الإتحاد السياسي الموعود وإنطلاقته مع الأخ سعود
بهجت شيخو
مما لا شك فيه إنهُ طرح فكرة إندماج وتوحيد الأحزاب الكُردية المتناثرة في ساحة كُردستان سوريا لها مشروعيتها وخاصة في ظل المستجدات الراهنة وذلك لإرتقاء الأحزاب لمتطلبات جماهيرها وما يواكبها من احداث ضمن تداعيات الثورة السورية .
وكذلك التخلص من حالة التشرذم والتقزم وبناء حزب جماهيري مؤسساتي يمثل أكبر قدر ممكن لإرادة الشعب الكُردي في كُردستان سوريا والإنتقال من حالة التباطئ للقرارات المصيرية المتمثلة بالمجلس الوطني الكُردي في سوريا والتي مازالت تلك القرارات مشلولة حتى ألان وذلك رُغم الفرمانات التي تصدر بحقها يوماً بعد يوم ويكتفي فقط بإصدار البيانات الخجولة والمتسولة “والجري في الملعب فقط للأحماء” كما كان لإنطلاقة الكُردستاني – سوريا وقعاً جديداً لتطلعات شعبنا كونهُ إنبثق في ظل أستحقاقات سياسية مُتعددة ولقى صداً أيجابياً من كافة شرائح المجتمع الكُردي ولكن من خلال المتابعة لسير الحزب الجديد وتصريحات بعض الأخوة من قياداته يبدوا هاجس الخوف يزداد حدة من الرجوع إلى الحالات المزمنة التي كانت تشهدها الحركة الكُردية منذ عقود متناسين هؤلاء الأخوة المسؤلية التاريخية الملقاة على عاتقهم والتي تتخلص في المقام الأول في وحدة الصف الكُردي وحماية الشعب من المعاناة اليومية القاسية .
إلا أن الذي يؤسف له ان التصريحات الأخيرة للأخ “سعود الملا” جاء ليثبت عن هشاشة وركود الفكر السياسي لبعض القادة السياسين لحركتنا إذ يُبرر في مقابلتهُ مع موقع انترنيتي عن سلوكه لأنهُ لا يهاجم الPYD وكأنهُ يقول (مع أحترامي الشديد له) لمعلمه أنا تلميذ مُهذب وغير مُشاغب في المدرسة فأنا أستحق أن أكون عريف الصف وكأن العلاقة بين المجلس الوطني الكُردي والPYD علاقة شخصية ناسياً أو متناسياً إن العلاقة المتوترة بين الطرفين المذكرين هو خلاف للرؤى السياسية لمستقبل القضية الكُردية في سوريا بوجه الخصوص ومستقبل سوريا بوجه العموم
أما بخصوص إنسحاب “يكيتي الكُردي” من الإتحاد السياسي والذي اختزله بكل بساطة بالمشاكل المالية لم يكلف الأخ سعود نفسهُ حتى في أبراز لغة دبلوماسية تليق بقدرهُ كسكرتير لحزب PDK-S ظناً منهُ وهم الشارع الكُردي وتشويشه والإقلال من شأن ونضالات حزب “يكيتي” يدل ذلك على المفهوم السطحي لسياسته وضيق أفقه النضالي ويقلب الصفحات ببدأ مراجعة نقدية لأعتبارات نضالية مُشتركة في المستقبل .
وهنا لا بد من التنويه وتقريب الأخ سعود الملا من المشهد الأقتصادي المُنهار أن ذاك والذي بسببه بدأت الاف العائلات والكوادر الحزبية بالنزوح إلى كُردستان العراق – تركيا – اوربا وكذلك تداعيات الثورة السورية والحق المشروع لشعبنا للدفاع عن مناطقه والتمسك بأرضه.
أكان الأخ سعود الملا غافلاً عما يجري حوله أم أنهُ كان يريد أن يُحقق للناس حاجياته اليومية للأحلام والشعارات أليس من حق أي حزب ومنها حزب “يكيتي” تأمين موارد مالية ليتمكن من إرادة مناطقه بها وليتمسك شعبُنا وكوادرنا بأرضهم أم أنهُ هُناكَ مثل كُردي شعبي يقول ( البطن الشبعان لا يحس بالبطن الجوعان) ولتوضيح إنسحاب “يكيتي” من الإتحاد السياسي لا بد من إظهاره حتى أن يحكم الرفاق في PDK-S قبل غيرهم عن شرعيته أم لا ومن هذه الأسباب .
1- لم يتمكن الإتحاد السياسي طيلة فترته من توفير شروط ومستلزمات الوحدة مثل ( فتح المكاتب المُشتركة – إصدار الجريدة الرسمية – إجتماعات دورية للقاعدة – عدم إصدار بيانات مُشتركة و ألخ………..
2- عدم عقد الأجتماعات القيادية الدورية وخاصة في هولير وكان الأخ مصطفى جمعة يُصرح علناً في الإعلام ويحمل البارتي مسؤلية ذلك.
3- الضغط المهيمن من قبل البارتي على لاجئي الكُرد في كُردستان العراق وإجبارهم على الإنتساب إلى حزب البارتي كحزب وحيد و إستثناء بقية أحزاب الأتحاد السياسي
4- عدم قبول أعضاء أحزاب الإتحاد السياسي مع عدا البارتي في تدريب الدورات المختلفة كدورات ( إعلام – تصوير – كادر سياسي – ألخ……..) في كُردستان العراق
5- مماطلة البارتي في إنجاز الوحدة الإندماجية بعد مراجعة قرار اللجان المركزية لكل حزب
6- إنشاء البارتي لمنظمات رديفة مثل ( شبابية – طلبة – مرأة – صحافة ألخ……..) وذلك دون مراعة أحزاب الإتحاد السياسي.
إن تلك الأسباب وغيرها فقدت الثقة الحقيقية لمفهوم الوحدة واثبتت الأيام صحة رؤوية حزب “يكيتي الكُردي” ومن هذا المنطق لابد من التسائُل لماذا كان هذا التماطل من قبل بعض قيادات البارتي وما السبب في شارع الوحدة بعد قرار “يكيتي” إنسحابه من الإتحاد السياسي للإجابة عن هذين السؤالين يمكن القول بكل شفافية ووضوح إن حزب “يكيتي” ليس الرقم السهل الذي سوف يتنازل عن استحقاقه الوحدوي ويرضى بالنسب المفروضة ومبتورة على هذا أو ذاك وعلى ما يبدو كان وجود “يكيتي” في الإتحاد السياسي حُجرة عثرة أمام بعض القيادات من حزب البارتي المنتفعين في وجودهم في القيادة أصلاً لذا رأينا بعد إنسحاب “يكيتي” بدأت تفرض مبدأ الهيمنة على أشقائهم من الأحزاب المنضوية والتي هي بالأساس ارادت الأندماج بهذا الشكل لتصدير أزماتها والتي حتماً كان يرفضها حزب “يكيتي” رفضاً قاطعاً.
وفي نهاية الأمر كان الأجدر بالأخ “سعود الملا” أن يتحدث عن مستجدات المرحلة الراهنة و افق حلها وعدم الخوض عن بطولاته وإنجازاته مع رفاقه السابقين والحاليين.