الحدود في خرائط الشرق الأوسط الجديد
براسوز جزيري _
عندما نتكلّم عن النظام التركي والتدخّل في شؤون دولةٍ جارة وقصفها مناطق معيّنة وفصيل معيّن ونطالبها بالكفّ عن ممارساتها وتدخّلها أعتقد أننا ننطلق من رؤىً ومواقف عاطفية و أحادية الجانب دون أن نأخذ مبرّرات وحجج الطرف الآخر بعين الاعتبار فسوريا اليوم لم تعد دولةً بمفهوم الدولة وهي اليوم من بين الدول الفاشلة أمناً وأماناً، حدودها مفتوحة على الجميع فالكلّ موجود بهذا الشكل أو ذاك وتركيا واحدة من بين عشرات الدول المتدخّلة .
تركيا معنية أكثر من غيرها بالوضع في سوريا بحكم مصالحها وطول حدودها مع سوريا لذلك ليس من مصلحة الكُرد معاداة تركيا كما هو الحال بالنسبة لتركيا
العمليات العسكرية لا تخدم الطرفين وعلى تركيا أن تدرك أنّ الزمن قد تغيّر وسياسة الانغلاق ولّى زمانها ولم يعد هناك شيء باسم الشأن الداخلي والتي كانت الدول الشمولية الدكتاتورية تعدم وتسجن وتنتهك الحرمات بحجة الشأن الداخلي وعليها القبول بالواقع الجديد و التسميات الجديدة على حدودها فوضع المنطقة ما بعد 1991 ومشروع الشرق الأوسط الكبير أو الجديد الآن قيد التنفيذ والكُرد هم الطرف الرئيسي والقوة الأساسية لتنفيذ هذا
والمشروع بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية هذه حقيقة يجب أن تعرفها تركيا ليس هذا فحسب بل عليها التعامل مع المشروع بإبجابية كونها مشمولة ضمن التغيّرات التي ستحصل في المنطقة بشكلٍ عام فالبداية من سوريا والعراق مروراً بلبنان وتركيا وايران وووالخ على الجميع أن يعي هذه الحقيقة.
انّ المشروع سيُنفّذ ولا شكّ فيه وإنّ الحدود التي رُسِمت بموجب اتفاقية سايكس بيكو سينتهي وهو بحكم المنتهي مع مرور المئة عامٍ على الاتفاقية المذكورة ومشروع الشرق الأوسط الجديد أو الكبير هو البديل لسايكس بيكو وزمام الأمور بيد الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها وبمشاركةٍ روسية جزئياً لذلك لا خيار أمام الأنظمة القائمة حالياً ولا القوة المعارضة للأنظمة إلا أن تكون جزءاً من هذا المشروع وعليها أن تهيّئ نفسها للانخراط والعمل ضمن المشروع وأيّ نظامٍ أو حزبٍ أو مجموعة ترفض أو تعرقل، سيكون مصيرها مصير الحركات المتطرّفة الإرهابية كالحوثيين والقاعدة وداعش وغيرها من المجموعات الإرهابية.
إذاً نحن أمام متغيّرات جذرية للمنطقة وجغرافيتها وحدودها ولابدّ لتنبيه المعنيين بهذا الشأن و خصوصاً السياسيين والحركة السياسية الكُردية
بالتهيّؤ والاستعداد لحمل المشروع ومساعدة الأطراف حاملي وأصحاب المشروع الرئيسيين أمريكا وحلفائها وأخصّ بالذكر حزب العمال الكُردستاني ب ك ك
والاتحاد الديمقراطي ب ي د عليهم تحديد موقفهم وترك أوهام الأمة الايكولوجية فالأمم ديمقراطية غريزياً وليست بحاجةٍ إلى الشعارات عليهم دمقرطة أنفسهم اولاً قبل الدعوة إلى ديمقراطية الشعوب ربّما عودة هذا الفصيل أو الفصيلين ال ب ك ك وال ب ي د عن أوهام الأمة الايكولوجية والعمل ضمن ومع الصف الوطني القومي الكُردستاني ربما شبه مستحيل فكلّ الدلائل و القراءات تشير إلى ذلك وهذا يعني أنّ رفض هذين الفصيلين لهذا المشروع
سيكون عائقاً أمام التقدّم نحو الهدف الحلم الكُردي ومأساة حقيقية على الكُرد والقضية الكُردية وربّما سينتظر الكُرد عقوداً أخرى تحت نير الظلم والاضطهاد والحرمان من حقوقه القومية المشروعة وحقّه في تقرير مصيره