آراء

التصريحات المخزية وزيارة قاتل قاسلمو إلى أربيل

شورشفان بطال
بعد التصريات المخزية، لكل من جميل بايك الرئيس المشترك لمنظومة المجتمع الكوردستاني. والسياسي الكوردي التركي صلاح الدين دميرتاش رئيس حزب الشعب الديمقراطي، ودوران كالكان العضو في الهيئة القيادية لحزب العمال الكوردستاني . حيث أن بايك في مقابلة له مع صحيفة الجارديان البريطانية. دافع عن وحدة الأراضي العراقية، وأعلن رفضه لتقسيم العراق واستقلال إقليم كوردستان. واصفاً دعوات التقسيم بالخطيرة جدا. من جانبه صلاح الدين دميرتاش طالب في تصريحات صحفية له، ان تصبح شنكال إقليما مستقلا لوحدها. أما دوران كالكان العضو القيادي في العمال الكوردستاني، طالب أن يكون لكل من قضاء شنكال ومدينة كركوك الغنية بالنفط ومناطق كوردستانية أخرى وضع خاص عبر تشكيل إدارة ذاتية خاصة بهم، وردا على تلك التصريحات، أصدرت كتلة حزب الديمقراطي الكوردستاني-العراق في برلمان إقليم كوردستان بتاريخ 25/12/2014، بيانا نددت بتلك التصريحات. واصفة بأن تلك التصريحات تأتي في خدمة أعداء الشعب الكوردي، وزرع الفتنة والشقاق بين عموم الشعب الكوردي. نجد ان البارتي كان سباقا بالرد على تلك التصريحات وإدانتها، رغم أن البارتي حاول عمدا التريث في الرد، لمعرفة مواقف الأحزاب الكوردستانية الأخرى في كيفية التعامل مع تلك التصريحات، فجميعهم التزموا الصمت، ومن ثم بدأوا بالتنديد والاستنكار بعد البارتي.
المتابع لشأن العام يدرك، بأن تلك التصريحات والمقابلات التي أدلوا بها القادة في المنظومة الآبوجية أي المنتمين إلى فكر(عبدالله آوجلان)، هي لسيت المرة الأولى، ولم تأتي من قبيل الصدفة أيضا أو زلة لسان. بل عن سابق إصرار وبإعاز من مخابرات ودول إقليمية ودولية، خاصة بعد بدء عملية تحرير شنكال، والتعامل الدولي مع الإقليم منذ بدء الحرب على داعش، كحليف قوي وأساسي دون الرجوع إلى المركز بغداد. فتلك التصريحات وأخرى تأتي في سبيل ضرب التطلعات الكوردستانية في إجراء الاستفتاء، على مصير الشعب الكوردي في الجزء الملحق بالدولة العراقية، والتقليل من الانتصارات التي تحققه قوات البيشمركة في جبهات القتال ضد داعش، حيث وقف هؤلاء شذاذ الافاق (العمال الكردستاني) . بالضد من سياسية السيد مسعود بارزاني رئيس إقليم كوردستان- العراق من خلال سياسة التشفي التي إتبعتها إعلامه المغرض. أثناء غزو تلك الجماعات الهمجية على شنكال، وباقي المناطق الكردستانية.
واستمرارا لذلك المخطط العدائي، تجاه الشعب الكوردي وسياسية الرئيس بارزاني خاصة، حيث أن في الزيارة الأخيرة لرئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني إلى أربيل. كان الهدف منها إحداث شرخ وفتنة بين الأحزاب الكوردستانية في كوردستان- إيران من جهة وبين رئاسة إقليم كوردستان العراق، وخاصة الديمقراطي الكوردستاني- العراق، وإحراج البارتي بصفته حامل المشروع القومي الكوردستاني اصطحب لاريجاني معه عمدا في زيارته، قاتل الزعيم الكوردي عبد الرحمن قاسملو زعيم حزب الديمقراطي الكوردستاني- إيران. القاتل محمد جعفري شهرودي، وهنا نريد توضيح بعض الأمور والخفايا للقارئ، حيث أن في الآونة الأخيرة بدأت سلسلة من اللقاءات والمفاوضات بين المخابرات الإيرانية والأحزاب الكوردستانية في كورستان- إيران حول الحقوق القومية للكورد في إيران، بتلك الخطوة أرد النظام الإيراني أن يقول للأحزاب الكوردستاني الإيرانية بأننا نملك أفضل علاقات مع الرئيس بارزاني، وحتى أنه سمح باستقبال قاتل قاسملو في مسعى منها للضعط أكثر على القوى الكوردية في المفاوضات، إلا أن الحقيقة منافية تماما لذلك، لأن جدول أعمال زيارة لاريجاني ومن معه رتبت وأعدت من قبل الخارجية العراقية. كما أن قائمة الأسماء التي وصلت لرئاسة الإقليم لم تكن تتضمن اسم شهرودي. أما بخصوص تلك الأصوات النشاذ التي تدعي القومية وأدانت الشخصيات القيادية في الإقليم لإستقبالهم قاتل قاسملو وهم في الوقت يدافعون وينتمون لنفس الفكر والجهة التي تعمل في فلك السياسة الإيرانية في المنطقة. فنقول لهم إن شهرودي في تسعينيات القرن الماضي إبان الحرب الأهلية وبمساعدة قوات حزب الإتحاد الوطني الكوردستاني- العراق هاجموا مقرات ومراكز الأحزاب الكوردستانية الإيرانية، ولأن حزب الديمقراطي رفض المشاركة حينها، فوضع شهرودي خطة بالتعاون والتنسيق مع الإتحاد الوطني لإنهاء الحزب الديمقراطي الكردستاني والقضاء عليه كعقاب له.
كما أننا نقول لأصحاب تلك الاقلام الصفراء، التي لم تتوانى في التشهير والاساءة إلى مواقف الإقليم حكومة وشعبا وبمناسبة وبدون مناسبة، وخاصة في هذا الوضع الحساس والدقيق الذي يمر بها شعبنا الكردي، والهجمة الشرسة التي يستهدف كل ماهو كردي من قبل هؤلاء الهمج داعش، واخواتها من بقايا نظام البعث العفلقي وأيتامهم في منطقتنا، وبالرغم من كل الدماء والماسي الذي لحق بشعبنا من هؤلاء الشوفينين وجلاوزة البعث العراقي، حيث كانت التكلفة غالية لاتقدر بثمن من الناحية المادية والبشرية وعلى مستقبل وذاكرة شعبنا، حيث الالاف القرى المدمرة والانفالات وحلبجة، ولكن بالرغم من كل هذه الالام لم يدخر القيادة الكردستانية وبشخص الرئيس البارزاني أي جهد من أجل إيجاد حل سلمي للقضية الكوردية، وكانت زيارته للطاغية صدام حسين، والتي كانت تحمل الكثير من المخاطر حتى على حياته الشخصية، لكنه اصر أن يذهب إلى بغداد للقاء طاغوت بغداد كل ذلك من أجل إيجاد حل سلمي يحفظ فيه دماء العراقين كردا وعربا.
أخيرا نقول لكل الإخوة أن الأحزاب الكوردستانية الإيرانية تفاهمت هذا الموضوع واستوعبت ان الغاية منه ضرب الإخوة ببعضهم وشق الصف الكوردستاني، وإلا كان لهم موقف وإدانة ضد سياسية الإقليم، بل أكتفوا بإدانة هذا التصرف الإيراني وسياستها العدائية تجاه الشعب الكوردي.
أربيل 1/1/2015
Shoreshvan.betal@hotmail.com

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى