آراء

التيسُ لايُحلَبْ, المُستبدْ لايؤتمنْ, الديكتاتور لن يَتوبْ ويَعْتَبرْ

نذير عجو
يقولون شر البلية ما يضحك , وهنا أقدم إعتذاري لما سيورد من سُخرية قد تكون غيرمناسبة في معمعة الأحداث الكارثية , ولكن الشر والبلية وضحيتهما مايدفعني لأكتب بهكذا سخرية .
— مئات الآلاف من ضحايا همجية وإرهاب ووحشية السلطة الإستبدادية والدكتاتورية الحاكمة في سوريا , إضافة للقوى المتصارعة معها من معارضة رجعية همجية متطرفة وإرهابية .
— عشرات بل مئات آلاف الأسرى والمعتقلين الأبرياء لدى أطراف الصراع الغير شريف من أجل كتم أنفاس الأحرار للبقاء على السلطة أوإقتناص السلطة .
— ملايين النازحين المشردين على إمتداد الأرض السورية ومثلهم ملايين اللاجئين المنتشرين في إمتداد بقاع العالم .
— مليارات الدولارات من الخسائر المادية الناتجة عن هَدم البُنى التحتية من صروح ومنشآت ومباني , تشكل القاعدة الأساسية لكينونة الدول , مع هدر كامل للموارد الإقتصادية للبلد .
*** أمام تلك الجرائم الإنسانية والكوارث الموثقة محلياً ودولياً , والمرتكبة بسبق التفكير والتخطيط والإصرار والمتابعة المحلية ( الوطنية ) وبدعم من عصابات ودول مارقة أصحاب مصالح ذاتية ومادون الإنسانية , ومازال الشعب السوري بعامته ينتظر من التيس الحليب ومن المستبد الإئتمان ومن الديكتاتور التوبة والإعتبار(نظراً لمصير سابقيه من الديكتاتوريات الزائلة …. تشاوسسكو, صدام , القذافي , ….) ومن الإرهاب الرحمة !!!.
ومازال الشعب الكردي في سوريا ينتظر من قياداته المستسلمة للتيس والمستبد والديكتاتورلتحقيق آماله وأمانيه المشروعة في حقه لتقرير مصيره بنفسه !!!.
وما لقاء موسكو الثاني إلا اللقاء المُكرر (جنيف1, جنيف2 , موسكو1 , إضافة لللقاءات الأُحادية الجانب) بين تيوس وممثلين عن الإستبداد والديكتاتورية الإرهابية , حيث هم في عالم إفتراضي وتأملي لرغباتهم , ويهدرون المزيد من الدم والوقت والموارد السورية , لإشباع رغباتهم في اللاحلول الخادمة لإستمراريتهم في التتييس والإستبداد والدكتاتورية مع جرعات من الإرهاب المنظم فكراً وممارسةً , أودعماً لمحترفّي الإرهاب الإسلامويون, وصولاً وتأملا لإستسلام السوريين جميعاً ( كشعب ) وقولهم (( مالنا غيركم يا وكلاء الله علينا , ومايصيبنا إلا ما كتب الله ووكلائه لنا من مصير)), لتبدأ عندها التيوس بمناكحة قطعان المعّاز السورية, والمستبدون بإستعباد المستسلمين السوريين , والإرهابيون بسبي النساء ومناكحة الصغار وجز الرقاب السورية , والديكتاتوريات بالتألهه على الجميع .
وما سمي بالنقاط التوافقية بين المجتمعين في موسكو , سواءاً تم التوافق عليها أم لم يتم , هي المختصر المستتر من كل اللقاءات السابقة واللاحقة بين نظام متعنت متشبث بسلطته ولو على حساب كل السوريين والمنطقة ( الأسد أو نحرق البلد ), مع ما يسمى بالمعارضة الأشد سوءاَ من سالفه والباحثة عن كرسي سلطة ولو برجل واحدة , ومختصر اللقاءات ( جنيفات ….., موسكوات …. ,…) يقول التالي :
الشعب السوري أصيب بالعين , لخروجه عن طاعة حاكميه حيث النظام الحامي لشعبه والملائكي الرحيم والبريئ و بقيادة قائده التاريخي ( إبن أبيه ) الفذ !!! , وعليه لاضرورة لإضاعة الوقت والدخول في تفاصيل المؤامرة الكونية وما حدث وما يحدث في سوريا , وأن كامل المسؤولية تقع على الشعب السوري الضليل , وعلية يَطلب الملتقون والمجتمعون في موسكو وغيرها من الشعب السوري التالي :
— على وكلاء وأهالي وأصدقاء القتلى ( الشهداء ) السوريين الإعتذار وطلب المغفرة من السلطة الحاكمة لما إقترفه هؤلاء الضلاليون ( الشهداء ) بالوقوف في وجه قادتهم وأولي أمرهم .
— على النازحين التوسل لسلتطهم وحاكميهم , لقبول توبتهم في الإنحراف والإنهزام وعدم الصمود أمام براميل الرحمة ومدافع جهنم , وسكاكين المسالخ , …. .
— على اللاجئين طلب المغفرة من قادتهم وولاة أمرهم , بسبب تخليهم عنهم وعن وطنهم العزيز والسماح لهم بالعودة إلى أحضان الوطن وسلطاته الحكيمة .
— على الكل الصلاة من أجل ماتسمى بالحلول السياسية الموافقة لرغبات أولي الأمر في المغفرة وإدخال الأطعمة والأدوية والعودة إلى ما قبل تاريخ 15-03-2011 ويادار ما دخلك شر , وتيتي تيتي متل مارحتي جيتي .
***أما بالنسبة للوجود والتواجد الكردي الغير منظور إليه سورياً إلا كمواطن في سوريا العربية عرفاً , الإسلامية مرجعيةً , العلوية تسلطاً , السنية تأملاً , الديمقراطية إستحالةً .
وما الصور التمثيلية للهياكل النفاقية كردياً إلا صور مصغرة ومكررة عن الواقع السوري الأكبر ( ماضياً بنفاقه الشعاراتي قومياً ووطنياً , وحاضراً بتمسكه السلطوي لحد الإبادة للمعترضين !!!) , حيث سلطة الأمر الواقع , الموصوفة عنوة بالكردية وهم لايريدونها ( إعلاناً وتصرفاً وواقعاً ) وحيث الهوية المافوق القومية ( كما يدعون ) والمُستَهلِكة والمُستَثمِرة للإمكانات والقوى والطاقات والموارد والدماء الكردية, وما زال البعض من الشعب الكردي يتأمل من مروجي تلك السلطة ( سلطة الأمر الواقع ) ومتعلقاتها من أمة الديمقراط الحالمة وكانتوناتها الوقتية ذات اللون الواحد والضائعة الهوية … , مازال البعض يتأمل منهم تحقيق الأهداف في تقرير المصير القومي , كمن يتأمل الحليب من التيس !!!.
في النهاية أقول لحافظي جملة ( وماذا بعد كل هذه الدماء وهذا الخراب ) , أنكم محقون , ولكن !, ما هكذا تساق حتى الإبلُ , فمن يقتل ويضطهد ولايعترف وهو جريح ( النظام ) , ومن يقتل ويذبح ويتوعد وهو ضعيف ( العنصرين والمتطرفون ) , لن يكون رحيم وهو متسلط مرتاح !!!, والحلول في حدها الأدنى تكون في التفكير وبصوت عالي وواضح بالمستقبل , هذا إذا تجاوزنا الماضي وأسبابه ونتائجه إضطرارياً , وبالتالي إزالة كل عوائق مسارات وأهداف ما قام الشعب من أجله ولو على مراحل , وهذا يعني من الشرفاء الوقوف الجدي عند الإرهاب تعريفاً وتطبيقاً ورفضه بالمطلق , حيث السلطة الإرهابية كما هي قوى التطرف والإرهاب الإسلاموي , فسوريا المستقبل والمأمول يجب أن تكون خالية من هكذا سلطة حكم عنصري وإرهابي (على مبدأ سوريا لن تعود لما قبل التغيرات وسوريا ستكون كردية بقدرعروبتها وأشوريتها و.. , وستكون يزيدية بقدر علويتها وسنيتها و…) وكذلك خالية من ماتسمى بالمعارضات والجماعات الإسلامية المتطرفة ( على مبدأ الدين لله والوطن للجميع , ولكم دينكم ولي ديني وسوريا للكل مؤمنين ولامؤمنين ), وغير ذلك أن لا تكون سوريا خيراً من أن تكون !!!.
أما كردياً , فكل التجارب تقول أن الظروف الواقعية مهيئة لنيل الحقوق المغتصبة والمشروعة لشعب يعيش على أرضه , ولكن ! , هناك هدر للإمكانات والقوى والدماء من أجل أهداف بعيدة عن المشروع من الحقوق , وهنا يجب على الشعب الكردي , تحديد المرغوب والمأمول والمهدوف وبالكردي الفصيح ( الغير ملتوي ) ليأتي السؤال التالي :
– هل تريدونها خيالاً نظرياً ومثالياً ( شعارات نظرية تخديرية وقتية مكررة بغاياتها الإلغائية) , في تعزيز وبلورة أمة الديمقراط وكانتوناتها وعيشها المشترك مع شركاء ( أنظمة مغتصِبة وشعوب) لايعترفون بوجودكم ( العرب , الترك , الفرس ) مع شواذ للقاعدة , ,طالما لاتملكون حتى مصيركم الذاتي ؟.
– أم تريدنها واقعاً ممكناً وعملياً , تقريراً لمصيركم الكردي الذاتي ( إدارة ذاتية , حكم ذاتي , فدرالية , كونفدرالية , دولة ) ومن خلالها تقيموا علاقات التشارك والتآخي وعلى أساس الأنداد والمصالح المشتركة وتوازن الحقوق والواجبات ؟.
وهنا يتبين الخيط الأبيض من الأسود وتخرجون من سجونكم الذاتية وتقفون عند جلد الذات للذات وتفهمون ما لكم وما عليكم كردياً لتنتقلوا لما لكم وما عليكم وطنياً وإقليمياً ودولياً, ويكفي الكرد الضياع بين الشعارات النظرية التاريخية والمستحدثة المستهلكة والمذيبة للذات الكردية ( الإخوة الإسلامية , الإلفة واللحمة الأممية ,الأمة الديمقراطية , …. ) , فهلا نتعظ ونقول ونتمسك أولاً وليس آخراً ب :
(الإخوة الكردية , الإلفة واللحمة الكردية , الإمة الكردية , ….. الكردية )
وخارج هذه المعادلة الكردية نقول للقوى الشعاراتية والموصوفة عنوة بالكردية , يكفيكم عبثاً ولامبالاةً وكفراً بقضية شعب طالما قدّم عشرات بل مئات آلاف الضحايا من أجل حقوقه المشروعة كشعب يعيش على أرضه التاريخية , وفي ساعة الإستحقاق تريدونها مذابة في أسيد التعصبات والعنصريات والتطرفات الواقعية الأخرى , فلا نامت أعين الجبناء !!!!!!.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى