آراء

الحوارات الكُردية بين الواقع والتصاريح الإعلامية

د. محمد جمعان

‎‫تصريح السيدة فوزة يوسف لإعلام ب ك ك قبل مدة قريبة تضمّن الكثير من المغالطات في القضايا الهامة والأحداث الأخيرة، حيث غيّرت من الوقائع وفيه الكثير من الإجحاف والتعدّي على جميع الأطراف الكُردية ولذلك أردت تصويب بعض الحقائق قدر المستطاع.

‫في البداية هي تتكلّم بلكنة تشبه قادة ب ك ك وبأسلوبهم التهجمي على الجميع كما عوّدونا من: أنكسي إلى باشور وإلى المفاوضات في جينيڤ والأمم المتحدة.. ‫والهجوم الكاسح على أنكسي لأنهم وصلوا إلى الخطوط الحمر وأنهم يسافرون إلى تركيا ويلتقون بالأطراف الأخرى وبالمرتزقة.

‫وهي تطلب من أنكسي أن لا يعملوا شيئاً وبأنّ عليهم أن يسمعوا الأوامر منهم مثلما تعمل الجماعات التابعة لهم في إدارتهم.

تقول: إنّ الهدف من الحوارات هو الوصول إلى وجهة نظر مشتركة، طيّب للوصول إلى تلك وجهة النظر، مالعمل؟ ‎‫ولكنها تقول إنّ الحوارات بين أنكسي و ب ي د ‎‫قد توقّفت ووصلت إلى طريق مسدود..!

ولكن الحقيقة تقول إنّ هذا ليس صحيحاً، فقد جاء الوفد الأمريكي واتصل مع الطرفين لاستمرار الحوارات، وهذا يدلّ على أنّ السيدة فوزه تريد توقّفها قبل أن تبدأ من جديد.

‎‫وتقول إنّ السبب الرئيسي في توقّف هذه الحوارات هو إنّ: أنكسي تعتبر إدارة المنطقة هي “شراكة” وتريد تقسيمها وحاولت أن تسمّيها مثلما هو في باشور: ‎‫أولاً: هي لا تعلم معنى الشراكة، و الشراكة في شئ ما يعني أن تكون شريكاً مثل الأخر، لك نفس الحقوق والواجبات وما العيب في ذلك؟

والحقيقة أنّ مدرسة فوزة لا تعرف ولا تؤمن بمبدأ المشاركة والتحالفات والإدارة المشتركة وبأنّ مصلحة الشعب الكُردي ولتأمين مستقبله تقتضي هكذا شراكة. فوصفت مطالب أنكسي من رفاقها بأسلوب بدائي وتثبت بذلك أنهم لا يؤمنون بالشراكة الحقيقية.

وأما مقارنتها مناطقنا بباشور و بأنها مختلفة.. أقول للسيدة المحترمة إنّ باشور وأحزابها وقياداته ًبنوا نظاماً ومؤسساتٍ ومدنا ّوبنىً تحتية يفتخر بها كل كُرديٍ أصيل شريف، ويجب أن نتمنّى لهم التوفيق وبأن يتغلّبوا على الصعاب وبالرغم من الصعوبات الجيو سياسية ومشاكلهم مع بغداد التي ليس لها بداية ولانهاية. ولكن ستبقى تجربة ناجحة بكلّ المقاييس بالرغم من تربّص الذئاب من حولهم. والأهم في تجربتهم أنهم يتّفقون حين تتطلّب مصلحة الكُرد ذلك.

‎‫والسبب الواضح في إطالة أمد هذه الحوارات هو العقلية التسلّطية للأخت فوزة ومدرستها، فهم لم يطبّقوا منذ البداية وإلى الآن إجراءات بناء الثقة والتي انطلقت منها الحوارات مند أكثر من عامٍ في باريس برعايةٍ فرنسية وإشراف عدة دول غربية أخرى.

‎‫ولكي تسير الحورات نحو نجاح مأمول لابدّ من تهيئة الأجواء وهنا لا بدّ من ذكر بعض العمليات الاستئصالية الضرورية السريعة ومنها:

‎‫ـ لا بدّ من استثمار وجود الراعي الأمريكي كقوة عظمى وسيكون لإنجاحهم لهذه الحوارات يد في تثبيت وقبول الإدارة المستقبلية من القوى المحيطة بالمناطق الكُردية في روج آفا.

‎‫ـ الإيمان والتصريح العلني والواضح بأنه لا بدّ من العمل على تطبيق الشراكة الحقيقية في قيادة شؤون المنطقة مع جميع القوى الفاعلة العربية والكُردية والآخرين.

‎‫ـ فكّ ارتباط ب ك ك عن ب ي د.

‎‫ـ القيام بإجراءات بناء الثقة ‎‫ـ إرسال رسائل تطمينية واضحة للشركاء السوريين والجيران وبأننا أصحاب حق ونحترم حقوق الآخرين ولا نتدخّل بشؤون الآخرين.

‎‫ـ المطالبة بسوريا فيدرالية/ اتحادية.

ـ الاستمرار بالحوار لهدف إنجاحها وبالتالي الوصول إلى تفاهمات حول القضايا العالقة والهامة مثل: شكل وتفاصيل الإدارة، عودة بيشمركة روج، البرامج الدراسية والعقد الاجتماعي والخ.

‎‫ـ يجب تهيئة الأجواء للانتخابات، الانتخابات لا يمكن أن تتمّ بجو من الإملاءات وتحت أزيز ‎‫الرصاص.

– التوقّف عن الخطابات التحريضية والتخوين وما شابه.

‎‫وللأمانة أقول كان ‎‫ردّ قيادات أنكسي على فوزة يوسف والأخرين كما عوّدونا هادئاً ومتّزناً ملؤه ّالشعور بالمسؤولية وبأن الحوار لا زال مستمراً وبأن الوفد الأمريكي المشرف على الحوار قد وصل إلى المنطقة واتصل معهم.

‎‫وفي الختام أسأل: ‎‫بالله عليكم يا عاقلون واللذين تأملون من تلك الحوارات الكثير وبالوصول إلى وحدة الصفّ الكُردي، أقول بماذا تفسّرون أقوال الأخت فوزة يوسف عن تلك الحوارات؟ ‎‫أرى أنها و بهذه التهجّمات تريد نسف كلّ ما يأمله الشعب الكُردي وقواه الخيّرة، و الغريب انها تقول إنهم يعملون إلى الوصول إلى حلٍّ عبر الحوار الكُردي و لكن يتّضح من أقوالها ومن أفعالهم أنهم يعملون إلى “اللا حلّ” في البيت الكُردي .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى