الإرهاب لن يثني الكُرد عن النضال من أجل حقوقهم المشروعة
محمد زكي أوسي
ينمو الإرهاب ويترعرع ويشتد ويأخذ حيزاً متميزاً في المجتمعات المتخلفة والرازخة تحت نير الاستبداد وداخل أقبية أجهزة المخابرات القمعية المحلية منها والعالمية والتي ترعاه وتستخدمه وقتما تشاء, ويجد له مناخاً ملائماً في الأماكن والمدن التجارية التي يسودها عمالقة الجشعين والسارقين لأقوات الفقراء والبسطاء, وتتخذ السلطات المستبدة وحتى بعض المعارضين لها الإرهاب حجة لردع من يخالفونهم الرأي والأسلوب والعمل.
إن وسائل الإرهاب متعددة ومتقنة, أبرزها القتل والغدر – المفخخات نموذجاً – حيث تتخذ بعض النظم المستبدة أو بعض المنظمات الإرهاببة وسيلة لتحقيق مآربها وبسط وإدامة نفوذها أو عندما تعجز عن القيام بمهامها في المجتمع بالأساليب السلمية الديمقراطية المشروعة, إما لضعفها أو لإبتعادها عن طموحات شرائح المجتمع أو كونها منبوذة منه لجرائمها أو شذوذها الإجتماعي, أو فشلها في تحقيق ما تَعدُ به أو هزيمتها أمام فئات أقوى شعبية منها وأكثرها قرباً للحقيقة والواقعية.
إن أخطر أنواع الإرهاب هو الإرهاب السياسي واغتيال السياسيين ورجال الفكر والثقافة كما جرى في لبنان مثلاً, ويشتد الإرهاب بعد أو أثناء تغيير أنظمة الحكم في مناطق كانت تألف نوعاً شاذاً أو خاصاً من الحكم, وهذا ما شهدته كافة المناطق السورية على يد منظمتي (داعش والنصرة) الإرهابيتين وخاصة منها مناطق الجزء الكردستاني الملحق بسورية, حيث تصاعدت عمليات الإرهاب والإغتيالات والانفجارات وساد إرهاب الدولة وفاق كل أنواع الإرهاب الأخرى, وراح ضحية تلك العمليات العديد من الكوادر المناضلة, إن الإرهاب مُدانٌ مهما كان شكله ومثله الاغتيالات مدانة هي الأخرى, وليست أسلوباً صحيحاً في معالجة التزعزع داخل بعض الفئات والتنظيمات بقصد تصفية المعارضين.
إننا ندين بحزم كل أشكال الإرهاب الخارجة على القانون, ونستنكر الالتجاء إلى العنف والإرهاب أياً كانت الأسباب, وندعوا إلى الضرب على أيدي الإرهابيين بشدة لاستئصال شأفة اجرامهم ليكونوا عبرة لكل من تسول له نفسه الأمارة بالسوء والعبث بأمن المواطنين وتعريض حياتهم للخطر, وندعوا أن يكون ذلك عن طريق المحاكم المختصة حتى لا يكتوي بريء بنار حقد الآخرين.
هذا ونؤكد أنه لن يثنينا الإرهاب عن طريق النضال المشروع في سبيل حقوق شعبنا الكردي الصبور والذي يهدف العيش بحرية وأمان, ولأجل غدٍ مشرق وبناء جيلٍ ينبذ العنف والإرهاب, مطيع للقانون ومنصاعٍ لكل ما من شأنه تعزيز الوحدة الوطنية, وممارسة كل الفئات والأحزاب لدورها الوطني وحرية عملها بالأساليب الديمقراطية لتثبيت فاعليتها في بناء وقيادة المجتمع الكردستاني التواق للحرية والانعتاق من ظلام الاستبداد وظلمه.
المقال منشور في جريدة يكيتي العدد “266”