الاحتجاجات في كُـردستان وإيران تدخل أسبوعها الثاني… والسلطات تحرك مظاهرات مضادة
Yekiti Media
وسط اشتداد الاحتجاجات المناهضة للمرشد علي خامنئي ولنظام الملالي في إيران، إثر الغضب العام على موت الشابة الكُـردية ژينا أميني أثناء احتجازها بدعوى «سوء الحجاب»، نظمت السلطات الإيرانية مسيرات في مواجهة المحتجين في وقت ارتفع عدد الضحايا إلى 50 شخصاً وفقا لمنظمات حقوقية.
وتجددت الاحتجاجات وسط حضور نسائي بارز في عدة مناطق من العاصمة طهران ومدن إيرانية، وخاصة مدن كُـردستان إيران مساء الجمعة، بعد ساعات قليلة على خروج مسيرات نظمتها السلطات الإيرانية في عدة مدن بالبلاد، وطالب المشاركون في المسيرات المؤيدة للحكام بإعدام المحتجين.
وأظهرت تسجيلات الفيديو على شبكات التواصل الاجتماعي عودة حشود المحتجين إلى ميدان ولي عصر ومنطقة تجريش في شمال طهران، في وقت حاولت السلطات منع تدفق الأخبار عبر تقييد الإنترنت.
وتحولت مناطق تجمهر المحتجين في طهران والعديد من المدن الإيرانية، إلى ساحة معركة، بعدما حاولت قوات الأمن الإيرانية تفريق حشود المحتجين باستخدام الغاز المسيل للدموع والهراوات والذخائر الحية. وأحرق المحتجون مركبات ودراجات للشرطة، ولافتات تحمل صورة المرشد على خامنئي، على وقع الهتاف بـ«الموت للديكتاتور». وذلك وسط غياب أي مؤشرات على تراجع حدة الغضب بشأن وفاة أميني.
ونددت منظمات غير حكومية تنشط من خارج إيران بقمع عنيف للمحتجين، بينما تشهد شبكة الإنترنت في كل أنحاء البلاد اضطرابات وانقطاعات.
وأكدت منظمة «حقوق الإنسان لإيران، غير الحكومية ومقرها في أوسلو، مقتل ما لا يقل عن 50 شخصاً في حملة تشنها قوات الأمن الإيرانية لقمع الاحتجاجات.
وقالت إن ارتفاع الحصيلة جاء بعد مقتل ستة أشخاص بنيران قوات الأمن في بلدة ريزفانشهر في محافظة غيلان (شمال) مساء الخميس، مع تسجيل وفيات أخرى في بابل وآمل (شمال). وأضافت أن الاحتجاجات شملت نحو 80 مدينة منذ بدء التظاهرات قبل أسبوع.
كذلك، أشارت منظمات حقوقية إلى سقوط قتلى في محافظة كردستان (شمال) التي تنحدر منها أميني.
وقال مدير المنظمة محمود أميري مقدم لوكالة الصحافة الفرنسية إن «ما لا يقل عن 50 شخصاً قتلوا حتى الآن وما زال الناس يحتجون من أجل حقوقهم الأساسية وكرامتهم». وأضاف أن «المجتمع الدولي يجب أن يقف إلى جانب الشعب الإيراني في مواجهة أحد أكثر الأنظمة قمعية».
وقال الصحافي جواد حيدريان على تويتر إن خمسة قتلى سقطوا الخميس في مدينة دهدشت بمحافظة بوير أحمد، وكتب «حدث جريمة بمعنى الكلمة في مدينة دهدشت مساء الخميس؛ خمسة قتلى وأكثر من 30 جريحاً بعضهم في حالة حرجة».
وأفادت رويترز وسائل الإعلام الإيرانية باعتقال 288 من «مثيري الشغب» أمس الخميس.
وقالت جماعة «هه نكاو» الحقوقية إن عدة بلدات في شمال غربي البلاد حيث يعيش العديد من الكُـرد، الذين يصل عددهم إلى عشرة ملايين نسمة، شهدت إضراباً عاماً الجمعة. وقال مرصد نتبلوكس لمراقبة انقطاعات الإنترنت على تويتر إنه تم قطع الإنترنت عن الهواتف المحمولة في إيران للمرة الثالثة. وأضاف: «تظهر القياسات الحية انقطاعاً للاتصال على مستوى الدولة في شركة الاتصالات الإيرانية مشغل الهواتف المحمولة الرئيسي». وعادت خدمة الإنترنت بالهواتف المحمولة جزئياً الليلة الماضية.
وعبرت حسابات على تويتر مرتبطة بحساب «نشطاء التسلل» المجهول عن دعمها للاحتجاجات. وقالت إنها هاجمت مائة موقع إيراني من بينها العديد من المواقع التابعة للحكومة.
وتعطلت المواقع الإلكترونية للبنك المركزي والمرشد الإيراني والعديد من وكالات الأنباء التابعة للدولة في الأيام الأخيرة. وهاجمت أمس مواقع وزارة الخارجية.
وذكرت وسائل إعلام إيرانية أن وزارة الخارجية استدعت القائم بالأعمال السويدي في طهران للاحتجاج على مظاهرة عند سفارة طهران في ستوكهولم. وظهر محتجون في صور نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي وهم يكتبون شعارات عند بوابة السفارة.
كما خرجت احتجاجات على وفاة أميني في كندا وهولندا واليونان وبريطانيا، وفي مدينة كولن الألمانية حيث شارك فيها وفد من منظمة أوروبا لحزب يكيتي الكُـردستاني بدعوة من الأحزاب الكُـردستانية الإيرانية.
وتخطى وسم مهسا أميني/ #ژينا_أميني باللغتين الفارسية والإنجليزية حاجزاً ثلاثين مليون تغريدة على تويتر، في رقم قياسي لجميع التغريدات المتعلقة بإيران.