محليات - نشاطات

التداعيات الاقتصادية لهجمات داعش على منطقة كوباني في كردستان سوريا

خورشيد عليكا عضو جمعية الاقتصاديين الكرد- سوريا
إن للحرب أثر كبير على صحة الأمم وعافيتها وتراجع مؤشرات التنمية فيها، والحرب تساعد على زيادة الوفيات وحالات العجز أكثر مما تسببه أي مرض من الأمراض الرئيسية إلى جانب الأضرار البدنية والنفسية طويلة الأمد بالأطفال البالغين وانخفاض رأس المال المادي والبشري وهلاكها. وتعد الحرب هي عبارة عن تفاعل بين أثنين أو أكثر من القوى المتعارضة والتي لديها “صراع في الرغبات”. وإن المنطقة الكردية دخلت في مرحلة اقتصاد الحرب والدفاع بعد دخل الأزمة السورية عامها الثاني، حيث لا بد من تهيئتها للإنفاق العسكري في اقتصاد المنطقة وإدارة الاقتصاد في وقت الحرب، إضافة إلى تهيئة الأنشطة الاقتصادية وإعدادها في وقت السلم لمواجهة حالة الحرب عند حدوثها.
كوباني هي مركز منطقة وتتبع لها ناحيتي صرين والشيوخ. وتقع في الشمال الشرقي من محافظة حلب وتبعد عن مدينة حلب 157كم وهذه المنطقة هي امتداد لسهل السروج في تركيا، وتقع بين المنطقتين الكرديتين الجزيرة وعفرين. إنها منطقة كردية بمجملها ولها 384 قرية. المساحة الإجمالية لهذه المنطقة تقدر بـحدود 3000كم2.
بدأت الحرب على كوباني من قبل الكتائب الإسلامية المتشددة وداعش منذ أكثر من سنة واشتدت وتيرتها في 15 أيلول من عام 2014 عندما استولت داعش على ما يقارب 384 قرية كردية في محيط كوباني واستولت على بعض أطراف مدينة كوباني ووسطها.
ومن التداعيات الاقتصادية لهجمات داعش على منطقة كوباني وسيطرتها على ما يقارب 384 قرية كردية وعلى بعض أطراف مدينة كوباني ووسطها:
1-هجرة أكثر من 400000 من سكانها منذ بدأ الهجمات على كوباني واشتدت وتيرة الهجرة منذ أواسط شهر أيلول من عام 2014 حيث هجر منها ما يقارب 200000 من سكانها خلال أقل من أسبوعين.
2-كوباني كانت صلة الوصل بين كل من المنطقتين الكرديتين الجزيرة وعفرين، حيث توقفت التجارة والتبادل التجاري بينهم. كما توقفت شبكة طرق المواصلات التي تصل كوباني بجميع مناطق سوريا والدول المجاورة.
3-سرقة الثروة الحيوانية حيث تم سرقة أكثر من 35000 من المواشي (هذه دفعة واحدة فقط) وتم نقلها إلى كل من الرقة وريف حلب، مما ترك أثراً على تراجع الحليب ومشتقاتها والصوف واللحوم إلى مستويات شبه صفرية.
4-تعرض شركتي لافارج الفرنسية وغوريش التركية لصناعة الأسمنت إلى الدمار حيث تعتبر هاتين الشركتين من أكبر الشركات الصناعية في منطقة كوباني.
5- تعرض صناعة الحفارات للنهب والسلب وتوقف عمليات الحفر.
6-تعرض القرى للحرق والسلب والدمار من جميع النواحي.
7-تعرض إعمار المدينة للدمار بعد أن تم قصفها من قبل داعش، وبعد أن قصفت قوات التحالف مواقع سيطرة داعش في المدينة، حيث كانت المدينة مقراً للقوات الفرنسية وكانت ما تزال الأبنية التي شيدها الفرنسيين قائمة قبل قصف داعش وهي كانت بناء لمركز إدارة المنطقة ومركز أمانة السجل المدني الحالي، ويسمونها في المنطقة السرايا.
8-تعرض القطاع الزراعي للنهب والسلب والجمود حيث تقدر مساحة الأراضي القابلة للزراعة بما يزيد عن 75% من مساحة كوباني. حيث تلعب الزراعة دوراً أساسياً في حياة السكان كونها مصدر رزق أساسي لهم، وتعمل على تشغيل النسبة الأكبر من القوى العاملة في المنطقة حيث أن المنطقة هي منطقة زراعية بالدرجة الأولى، وهي تقدم الغذاء للإنسان والحيوان بالإضافة إلى المواد الأولية للمنتجات الصناعية.
9-تعرض الآلات الزراعية من جرارات وحصادات وأدوات استصلاح وزراعة الأراضي ومكافحتها ضد الأمراض إلى النهب والسلب.
10- فقدان رأس المال وبالتالي عدم القدرة على النهوض بأي قطاع من القطاعات الاقتصادية وخاصة مع غياب رأس المال بعد عملية استعادة السيطرة على المنطقة من داعش سينتج الفلاح أقل مما هو مطلوب مما يحرمهم من الكثير من الاحتياجات الزراعية التي يمارسها الفلاحون الذين تتوفر لديهم رؤوس أموال كافية لسد احتياجاتهم مثل الأسمدة والأدوات الزراعية والآلات الزراعية ومياه الري..
11-تعرض المنطقة الصناعية للدمار (صناعة المواد الغذائية، ورش الإصلاح الميكانيكية، ورش الحدادة، ورش إصلاح الأدوات والأجهزة الكهربائية..).
12-تعرض كل من قطاعي الكهرباء والمياه والصرف الصحي في كوباني والقرى الكردية التابعة لها إلى دمار شبه كلي.
13-توقف خدمات التعليم والصحة وتدمير مراكزهما بعد قصف داعش مركز المدينة والقرى المحيطة بها.
14-تعرض المقالع للدمار وكمثال على ذلك تدمير ست مقالع واقعة بين قريتي حمدون والجلبية حيث قدرت الخسائر بما يقارب ثلاثة ملايين دولار.
وحسب تقديرات الدكتور مسلم طالاس (من مواطني كوباني): إن سكان كوباني حوالي 90000 عائلة مع الريف, وتقدر الثروة للعائلة الواحدة في سوريا 142041 دولار, فأن مجمل ثروة كوباني 12.783749990 دولار وبنسبة دمار 30% تكون الخسارة على الاقل3.835124997 دولار هذه هي الخسائر المباشرة فقط, إضافة إلى هنالك خسائر غير المباشرة، وأعتقد أن كوباني بحاجة لحوالي 350 مليون دولار لكي تبدأ عملية إعادة تأهيلها واستئناف السكان لحياتهم الطبيعية.
وبالتالي فأن توقف عجلة الإنتاج في كل القطاعات الاقتصادية وتعرضها للنهب والسلب والحرق والدمار من قبل داعش أدى إلى تراجع مؤشرات التنمية الاقتصادية في كوباني وريفها إلى مستويات صفرية، ونستطيع أن نقول بأن كوباني فقدت أكثر من أربعين عاماً من التنمية.
نشر في الجريدة المركزية لحزب يكيتي الكردي في سوريا، عدد (208) تشرين الأول من عام 2014
البريد الالكتروني:
kak.suri2006@gmail.com
صفحة الفيسبوك:
https://www.facebook.com/Komela.Aborinasen.Kurd.li.Suri2006?ref=hl
KOMELA ABORÎNASÊN KURD – SÛRÎ
جمعية الاقتصاديين الكُرد- سوريا
Komele yekezanistî, di karûbarên
aborî de şareza ye, li herêmaKurdî
جمعية علمية مختصة بالشؤون الاقتصادية
في المنطقة الكُردية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى