الحرّاقات والمصافي البدائية.. مــوتٌ يهدّد المنطقة
Yekiti Media
ما بين المردود المالي الكبير، والـتأثير السلبي على صحة الأهالي، والنباتات والزراعة والمواشي والطيور ، ما زالت الحرّاقات البدائية تعمل في منطقة جنوب بلدة تربه سبي وصولاً إلى بلدة جل آغا منـذ العام 2013 وإلى اليوم.
ومــع بداية الثورة السورية ربيع العام 2011 بدأت العقوبات الأوروبية والأمريكية على النظام السوري ، ليتوقّف إنتاج النفط في جميع حقول النفط ومنها حقول النفط في الرميلان وتربه سبي، ومع سيطرة حزب الاتحاد الديمقراطي ربيع العام 2013، بدأت الحرّاقات البدائية بالعمل وبالرغم من قرار إدارة الاتحاد الديمقراطي إبعاد الحرّاقات إلى جنوبي الخط الدولي M 4 إلا أنّ التاثير السلبي لها على الصحة بشكلٍ عام قائم ومستمر.
بالصدد تحدّث السيد ثامر عن تأثير الحرّاقات على الزراعة والذي يسكن في إحدى القرى بالريف الجنوبي لبلدة تربه سبي، قائلاً : بالرغم من إيجابيات الحرّاقات من الناحية المادية ورواتبها الجيدة للعمال والفنيين والحرّاس، والتي تحتاج كلّ أسرةٍ إلى دخلٍ مادي ، ما يقارب ال 350 – 500 ألف ليرة سورية ، كحد أدنى، لتأمين مستلزماتها، ولكنّ سلبياتها وآثارها المدمّرة على الطبيعة تكون كبيرة، ولها أضرار كثيرة ، وخاصةً على الزراعة والأراضي التي تتواجد فيها الحرّاقات ، وتؤثّر على الأراضي القريبة فقط، حيث يتسرّب النفط ومشتقاته إلى الأرض ،مما يضرّها ويتسبّب بالتلوث البيئي بشكلٍ عام وبنسبة 100% بسبب الروائح المنبثقة والغاز السام والزيرو والنفط الخام، فتصبح الأرض غير صالحة للزراعة كما ويتسرّب ماء الغاز إلى الآبار القريبة الموجودة في منطقة ما حول الحراقات ،فتتلوّث المياه وتصبح غير صالحة للشرب والاستخدام المنزلي، كما ويصبح ساماً بنسبة 60 – 70% ولكن يصلح استخدام هذه المياه للحرّاقات فقط.
من جانبه تحدّث المواطن (م.ح) عن تأثير الحرّاقات على المواشي فقال : تسبّب الحرّاقات التي تعمل على تكرير النفط بشكلٍ بدائي وفرزه لمحروقات ينتج عنها الماء الملوّث بالغاز السام “غاز الميتان” والذي يتسرّب إلى لآبار والأراضي الزراعية فيما حول هذه المصافي والحرّاقات ،فتضرّر المحاصيل، مما يؤثّر على المواشي عند رعيها في أعشاب الأراضي القريبة من الحرّاقات وشربها من المياه الناتجة عن عملية الفرز والتي تسبّب أمراضاً كثيرة للمواشي وخاصةً مواشي أهالي القرى القريبة من منطقة الحرّاقات.
إلى ذلك تحدّث موظف لدى دائرة الزراعة في محافظة الحسكة ،والذي رفض ذكر اسمه، عن تتأثير الحرّاقات على الزراعة والمواشي منوّهاً إلى الأضرار الكبيرة التي تتعرّض لها بسبب هذه الحرّاقات في المنطقة، كما ذكر تأثيرها السلبي على المحاصيل الزراعية والمزروعات كالقمح والشعير والقطن وأيضاً الأشجار المثمرة، حيث يكون تأثيرها بنسبة 100% سلباً على الإنسان والزراعة والمواشي لأنها تكون مترابطة مع بعضها البعض وبالإجمال الإنسان يعيش في هذه الحياة مع جميع الكائنات الموجودة في الطبيعة ،بما فيها الزراعة، علمياً وكما ذكر أنّ هذه الحالة وبسبب الحرّاقات في المنطقة تسمّى بالموت السريع وليس كما يسمّيه البعض بالموت البطيء لأنه يقضي على الطبيعة بمجملها ،بسبب الغازات السامة المسرطنة المنبثقة من عملية احتراق النفط الخام، بالأساليب البدائية البسيطة، كما وتتأثّر الحيوانات فتتعرّض أيضاً للسرطانات بسبب أكلها المزروعات ” السقي والبعلي” الملوّثة في المنطقة القريبة من تواجد الحرّاقات والتي تضرّ جهازها الهضمي والمناعي والداخلي.
وأضاف: قامت هيئة الزراعة سابقاً بإجراء أبحاث وتجارب علمية على المحاصيل والمزروعات في منطقة هيمو، وكنت أحد المشاركين، وخرجت بنتائج سلبية بنسبة 100% بعد القيام بزراعة بذار القمح في تربة غير صالحة وملوثة بالنفط ومشتقاته، وبعد نمو البذار فتصبح النبتة مؤلفة من جذورٍ وأوراق، تبدأ هذه النبتة بالاحتراق والضرر من مشتقات النفط والغاز السام الموجود بالتربة بعد تسرّبها ،وتعرّض التربة للاحتراق، أي أنّ النمو الخضري ” المجموع الخضري” يتعرّض للاحتراق بشكلٍ كامل بالإضافة لاحتراق جذور النبتة، علماً أنّ تلك التربة الصالحة بكافة موادها العضوية المساعدة للزراعة ونموها تتعرّض للأضرار الكبيرة ،مما يؤدّي لعدم صلاحيتها والقضاء عليها.
وتابع قائلاً : هنالك آلاف الكائنات تتعرّض للخطر بسبب الغازات السامة المنبثقة من الحرّاقات والنفط ومشتقاته وعملية تكريره، التي تقضي على خصوبة الأراضي وتجعلها عرضةً للتصحر مستقبلاً ” عملية التصحر”، سابقاً كنا نقوم برش المبيدات وأدوية الأعشاب العريضة والرفيعة لمحصول القمح لحمايته من الأضرار والتي كانت لها فوائد ولكن في بعض الأحيان تعرضها للأضرار، حيث كان تأثيرها على نمو المحاصيل واضحاً ولمدة 20 يوماً بعد رشها وكان المزارعون لديهم الخوف من عملية رشّ المبيدات وتأخير نمو المحصول ، ولكن بعد انتهاء تأثير هذه المبيدات يساعد على نمو جيد للمحصول عن طريق الجذور وتقويتها للقضاء على الأعشاب الضارة كالشوفان البري والزوان المسكر التي كانت تعيق نمو المحصول بشكلٍ جيد، ولكن ومع تواجد الحرّاقات ،لم يعد ينفع رشّ المبيدات والأدوية لحماية المحصول الزراعي والأراضي القريبة منها.
وفي السياق قال مهندس بترول، فضّل عدم ذكر اسمه، في تصريحٍ ليكيتي ميديا: آلية العمل في الحرّاقات بدائية، وتعتمد فقط على مبدأ التسخين ،وما ينتج من الغازات تنتشر في الجو وهـي الزئبق والرصاص والزرنيخ وغيرها، مضيفاً: هناك فرق شاسع بينها وبين المصافي الحديثة ، التي تقوم بعملية إحراق لتلك الغازات المنبعثة عنها، وعملية التكرير في المصافي الحديثة عملية نظامية تقوم بفصل البنزين عن المازوت والكاز ، بينما في الحرّاقات العملية شبه مختلطة، حيث تبقى كميات كبيرة من الشحم والزيت في المازوت، كما وتبقى كميات كبيرة من المازوت والكاز في البنزين، والعملية بمجملها في الحرّاقات لا تشمل سوى 10% من عمل المصافي الحديثة.
وأضاف: الوقودالمنتج من الحراقات والمصافي البدائية يؤثّر وبشكلٍ كبير على جميع الآليات ، ومن هنا نرى كمية وحجم السيارات المعطّلة، كما أنّ المازوت المخصّص للتدفئة مخلوط مع الغازات. وشهدت المنطقة حوادث انفجار المدافئ المنزلية وراح ضحيتها عشرات المواطنين.
وفي تقريرٍ سابق ليكيتي ميديا كشف مصدرٌ طبي بأنّ نسبة المصابين بأمراض السرطان على مستوى سوريا، والمراجعين لمشفى البيروني بدمشق أغلبهم من منطقة الجزيرة، وزاد: الغازات والمواد المنبعثة من الحرّاقات هي من مسبّبات السرطان مثل الزئبق والرصاص والزرنيخ، كما وتؤثّر بشكلٍ كبير على المصابين بأمراض الربو والتحسس، منوّهاً إلى خطورة الوضع في المستقبل في عموم منطقة الجزيرة وليس فقط أماكن انتشار الحرّاقات.
تجدر الإشارة إلى أنّ الحرّاقات والمصافي البدائية تنتشر أيضاً في مناطق المعارضة السورية في ريف حلب وإدلب.