الأمم المتحدة.. على إيران وقف العنف ضد المحتجين
أعربت الأمم المتحدة عن قلقها من الانتهاكات الحاصلة بحق المتظاهرين في إيران من قبل السلطات الإيرانيّة.
وقال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، اليوم الخميس، في مستهل اجتماع لمجلس حقوق الإنسان في جنيف: “إنّ 14 ألف شخص اعتقلوا، منذ بدء الاحتجاجات، بينهم أطفال، فيما قتل أكثر من 300، بينهم 40 طفلاً و20 امرأة”.
كما أكّد أنّه يشعر “بقلق عميق إزاء الزيادة الكبيرة في عمليات الإعدام”، في إشارة إلى إصدار السلطات القضائيّة الإيرانيّة أكثر من 7 أحكام بالإعدام حتى الآن، بحق مشاركين في التظاهرات.
وشدّد على “أنّ هناك أزمة شاملة لحقوق الإنسان في إيران، بشكل عام”، داعياً السلطات إلى “وقف الاستخدام غير الضروري وغير المتناسب للقوة”.
وعبر تورك عن مخاوفه من أن “التحقيقات في وفاة مهسا أميني، البالغة من العمر 22 عاماً قبل شهرين، لم تف بالمعايير الدوليّة”.
من جهته، رأى المحقق الأممي الخاص بإيران، أنّ الوضع في المناطق الكُرديّة ينذر بالخطر”، معتبراً “أنّ السلطات قدمت تقارير لا أساس لها من الصحة حول الاحتجاجات”.
وكانت أنالينا بيربوك، وزيرة الخارجيّة الألمانيّة، أعلنت في وقت سابق “أنّ أعضاء مجلس حقوق الإنسان يسعون إلى تشكيل لجنة توثق الانتهاكات الحاصلة بحق المتظاهرين”.
وقالت قبيل التحاقها بالاجتماع في جنيف: “اليوم يمكن لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أن ينادي بالحقوق غير القابلة للتجزئة لشعب إيران”.
كما اعتبرت أنّه “أمام المجلس المؤلف من 47 دولة، رفع الراية ضد الظلم والضرب وإطلاق النار الذي يسعى النظام الإيراني عبرها إلى تدمير الاحتجاج السلمي”.
وأكّدت “أنّ طهران رفضت مراراً دخول المقرر الخاص للأمم المتحدة، لكن دول مجلس حقوق الإنسان، ستقرر اليوم آليّة مستقلة للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان والتعامل معها حتى يمكن محاسبة المسؤولين عنها”, وختمت مشدّدة على “أنّ المجتمع الدولي مدين بذلك للضحايا”.
كُردستان إيران تغلي
يذكر أنّه منذ وفاة أميني في 16 سبتمبر الماضي، لم تهدأ التظاهرات في البلاد، فقد تحول الغضب إلى ما يشبه الانتفاضة من قبل الإيرانيين الغاضبين، من جميع طبقات المجتمع، ما شكّل أحد أكثر التحديات جرأة للزعماء، ورجال الدين الذين يحكمون البلاد، منذ ثورة 1979 التي صعدت بهم إلى السلطة.
إلّا أنّ حدة الحراك ارتفعت مؤخراً في مناطق كُردستان إيران، فيما ردّت القوات الأمنيّة بإطلاق الرصاص الحيّ، ما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى. إذ أفادت منظمة هرانا لنشطاء حقوق الإنسان في البلاد (HRA)، قبل أيام “أنّ عدد قتلى الاحتجاجات ارتفع إلى 419 قتيلاً على أقل تقدير بينهم 60 طفلاً، بعضهم لم يتجاوز الثماني سنوات”.