ملفات و دراسات

الإعلام الحر . . . . العدو الأول لسلطة PYD

اعداد: برزان شيخموس

رغم امتلاكه لترسانة إعلامية متمثلة في وسائل مرئية ومسموعة ومقروءة, إلا إنه يسعى بكامل طاقاته إلى ترويض باقي الوسائل الاعلامية كي تكون معه أبواقاً وصحافة صفراء كما عهد الأنظمة الشمولية, وكل من يحلق خارج  سرب أو يخرج من تحت وصاياته  – حسب مفهومه- يستوجب عليه القصاص, إذ يجب قمعه سواءً بالاعتقال أو حتى بالضرب أو الخطف كما جرى لجنكين عليكو مراسل موقع يكيتي ميديا.
يكيتي ميديا الموقع الالكتروني الذي سخر حزب الاتحاد الديمقراطي PYD مؤسسات إدارته الذاتية  (الإعلامية والأمنية) للنيل منه, كونه يمثل العدو الذي يجهد للإطاحة بإنجازاته ومكتسباته التاريخية, كون الموقع يقوم بمهام الرصد وتوثيق وفضح معظم انتهاكات الادارة بحق الشعب الكرُدي في سوريا, سواءً إجراءاته الأمنية بحق كل من كان في صف الثورة السورية, أو القرارات والأفعال التي يتخذهُا بحق الشعب المتهالك الذي بات يرى الهجرة عبر قوارب الموت ملاذه الوحيد من استبداد السلطة القائمة والتي فرضت بحقه التجنيد في حربٍ لا يرى له فيها ناقة أو جمل أو هرباً من الضرائب أو من التجهيل المُمنهج عبر المناهج المؤدلجة بحسب زعم القائمين عليه.
مرخصة أو غير مرخصة فالإدارة لا تستثني في حربها على الإعلام أحداً إلا من يمثّلها ضمنياً تحت يافطة الحيادية, المهم أن تكون الوسيلة بوقاً, أو سيُنفى  مراسليها خلف الحدود كما حدث مع مراسلي رووداو وأورينت مع إنهم كانوا يحملون تراخيص الإدارة بحجة شكوى مؤسسة عوائل الشهداء عليهم, قبل أن تسحب تراخيصهم بشكل كامل من قبل المقاطعة بنفس الحجة, الحجة ذاتها تتكرر من جديد مع موقع يكيتي ميديا لكن بشكل مغاير, إذ أُخترقت صفحة أحد مدراءها ونشر عليها أخبار كاذبة بحسب البيان الذي نشره الموقع كي تكون حجة للنيل منهم ومن مصداقيتهم, جريدة يكيتي خصصت زاوية ( تحقيقات )هذا العدد للوقف على حيثيات هذا الموضوع ولمعرفة الأجواء التي يعايشها الصحفيين والوسائل الاعلامية في كردستان سورية في ظل الوصاية المفروضة من قبل حزب الاتحاد الديمقراطي PYD.

اختراق للصفحات والمواقع للنيل من المصداقية

“بعد أن أثبت موقع يكيتي ميديا مصداقيته في السنوات الأخيرة في الشارع الكردي والسوري وتم اعتماده كمصدر موثوق لنقل الأخبار لدى العديد من القنوات الفضائية الكردية والعربية والوسائل الاعلامية الأخرى ومراكز الأبحاث العالمية التي تعمل في هذا المجال, تعمدت بعض الجهات ومنذ فترة إلى محاولات خرق إلكترونية للموقع وصفحات المراسلين والتي باءت معظمها بالفشل بفضل كوادرنا الحريصين على مصداقية الموقع, إلا أنه وبتاريخ 12/12/2015 نجحت هذه الحملة في اختراق تكنيكي لصفحتنا على موقع التواصل الاجتماعي (الفيسبوك) عن طريق حساب شخصي لأحد مديري الصفحة (آدمن) وتم نشر خبر كاذب على الصفحة مفاده(اغتيال جوان ابراهيم المسؤول الأول لأسايش روجافا على طريق تل تمر سري كانيه) ” هكذا وصف محمد رمضان عضو إدارة يكيتي ميديا الحادثة لجريدتنا مضيفاً أنهم بادروا إلى حذف الخبر الذي نشرته الجهة المخترِقة للموقع مباشرة ،ونشروا توضيحاً بخصوص هذا الخرق.
رمضان تابع حديثه قائلاً” في نفس اليوم تفاجئنا بصدور بيان عن ما يسمى بمديرية الإعلام التابعة للإدارة الذاتية المعلنة من قبل حزب الاتحاد الديمقراطي PYD والمتضمن الدعوة لمحاكمة المسؤولين عن موقعنا ومسؤولي صفحة راديو هيفي اف ام والتي تعرضت هي أيضاً للخرق ذاته”.
عضو إدارة يكيتي ميديا أفاد إنهم أيقنوا إن صدور البيان ما هو إلا استكمالاً لعملية الخرق كذريعة لاستهدافهم  ضمن الحملة التي يقودها الـ PYD للنيل من مصداقية الموقع الذي كشف الكثير من الخبايا التي تتضرر منها جهات بحد ذاتها للتغطية على فشلها في مجالات أخرى,  وكانت نتيجتها اعتقال مراسلهم فريدون قجو واختطاف مراسلهم الآخر جنكين عليكو من قبل الأسايش حسب تأكيده هو ذاته في عملية همجية بشعة كادت أن تودي بحياته في أجواء ترهيبية بعيداً عن قيم وأخلاق مجتمعنا.

سلطة PYD استمرارية لاستبداد النظام بحق الإعلاميين والنشطاء

“من عايش بدايات الثورة السورية يتذكر كيف ضُرِب الرسام الكاريكاتيري علي فرزات، وكيف نُحر القاشوش منشد الثورة في حماة، كذلك ما تزال دماء ناجي الجرف زكية لم تجف في الساعة ذاتها ما يزال العديد من الإعلاميين مختفين بعد مداهمة مقراتهم ومصادر معداتهم. ليس بعيداً عن كل هذا يتذكر نشطاء الثورة في عامودا كيف هوجمت الكاميرات التي توثق التشبيح ‹من عصي حديدية وخشبية وأدوات حادة كانت برفقة المهاجمين على المتظاهرين السلميين ضد الأسد أو المطالبين بإطلاق سراح نشطاء معتقلين لدى أسايش  PYD› ” هكذا سرد زارا سيدا المحرر في موقع ARAnews حال الإعلاميين والنشطاء منذ بداية الثورة السورية على يد النظام السوري ومن بعده PYD مضيفاً ” تشترك كل المنظومات الاستبدادية التي تنصب نفسها حاكماً على الشعب من أنظمة استبدادية أو حركات دينية متطرفة أو أحزاب سياسية، فهي دائماً عكس ما تدعي وما تتظاهر بأنه هدفها السامي، وإن اختلفت حدود العقوبة أو الجزاء الذي يعاقب به كل جهة، ومن هنا فقد وثقت المنظمات الحقوقية المختصة الانتهاكات التي يقدم عليها كل طرف شهرياً أو سنوياً”.

الإعلام في كردستان سوريا أشبه بالمغامرة لمن لا ينضوي تحت منظومة السلطة

سيدا أشار إلى أن سجل PYD ومؤسساته الأمنية والعسكرية في عموم مناطق تسلمه السلطة بالوكالة عن النظام حافل بتقييد الحريات خاصة الصحفية منها، سواء باختراق صفحات تابعة لمواقع ترصد انتهاكها مثل ‹يكيتي ميديا› أو مصادرة صفحات كان يديرها صحافيون اعتقلتهم ‹الآسايش› مثل ما فعلت مع الإعلامي آزاد جمكاري.
محرر ARAnews استكمل حديثه لجريدة يكيتي قائلاً” تعدت محاولات هذه السلطة في هذين المجالين (الخرق والاعتقال) ومن قبلهما ملاحقة الإعلاميين ومصادرة معداتهم إلى الاعتداء بالضرب المبرح وبتر جزء من أصبع الإعلامي جنكين عليكو بعد ضربه بالعصى الحديدة.
عموماً كل هذه الممارسات جزء من سياسية الاستبداد التي تمارسها PYD وتهدف إلى اخضاع المجتمع بالكامل لسلطاته وفرماناته، وحتى يتم له ذلك – كمستبد- لا بد له من استهداف النخبة المعارضة التي ترصد وتفضح ممارساته وحينها يعبد الطريق له للهدف.
الإعلام في كردستان سوريا يعاني الأمرّين إذ يكاد يكون الأمر أشبه بالمغامرة لمن لا ينضوي تحت منظومة السلطة، خاصة مع استصدار ما سمي بـقانون الإعلام المستنسخ شكلاً ومضموناً من الذي أصدرته حكومة النظام في دمشق”.

  • لمهنة الصحافة أخلاقيات رفيعة بذل الكثير من الشرفاء حياتهم ثمناً للكلمة الحرة, أو لإيصال صوت المظلومين من تحت أنقاض وأوزار الظلم والطغيان أو قرباناً لصورة قد تغيّر مجرى التاريخ, هي هكذا نعم, ولزامٌ على ممتهنيه الإستمرار حتى إيصال رسالتهم إلى بر الامان ولو دفعوا بحياتهم قرابين لها, كما يجري ويحدث لإعلاميي وصحفيي كردستان سوريا في ظل وصاية المستبد.

المادة نشرت في العدد223 من جريدة يكيتي

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى