الأمم المتحدة.. آن الأوان لتنفيذ اتفاق شنكال
قالت مبعوثة الأمين العام للأمم المتحدة إلى العراق جينين هينيس بلاسخارت، أنّه آن الأوان لتنفيذ اتفاق شنكال المبرم بين أربيل وبغداد.
جاء ذلك، في إحاطة قدمتها بلاسخارت، مساء أمس الخميس أمام مجلس الأمن الدولي في جلسته المخصصة لمناقشة الأوضاع في العراق.
وأعربت بلاسخارت عن إحباطها إزاء عدم تسجيل أي تقدم يذكر في تنفيذ اتفاق شنكال المبرم عام 2020، على الرغم من تكرار إعلانات الالتزام، لافتةً إلى أنّ “مثل هذا الركود يفسح المجال للمخربين لاستغلال الوضع، ما يعيق عودة أهالي القضاء الذين شُرّدوا إلى مناطقهم”.
كما أضافت “إذا نظرنا إلى شنكال عن قرب، لا نملك سوى الإعراب عن خيبة أملنا لأنّه لم يتحقق سوى نزر يسير من التقدم، ولم يحدث أي تقدم على الإطلاق نحو تنفيذ اتفاق شنكال لعام 2020، على الرغم من إعلانات الالتزام المتكررة. وحتى نكون على بيّنة: إنّ مثل هذا الركود يفسح مجالاً واسعاً للمفسدين (من مختلف التوجهات والانتماءات) لاستغلال الوضع لمآربهم الخاصة. كما يمنع آلاف النازحين من أهالي شنكال من العودة إلى مناطقهم الأصليّة”.
وتابعت بلاسخارت بالقول: إنّ “التزايد الأخير في التوترات بين المجتمعات المحليّة في شنكال قد أججته إلى حد كبير المعلومات المضللة عبر الانترنت التي استهدفت الإيزيديين. وعمل القادة المحليون من جميع الأطراف بشكل جماعي للحد من تزايد التوترات”، مستدركة بأنّ “التحديات التي تواجه المصالحة ستستمر إلى أن يتم اتخاذ خطوات مجدية، بما في ذلك تلك التي تتعلق بالإدارة الموحدة والهيكليات الأمنيّة المستقرة وإعادة الإعمار”.
وزادت “الآن، ومع إدراج اتفاق شنكال لعام 2020 كإحدى أولويات البرنامج الحكومي الواضحة، فلقد حان الوقت لتنفيذه”.
وأثنت المبعوثة الأمميّة على “الالتزام الذي أظهره العراق بإعادة رعاياه من شمال شرق سوريا”، موضحة أنّه “لا يزال مثالاً يحتذى به”، مشيرة إلى أنّه “في حين أنّه من المتوقع أن تكون هناك جولات جديدة من العودة، فإنّ العمل مستمر لإعادة إدماج أولئك الذين عادوا سابقاً في مناطقهم الأصليّة أو، عند الاقتضاء، السعي إلى تحقيق المساءلة وفقاً للقوانين السارية”.
وأكّدت بلاسخارت على “أهميّة استمرار الدعم للعراق وحاجة أي بلد له رعايا في شمال شرق سوريا أن يفعل نفس الشيء من خلال إعادة رعاياه إلى وطنهم»، مبينة “ستظل الحلول الدائمة للعائدين من شمال شرق سوريا وجميع النازحين الآخرين ضروريّة. ويتسم هذا الأمر بأهميّة خاصة بعد الإغلاق المفاجئ لمخيم في محافظة نينوى في شهر نيسان الماضي. إذ تصعب السيطرة على النزوح الثانوي ويتسبب بخلق مخاطر جديدة”
بلاسخارت لفتت في إحاطتها إلى أنّ “الخلافات بين الأحزاب السياسيّة الكُرديّة في إقليم كُردستان أثّرت على العلاقات بين أربيل وبغداد، وأن التفاعلات لا تزال توصف بأنّها جيدة لكنها معقّدة. ومن الواضح أنّ الصراعات السياسيّة الداخليّة في إقليم كُردستان لا تساعد، بل تؤثر على العلاقة مع الشركاء في بغداد”.
وركّزت مبعوثة الأمين العام للأمم المتحدة إلى العراق على أهميّة “الحوكمة الاستباقيّة وبالتالي إضفاء الطابع المؤسسي لبنية العلاقات بين بغداد وأربيل. وسواء كان الأمر يتعلق بالميزانيّة أو التساؤلات حول موارد النفط والغاز أو المناطق المتنازع عليها أو تنفيذ اتفاق شنكال أو أي مسألة معلقة أخرى، فإنّه لا يزال من الضروري أن نتجاوز حدود التعاملات الظرفيّة”.
وكان مجلس الأمن الدولي قد عقد أمس الخميس جلسته لمناقشة الأوضاع في العراق وأوكرانيا، إلى جانب جملة ملفات أخرى محل اهتمام المنظمة الدوليّة.