شريط آخر الأخبارمحليات - نشاطات

الجزيرة للدراسات يناقش مستقبل الكُــرد بعــد الاستفتاء

Yekiti Media

تداول باحثون ومفكرون انعكاسات الصعود المتنامي للحركات الانفصالية حول العالم على المسألة الكردية، والآفاق المستقبلية لها في سياق الأوضاع المتقلبة في منطقة الشرق الأوسط خاصة بعد إجراء إقليم كردستان العراق استفتاء الاستقلال وذلك خلال يومين من الندوة البحثية التي عقدها مركز الجزيرة للدراسات تحت عنوان “المسألة الكردية: ودينامياتها الجديدة وآفاقها المستقبلية” في فندق رتز كارلتون بالدوحة.
فقد قال الخبير الكردي والباحث الزميل الزائر بمركز بروكينغز الدوحة رانج علاء الدين في الجلسة الأولى من اليوم الثاني إن منطقة الشرق الأوسط تحتاج إلى إطار إقليمي للاحترام المتبادل بين الحكومة والمواطنين وإجراءات لتقاسم السلطة، وإلا فإن مشاعر العزلة ستظل موجودة كما هو الحاصل بالنسبة للأكراد والسنة في العراق.
وأضاف علاء الدين -وهو متخصص في التاريخ المعاصر لمنطقة الشرق الأوسط- أن العراق يعاني من أزمة سلطات حيث لا أحد يعرف أين تبدأ السلطة وأين تنتهي بالإضافة إلى صعود سلطات جديدة كالمليشيات والقبائل ورجال الدين وغيرها.

مزاج دولي

أما الباحث في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات حيدر سعيد فقد رأى أن الأمر الأهم من الاستفتاء هو وجود توافق داخلي كردي على الزعامة وشكل الدولة المستقبلية، ووجود قبول إقليمي ودولي.
وأوضح سعيد أن موقف القوى الدولية من إقليم كردستان يظهر أن المزاج الدولي ليس في وارده إعادة تقسيم للمنطقة على عكس ما هو منتشر.
وقال إن النظام الدولي يميل للتقسيم فقط في حالة تحلل الإمبراطوريات كما حصل قبل مئة عام عندما تفككت الإمبراطورية العثمانية، وكذلك الحال في الإمبراطورية السوفياتية.
من جهته، رأى الخبير القانوني منسق وحدة دعم الوساطة في الهيئة الحكومية-الدولية للتنمية (إيغاد) أليو غرنغ أن الهدف من الاستفتاء الأخير لكردستان العراق هو تطوير الوضع القانوني للإقليم أكثر من كونه هدفا لتقرير المصير.
وأفاد غرنغ أن تقرير المصير يجب أن يعالج في إطار كل الدول التي بها أقليات عبر حل أزمات الحكم وإنهاء المظالم الداخلية، بحيث يتم أولا تقاسم السلطة والموارد، وثانيا إعطاء مساحة أكبر للتعبير عن الهوية، وثالثا إعادة التفاوض بشكل مستمر لتحسين نموذج إدماج الأطراف المختلفة في الدولة الواحدة.
من جانبه قال رئيس المركز التركي الآسيوي للدراسات الإستراتيجية سليمان سنسوي إن أزمة المشكلة الكردية هي أنها لا تنتظر عوامل التاريخ كي تساعدها على الحل وإنما تتحدى التاريخ ومعطياته على أرض الواقع والنتيجة هي دائما خسارة القضية.

آفاق المسألة

وفي الجلسة الثانية من اليوم الثاني التي تناولت الآفاق المستقبلية للمسألة الكردية، عرض أستاذ الأخلاق السياسية وتاريخ الأديان بجامعة حمد بن خليفة بقطر محمد المختار الشنقيطي بعض النظريات التي طرحها مفكرون إستراتيجيون مثل جمال حمدان وداود أوغلو لرسم صورة للجغرافيا السياسية للعالم الإسلامي ومنها انطلق إلى الوضع الكردي الذي يتواجد في القلب (الشام) والأطراف (إيران) والرأس (تركيا) من العالم الإسلامي، من وجهة نظره.
وأورد الشنقيطي ثلاثة خيارات لحل المسألة الكردية، هي الإدماج البشري القسري بطريقة استبدادية وهذه خطيئة أخلاقية وحماقة سياسية، أو الاستقلال وهو حل غير عملي، أو خيار التعايش عن طريق دولة المواطنة وهو الخيار المنطقي والأسلم بحسبه.
ومن أربيل عبر الأقمار الاصطناعية شارك مدير ومؤسس مركز كردستان للدراسات الإستراتيجية في أربيل فريد أسسرد موضحا أن الأكراد مازالوا يحظون بثقل سياسي في العراق ككتلة بشرية مرجحة في أي انتخابات، ويمكن أن يلعب الأكراد دورا في التوازن الطائفي داخل البلاد.

مراجعة داخلية

وأشار أسسرد إلى أن الإقليم يعيش نهاية مرحلة الزعامات الكارزمية المرتبطة بالتاريخ وفرص ظهور زعامات بعقليات جديدة تتيح بروز آليات قومية جديدة لتعزيز حقوق المسألة الكردية مؤكدا على أهمية المراجعة الداخلية بين الأكراد أنفسهم وبين الأكراد والمركز في بغداد.
وتأتي هذه الندوة ضمن الندوات الدورية التي يعقدها مركز الجزيرة للدراسات لتقديم رؤى وتحليلات لقضايا المنطقة بهدف تعميق الوعي وتقديم مقاربات للسياسات الإقليمية والدولية المرتبطة بالعالم العربي.
وقد حافظ المركز على الترتيب الخامس للسنة الثالثة على التوالي في قائمة مراكز الدراسات الأقوى حسب تصنيف جامعة بنسلفانيا، كما يزور موقعه على الإنترنت من ستة إلى سبعة ملايين زائر سنويا.

خياران صعبان

وفي جلسة أخرى بعنوان “الديناميات الجديدة للمسألة الكردية”، قال الكاتب والمؤرخ والإعلامي الكردي كفاح محمود، في مداخلة له عبر الأقمار الاصطناعية من أربيل، إن مستقبل إقليم كردستان العراق أمام خيارين صعبين، أولهما دولة المواطنة وهو خيار صعب مع وجود الأحزاب الدينية، وثانيهما إنشاء دولة كردية، وهو خيار يتوقف على عاملين، اقتصادي ودولي إقليمي.
من جهته، اعتبر القائم بأعمال السفارة العراقية في الدوحة عبد الستار الجنابي أن الأكراد لم يندمجوا في الدولة العراقية وصمموا على الانفصال فخسروا كل شيء رغم أنهم كانوا يأخذون 17% من ميزانية البترول ولهم خمسون نائبا في البرلمان، كما أن رئيس الجمهورية كردي ووزير الخارجية منذ 2003 حتى سنوات قليلة كان كرديا.
في المقابل، أوضح مدير المركز العراقي للدراسات الإستراتيجية مهند سلوم أن كل الأحزاب الكردية قامت على أن اتفاقية سايكس بيكو ظلمت الأكراد في تقسيماتها للمنطقة، معتبرا أن المعطيات تشير إلى مطالبات بالحكم الذاتي واللامركزية الإدارية في كل من إيران وسوريا وتركيا.
وبشأن الاستفتاء في كردستان العراق، أشار سلوم إلى أن الهدف منه كان المحافظة على اللامركزية وعلى الأراضي المتنازع عليها مع بغداد، وأن الخطوة القادمة ستكون دخول أكراد العراق في مفاوضات مع بغداد لإعادة تعريف العلاقة معها والسعي لتحديد جدول زمني لتسوية حول المناطق المتنازع عليها

المقاربة الأمنية

وفي جلسة ثالثة بعنوان “مقاربات التعاطي مع المسألة الكردية.. نجاحات وإخفاقات”، قال الباحث والخبير العراقي هشام الهاشمي إن الدول التي يعيش فيها الأكراد مثل تركيا والعراق وإيران وسوريا فشلت على مدى السنوات الطويلة الماضية في حل المسألة الكردية بسبب غلبة المقاربة الأمنية والعسكرية على تفكيرها، ونظرتها للأكراد دوما على أنهم “مشكلة”.
وأوضح أن تلك الدول لم تغادر في تعاملها مع هذه “المشكلة” مربع التعامل الأمني والعسكري، مما فاقمها وجعلها تستمر طوال هذه السنوات، فلعل القناعة باستحالة الحل العسكري والأمني لهذه المشكلة المزمنة يدفع إلى التفكير في حلول ومقاربات أخرى.
وأشار إلى أنه من التداعيات السلبية للاستفتاء المتسرع على انفصال إقليم كردستان انقسام قوات البشمركة إلى خمس فرق متصارعة فيما بينها، وخسارة كردستان 25 وحدة إدارية كانت تُصنَّف ضمن المناطق المتنازع عليها، وسيطرة إيران على القرار السياسي الكردستاني بدرجة غير مسبوقة.
 

الجزيرة نـت

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى