الإطار العام لإستراتيجية إعادة الأعمار في منطقة كوباني بعد غزوة “كارثة” داعش
خورشيد عليكا
عضو جمعية الاقتصاديين الكرد- سوريا
كثيراً ما يتم الإشارة إلى سلسلة حدوث الكارثة وما بعدها بأنها دورة كاملة تبدأ من الاستعداد في مرحلة ما قبل حدوثها ومن ثم تنتقل إلى مراحل الاستجابة والإغاثة وعمليات إعادة الأعمار، ومن ثم تبدأ حلقة جديدة من حلقات التخطيط، فالتخطيط لإدارة الكوارث وإعادة الأعمار هو تخطيط حلقي مستمر يستفيد من التجارب ويطور ومن ثم يختبر المخططات الجديدة.
لذلك لابد أن تكون هذه الإستراتيجية مقسمة لعدة مراحل متعاقبة، تبدأ من مرحلة ما قبل حصول الكارثة بالوقاية والاستعداد وتقوية المجتمع، ومن ثم تتناول وقت حدوث الكارثة وأعمال الإغاثة العاجلة وتنتقل إلى عمليات إعادة التأهيل وإعادة الأعمار ومن ثم عملية التقييم.
لذلك لابد أن تكون هذه الإستراتيجية في منطقة كوباني مقسمة لعدة مراحل متعاقبة، تبدأ من مرحلة ما قبل حصول غزوة داعش “الكارثة” بالوقاية والاستعداد وتقوية المجتمع، ومن ثم تتناول وقت حدوث غزوة داعش “الكارثة” وأعمال الإغاثة العاجلة وتنتقل إلى عمليات إعادة التأهيل وإعادة الأعمار في منطقة كوباني ومن ثم عملية التقييم.
وهنا لا بد من الحديث عن مرحلتين فقط كونه لم تكن هناك أي استراتيجية للمنطقة الكردية قبل غزوة داعش “الكارثة”:
مرحلة اثناء غزوة داعش المستمر لكوباني “الكارثة”
– تلبية الاحتياجات العاجلة للمجتمع في منطقة كوباني:
1-إن يتم اعداد الكوادر اللازمة والقادرة على القيام بأعباء عمليات إعادة الانقاذ والاغاثة واعطائهم التدريب اللازم.
2-إعداد المجتمع ليكون قادر على التصرف السليم في أوقات غزوة داعش المستمر “الكارثة” وأن يكون قادر على القيام بأولى عمليات الانقاذ والإغاثة.
3-العمل على تلبية حاجات المجتمع السريعة والعاجلة وذلك من خلال استراتيجية إغاثة عاجلة سريعة تقوم بها الجهة الحاكمة أو منظمات المجتمع المدني أو تكون هناك مساعدات إقليمية ودولية.
4- العمل على توفير المأوى المؤقت لمن يحتاجونه وأختيار افضل البدائل إضافة إلى العمل على الخروج السريع من هذه المرحلة والانتقال الى المرحلة التالية من اعادة التأهيل واعادة الاعمار.
– أعمال التقييم السريع للاحتياجات والاضرار في منطقة كوباني:
حيث يتم العمل على التقييم السريع للأحتياجات والأضرار خلال غزوة داعش ووقوع الكارثة على المنطقة وريفها من أجل تلبية هذه الاحتياجات والبدء بوضع خطة لإصلاح الأضرار والبدائل الممكنة، لذلك فلابد أن يتم أعداد هذه التقييمات وآلية عملها والعوامل التي تركز عليها في خلال غزوة داعش في حال عدم التمكن من التقييم خلال مرحلة ما قبل غزوة داعش لكوباني من أجل استخدامها السريع والعاجل في أوقات تراجع داعش أمام تقدم القوات الكردية وحلفائها حيث سيكون حجم العمل الكبير والوقت القصير.
مرحلة ما بعد غزوة داعش لكوباني “الكارثة”:
1- إعادة التأهيل على المدى القريب في منطقة كوباني:
-تأمين وضمان حماية المنطقة وريفها بدعم وحماية من قوات التحالف ضد داعش.
– هدم المباني الآيلة للسقوط (أو معالجتها بالطرق السليمة خاصة إذا كانت مباني لها قيمة تاريخية أو رمزية) وإزالة انقاض المباني المدمرة.
– تأمين المأوى والاحتياجات الاساسية بشكل مستقر للنازحين العائدين إلى منطقتهم أو قراهم.
– وضع الخطط التفصيلية والتنفيذية بعد إعادة معاينتها وتقييمها، وعرضها على دول التحالف ضد داعش أو الامم المتحدة لتأمين الدعم في أقرب وقت لإعادة الإعمار .
– إعادة تعديل المخططات بناء على الواقع والمعطيات الجديدة.
– العمل على توفير الأموال اللازمة من أجل مشاريع إعادة الإعمار، والمطالبة بعقد مؤتمر دولي للمساعدة في إعادة إعمار كوباني.
– تأمين البدائل المناسبة لأنسب الطرق في تنفيذ مشاريع إعادة الإعمار وتمويلها.
– العمل على إعادة دوران عجلة الحياة وجعلها مستقرة قدر الامكان وبأسرع وقت ممكن من أجل الانطلاق إلى مرحلة إعادة الإعمار.
– تأمين وتوفير البرامج اللازمة لإعادة إصلاح المباني المتضررة بأسرع وقت ممكن.
– حل المشاكل الرئيسية والتي تؤدي إلى إعادة دوران عجلة الحياة بشكل طبيعي وتؤدي إلى سرعة إستعادة المجتمع عافيته، كإصلاح البنية التحتية وشبكة الشوارع، وإعادة إمداد الكهرباء والماء.
2-إعادة الإعمار على المدى الطويل في منطقة كوباني:
1. وضع مبادئ لإعادة الأعمار: وتكون عبارة عن النقاط الأساسية التي يجب العمل في إطارها، وتعتبر كوثيقة شرف تعمل على تحقيق إعادة إعمار شامل ومتكامل يحفظ التاريخ والحضارة والهوية وأن يتم العمل خلال مشاريع إعادة الإعمار في إطارها، وتهدف إلى حفظ الانسان والمكان والتاريخ والهوية الكردية للمنطقة.
2. إعادة البناء بشكل افضل: يجب أن تعمل هذه العمليات على تحسين وتغيير الواقع السابق، وحل المشاكل السابقة سواء في المباني أو في البيئة الحضرية، كتقوية المباني بناء على معايير جديدة يتم أعتمادها لتكون أقوى في مواجهة الكوارث، أو تعديل وتغيير استخدامات الأراضي أو المناطق بما يتناسب مع الأوضاع الجديدة وما يحقق قدر أكبر من الأمان للمجتمع، وحل المشاكل البيئية أو الصحية.
3. تحقيق الاستدامة: أخذ التنمية المستدامة بعين الأعتبار خلال عمليات إعادة الأعمار، من خلال عمليات التغيير والتحسين الجديدة وذلك من أجل تقليل الخسائر في الأرواح والممتلكات والحفاظ على البيئة وعدم أستهلاكها وأستهلاك كافة المصادر والطاقة وتقليل التكلفة على المدى البعيد وتوفير حياة مستقرة أكثر تحفظ حق الأجيال القادمة في المصادر وتساعد على إعادة تكوينها نفسها بنفسها.
4.التصميم المتكامل: (الإنشائي، والمعماري، والبيئي، والاجتماعي، الثقافي، الاقتصادي) أي أنه تصميم يعمل على تحقيق واحتواء أكبر مجموعة من العوامل التي تؤدي إلى اشباع حاجات المجتمع.
5. المشاركة المحلية الواسعة والتدريب: العمل على ضمان إشراك الناس في عمليات إعادة الإعمار إذ أن الناس هم المستفيد الأول والأخير من هذه العمليات لذلك لابد أن يكون وفق لرغباتهم وأحتياجاتهم في المقام الأول، ويعبر عنهم وعن ثقافتهم ويحفظ وحدة النسيج الاجتماعي والاقتصادي إضافة إلى حفظ التاريخ والهوية والذاكرة الجماعية التي تشكل الرابط الذي يجمع بين مختلف فئات المجتمع في المنطقة.
6. الاهتمام بالبعد البيئي في عمليات إعادة الإعمار: إضافة إلى البعد الاجتماعي والثقافي والاقتصادي والبنية التحتية وحاجات الناس في كل من هذه الجوانب.
7.التعامل مع التراث الثقافي والتاريخي: إعتماد استراتيجية موحدة ومدروسة للتعامل مع التراث العمراني والثقافي إعتماداً على أهميته وقيمته التاريخية والأمكانات المادية.
8. الكارثة فرصة: التعامل مع الكارثة على أنها فرصة من أجل حل المشاكل السابقة في البيئة العمرانية وذلك من خلال معرفة الواقع ومعرفة المشاكل.
9. شمولية إعادة الاعمار: حيث يجب أن تكون هذه العمليات موجهة لتحقق أكبر فائدة لكل جوانب البيئة الحضرية، حيث تتعامل مع المشاكل الاقتصادية إلى جانب المشاكل البيئية والعمرانية وتعمل على حل المشكلات الاجتماعية وتتعامل مع التاريخ والتراث والهوية.
10. التقييم المستمر: العمل على تقييم مستمر لعمليات إعادة الإعمار وما بعدها، وتحديد الإيجابيات من أجل تعزيزها وتحديد السلبيات من أجل تجنبها وتغيرها في المستقبل، وأخذ الدروس والعبر وتوثيقها من أجل المستقبل.
11. الحلول الدائمة: تركيز العمل على الحلول الدائمة والجذرية وليس ترحيل المشاكل إلى المستقبل وتوفير حلول مؤقته بذريعة العمل على توفير الاحتياجات الإنسانية والعاجلة، ولكن يجب التركيز على الحلول الدائمة والمستدامة.
12. البنية التحتية: البدء بأعمال إعادة بناء أو إصلاح البنية التحتية والمباني والمنازل وإعادة الحياة الاقتصادية والاجتماعية لطبيعتها، وإعادة إطلاق عجلة الحياة من جديد.
13. إنعاش الاقتصاد المحلي: من خلال عمليات إعادة الإعمار يجب الأهتمام بدعم الاقتصاد المحلي والعمل على إستعادة النشاط الاقتصادي بأسرع قدر ممكن.
14. الحاجات الثقافية والاجتماعية: أحترام الثقافة المحلية والبناء المحلي من خلال التأكيد عليها، ومراعاة الجوانب التاريخية والهوية الكردية وأحترامها والعمل على الحفاظ على الذاكرة الجماعية بكل الوسائل سواء التعليمية أو تجسيدها من خلال شواهد مرئية كالنصب التذكارية والمتاحف أو من خلال عكسها في المباني العامة والمناطق السكنية بتأكيد الهوية المعمارية الكردية.
وإنه بعد عدم مساعدة ودفاع النظام السوري عن كوباني وحمايتها، لا بد من تضافر جهود المجتمع المدني والقطاع الخاص معاً نظراً لدورهما الرائد في ترسيخ وتطبيق استراتيجية إعادة الإعمار في منطقة كوباني، والتنسيق مع المرجعية السياسية المنبثقة عن اتفاقية دهوك، ولا بديل أمام الكرد في هذه المنطقة إلا التكاتف وتشكيل مرجعية سياسية كردية حقيقية تضم كل أطراف الحركة السياسية الكردية في كوباني تكون جزء من مرجعية سياسية المؤلفة من المجلس الوطني الكردي والإدارة الذاتية التابعة لإتفاقية دهوك. وبالتالي عندها يمكن المطالبة في أقرب وقت من قوات التحالف ضد داعش ومن أصدقاء الشعب السوري ومن الأمم المتحدة ضمان حماية المنطقة من داعش وضرورة الإسراع لعقد مؤتمر لإعادة إعمار كوباني.
الرابط على الفيسبوك:
https://www.facebook.com/Komela.Aborinasen.Kurd.li.Suri2006
الايميل: kak.suri2006@gmail.com