟﺴﺖ شيوعياً ﻭﻻ ﺩﻳﻜﺘﺎﺗﻮﺭﻳﺎ، أﻧﻨﻲ أﺅﻣﻦ ﺑﺎﻟﺪﻳمقرﺍﻃﻴﺔ ﻭأﺭﺩﺕ أﻥ ﺗﺘﻤﺘﻊ أﻣﺘﻲ ﺑﺎﻟﺴﻼﻡ ﻭﺍﻟﺤﺮﻳﺔ، ﻭﺍﻧﺘﻈﺮ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺳﺘﻄﻊ أﻥ أﺷﺎﻫﺪ ﻓﻴﻪ ﻋﻠﻢ ﻛﺭﺩﺳﺘﺎﻥ ﻳﺮﻓﺮﻑ ﻓﻮﻕ ﺃﻳﺔ ﻗﻤﺔ ﻣﻦ ﻗﻤﻢ ﺍﻟﺠﺒﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻭإﻳﺮﺍﻥ ﻭﺳﻮﺭﻳﺎ ﻭﺗﺮﻛﻴﺎ.