من الصحافة العالمية

الثورة في إيران والقصف على الإقليم

محمد رمضان

تتعرض المدن والبلدات الكردية في ’’ كردستان إيران ’’ للممارسات ثلاثية الأبعاد من النواحي الاقتصادية والمذهبية والقومية ناهيك عن الإعدامات شبه اليومية بحق النشطاء والسياسيين الكرد وكذلك كل من يخالف أراء البلاد يكون مصيره القتل وتنكيل بموجب فتاوى من المرجعية الدينية العليا والتي مركزها مدينة “قُم ” الإيرانية وبتنفيذ الحرس الثوري وقوات الباسيج الإيرانيتين في ظل صمت دولي وإقليمي حيال ما يجري من انتهاكات بحق المعارضين.
فتاريخ نظام الملالي حافل بالاغتيالات السياسية كما حصل مع العديد من قادة الكرد أثناء المفاوضات المباشرة مع حكومات الإيرانية المتعاقبة على سبيل المثال لا الحصر “اغتيال الدكتور عبد الرحمن قاسملو” زعيم حزب الديمقراطي الكردستاني (إيران) في العاصمة النمساوية فيينا أثناء تفاوضه حول منح الحكم الذاتي لكردستان إيران في بدايات التسعينات من القرن الماضي ومن بين احد المتهمين الرئيس الإيراني السابق أحمدي نجاد الذي نفذ عملية اغتيال ” قاسملو”.
كل هذه الممارسات من النظام الملالي ضد الكرد كانت كافية لخلق ردة الفعل الثوري داخل المكون الكردي بين الحين والأخر في وجه ألة الحرب رغم الرد القاسي من الحرس الثوري كما حصل قبل سنة في مدينة “مهاباد ” العاصمة القومية لدى الكرد على خلفية محاولة ضابط إيراني اغتصاب فتاة الكردية تدعى “فريناز خسرواي” التي ماتت على أثره بعد إلقاء نفسها من شرفة الفندق التي كانت تعمل به . و من أعنف المواجهات المسلحة بين الحرس الثوري الإيراني وقوات “البيشمركة” التابعة لحزب الديمقراطي الكردستاني (إيران ) بعد أربع وعشرون عاماً من التوقف للعمليات العسكرية وخلال هذه السنوات كان يخوض الحزب الديمقراطي الكفاح سياسي سرياً لرصد تحركات الإيرانيين للتعبئة الجماهيرية في المدن الكردية لحثهم على ثورة شاملة .
يبدو أن قراءة الأحداث للقادة الأحزاب الكردية وبشكل الخاص الحزب الديمقراطي وهو من أكبر الأحزاب الكردية تنظيماً وخبرة في التعامل مع الوقائع الذي يترأسه الدكتور مصطفي الهاجري قراءة دقيقة من مجمل القضايا المشتعلة في المنطقة ومدى تورط النظام الإيراني في عدة مواقع لاسيما في سوريا والعراق بشكل فعلي مما أدى إلى رفع وتيرة اشتباكات مباشرة مع القوات الإيرانية في المناطق المتاخمة لكرُدستان إيران حيث شملت أكبر المدن الكردية ’”كرمنشاه وأورمية …. وغيرها .
وهنا جاء الرد من الجانب الإيراني بالقصف المدفعي المركز على المناطق المتاخمة مع إقليم كردستان العراق في منطقة حج عمران وعدة مواقع أخرى على طول الحدود بالإضافة الى قيام النظام الإيراني بتشديد قبضته الحديدية على الأقاليم الأخرى كإقليم “الاحواز” الذي يقطنه المكون العربي والبلوش خوفاً من امتداد موجة التوترات إليها، وبالتالي هذه التطورات تضعنا أمام عدة سيناريوهات وإشارات استفهام حول ما يقوم به النظام الإيراني من خلال قصفه للإقليم كردي في العراق ومن هنا نستنتج النقاط التالية :
النقطة الأولى رسالة غير مباشرة مراد منها الضغط على رئيس إقليم كردستان العراق “مسعود البرزاني” وبدوره يوصل الرسالة إلى الأحزاب الكردية في إيران بوقف حدة عمليات العسكرية ضد النظام في طهران.
النقطة الثانية كشف عن نوايا النظام الإيراني تجاه إقليم كردستان العراق بعدما اتخذ إقليم كردستان خطوات جدة نحو أجراء الاستفتاء حول الاستقلال وإقامة الدولة الكردية المستقلة وما ينعكس على كرد إيران لهذا سيبذل الإيرانيين قصارى جهدهم بالقضاء على الحلم الكردي حيث جدد نائب القائد العام للحرس الثوري الإيراني العميد حسين سلامي تهديده لإقليم كردستان قائلا ” على القادة في الإقليم الالتزام بتعهداتهم لمنع المقاتلين المعارضين من شن هجمات على الأراضي الايرانية انطلاقا من إقليم كردستان” , ونترك جلاء الصورة للأيام المقبلة.
 
أورينت

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى