الإدمان على الأجهزة الذكية .. خطورتها على الطفل في المناطق الكُردية من سوريا
Yekiti Media
انتشرت في المجتمع الكُردي في سوريا كباقي المجتمعات, ظاهرة وصفها الكثيرون بالخطيرة والمهدّدة لمستقبل أجيالٍ من أبناء هذه المنطقة, وهي ظاهرة إدمان الأطفال على حمل الأجهزة الذكية والرقمية (الهواتف), وبشكلٍ خاص بعد انتشار فايروس كورونا والحظر المنزلي الذي أُرغم به الجميع, ناهيك بأن الأطفال مقبلون على موسم دراسي جديد بعد انقطاع طويل أكثر من المعتاد.
كما وصف اختصاصيون بأنّ إدمان الطفل على حمل الأجهزة , لا يختلف كثيراً عن إدمان الإنسان على المواد المخدّرة والضارة بجسمه وعقله.
وفي ذات السياق كان ليكيتي ميديا لقاء مع الدكتورة زوزان أمين خلف الاخصائية بعلم نفس الطفل والمدرّسة في جامعة حلبجة بإقليم كُردستان العراق, للتعرف على الأضرار الناجمة عن تعلّق الطفل بالأجهزة؟ , وكيف تعرّف أنّ طفلك أصبح مدمناً لها؟ , وخطوات علاج الطفل المدمن.
أشارت زوزان أنّ تعلّق الطفل بالأجهزة الرقمية او الذكية هو إدمان بكلّ ما للكلمة من معنى فهذه الحالة لها أسباب وصلت بالطفل إلى هنا، ولها أعراض تحاكي الإدمان تماماً وللأسف تؤدّي إلى الأضرار ذاتها لذا كلما تعاملت مع الأمر أسرع وكلما بدأت بالانتباه إليه و علاجه في وقت أقرب,وكلما كانت النتيجة أفضل.
وأضافت الاخصائية بقولها: في الحقيقة إنّ إدمان الأطفال على الأجهزة الذكية ووسائل الإعلام الرقمية هو حالة نفسية سلوكية يعتاد فيها الطفل على قضاء وقته أمام الشاشة قد تكون شاشة متصلة بالإنترنت وهي الحالة الأخطر أو غير متصلة، بحيث يفرغ الطفل تفكيره وطاقته وانفعالاته في هذه الأجهزة والمواد المطروحة من خلالها.
وفيما يتعلّق بعلامات إدمان الطفل على الأجهزة الذكية ووسائل الإعلام الرقمية, نوّهت زوزان إلى عدة أعراض وهي:
– قضاء الطفل ساعات طويلة أمام الشاشات ، بحيث تفوق الساعات المسموح بها
– تراجع في مهارات التواصل الاجتماعي نتيجة قضاء الوقت أمام الشاشة بدون أن يختبر التواصل أو تتطور قدراته على ذلك
– تراجع ملحوظ في التركيز فقد تتحدّث إليه ولا يدرك ما تقوله، وقد تطلب منه طلب بسيط ولكن لا يمكنه إنجازه.
– فقدان الاهتمام بالأنشطة الأخرى التي كان من قبل يستمتع بها، وجود صعوبة قي الانتباه إلى شئ آخر أو الاستمتاع بأي نشاط آخر لطيف.
– تراجع ملحوظ في تحصيله الدراسي وذلك ناتج عن فقدان التركيز وتراجع الذاكرة وظهور صعوبات في التعلم
– توتر وسرعة الانفعال كالغضب من أقل كلمة أو تصرف توجهه إليه ويكون ذلك غير مبرر أو غير معتاد من طفلك أن يفعله.
– الشعور بالقلق والاكتئاب والشعور بعدم الراحة في عدم وجود الأجهزة الذكية، واستعادة الهدوء عند استخدامها
– الانفصال عن العالم الواقعي والغرق في العالم الافتراضي والتأثر الكبير بالألعاب الإلكترونية والمواد المطروحة في الأجهزة الذكية.
– سلوك عدواني وخاصةً عندما تحاول منعه من الألعاب الإلكترونية أو عندما تحاول تحديد ساعات ذلك وتقليلها.
– تأخر الكلام عند الأطفال لو استخدموا تلك الأجهزة دون عمر السنتين فالأطفال لا يتعلمون كثيرًاً من وسائل الإعلام الإلكترونية فاستخدامها يؤخّر نمو المهارات اللغوية ومهارات التفكير والقدرات العقلية لدى الطفل.
– مشاكل واضطرابات في النوم وتناول الطعام
– ضعف العضلات الدقيقة للطفل واللازمة لاستخدام الورقة والقلم وأيضاً اللازمة لممارسة الألعاب اليدوية التي تنمّي الموهبة والإبداع لدى الطفل.
وعوّلت زوزان على أهمية دور الأبوين في علاج الطفل من الإدمان , سواءً كان طفلك مدمناً على وسائل الإعلام الرقمية أو لم يكن، ويجب أن تجعل علاقته بهذه الأجهزة سويةً و تعمل على ترشيد استخدام مثل هذه الأجهزة واتباع هذه النصائح:
– يجب ألا يقضي الأطفال دون 3 سنوات أي وقت أمام الشاشات. أما بالنسبة إلى الأطفال فوق 3 سنوات فيجب ألا يزيد استخدام هذه الأجهزة عن 15دقيقة في اليوم وتزيد 15 دقيقة في كلّ سنة بعد 3 سنوات فهي 30 دقيقة مثلاً للطفل في عمر 4 سنوات .
– تحدّث مع طفلك عما يجذبه في الموبايل والإيباد إلى هذه الدرجة وعن الأشياء التي تساعده على تجنبها في الحياة الحقيقية.
– اتفق مع طفلك على وقت محدّد يستخدمه فيه، ونبهه قبل انتهاء وقت لعبه ليستعد.
– يجب الاتفاق بوضوح على المواد التي يمكن لطفلك مشاهدتها والتي لا يمكن مشاهدتها كتلك التي تشجّع على العنف أو تحتوي على تلميحات جنسية.
– اعمل على توفير أنشطة حياتية بديلة يندمج فيها الطفل ويختلط فيها بأطفال آخرين، ليتعلّم أنّ اللعب بهذه الأجهزة هو واحد من أنشطة عديدة يمكن أن نسلّي بها أوقاتنا.
– كن أنت قدوة في استخدام الآيباد والهواتف الذكية والتليفزيون، فليس من المعقول أن يرى الطفل والديه يستخدمان هذه الأجهزة في كل الأوقات وبدون ضابط ولا رابط ثم يطالب هو بالاعتدال في استخدامها.
– يجب التوقف عن استخدام الأجهزة الإلكترونية قبل النوم بفترةٍ وعدم السماح باستخدامها في غرف النوم حتى لا تؤثّر على نومه. كما يجب عدم تشغيلها واستخدامها أثناء الوجبات.
– احرص على مشاركة الطفل في استخدام هذه الأجهزة ، بمشاركته ألعابه وما يشاهده وعمل صداقات معه على مواقع التواصل الاجتماعي.
– احرص على مشاركة طفلك في اختيار التطبيقات الملائمة التي تناسب سنّه، تسعده وتجعله يضحك، تقدّم له أهدافاً قابلة للتحقيق، وتشجّع على مشاركة الآباء لأنّ هذا سيفيد الطفل ويسعده أكثر بكثير مما لو تُرِك وحده.
– ليكن استخدام هذه الأجهزة في مكانٍ عام بالمنزل لمراقبة مقدار الوقت الذي يستخدمها الطفل فيه ومحتوى المشاهدة والألعاب.
– أحياناً يلجأ الآباء إلى الآيباد أو الهاتف الذكي لتهدئة الطفل حتى يتمكّنوا من إنجاز شئ أو تناول وجبة في مطعم، ليس هناك مشكلة في ذلك بشرط أن يكون باعتدال ولكن يجب أن يتعلّم الطفل كيف يسلك ويتصرّف بشكل مهذّب وسليم.
– وأخيراً لا تتردّد في طلب المساعدة من متخصص إن شعرتِ بالحاجة إلى ذلك.
عن الشاشات الذكية ووسائل الإعلام.
يُذكر أنّ الكثير من أولياء الأمور يعانون من إدمان اطفالهم على الأجهزة الذكية والانترنت, في ظلّ افتقار المدن والبلدات الكُردية في سوريا لأبسط وسائل الترفيه للطفل, وهذا ما قد يهدّد أجيالاً من ابناء المنطقة.